العـدوان علـى غـزة يتواصـل: 12 شـهيداً
ارتفعت حصيلة العدوان الاسرائيلي المتجدد على قطاع غزة، خلال 24 ساعة إلى 17 شهيداً، بعد سقوط 12 شهداء بنيران قوات الاحتلال الجوية والبرية أمس بينهم قيادي في المقاومة الفلسطينية و7 مقاومين، وإصابة 21 فلسطينياً على الأقل معظمهم من الاطفال، فيما تعطلت الحياة في المناطق الاسرائيلية المحاذية لقطاع غزة رغم استخدام قوات الاحتلال لنظام «القبة الحديدية» بهدف اعتراض الصواريخ المطلقة من القطاع.
وأعلنت مصادر طبية فلسطينية استشهاد فلسطينيين، احدهما طفل، وإصابة 12 في قصف مدفعي إسرائيلي على حي الشجاعية شرقي غزة. وأعلن المتحدث باسم لجنة الإسعاف والطوارئ في وزارة الصحة التابعة لحكومة حماس ادهم أبو سلمية عن «سقوط شهيدين احدهما الطفل محمود الجرو (10 سنوات)، وإصابة 12، في قصف مدفعي إسرائيلي استهدف مقبرة الشجاعية». وأضاف إن «الجثتين وصلتا إلى المستشفى أشلاء، ومعظم الإصابات التي وصلت من الأطفال إلى جانب إصابة احد المسعفين من الخدمات الطبية».
وقالت مصادر طبية فلسطينية وكتائب عز الدين القسام، الجناح المسلح لحركة حماس، إن ناشطين استشهدا في غارة جوية إسرائيلية استهدفت مجموعة من النشطاء في منطقة السودانية شمالي غزة. وأعلنت الكتائب، في بيان، استشهاد «القسامي» أحمد غراب، والقائد الميداني رائد محمود شحادة.
واستشهد ناشطان من كتائب عز الدين القسام في غارة جوية على بلدة خزاعة شرقي خان يونس. وأعلنت الكتائب، في بيان، «استشهاد القساميين عبد الله القرا ومعتز أبو جامع في قصف صهيوني في خان يونس». وأصيب أربعة فلسطينيين في قصف مدفعي إسرائيلي على المطار شرقي رفح.
واستشهد ثلاثة مدنيين فلسطينيين، بينهم امرأتان، وأصيب أربعة بجروح إحداها «خطيرة» في غارة جوية استهدفت منزلاً شرقي مدينة خان يونس جنوبي غزة. وقال المتحدث باسم لجنة الإسعاف والطوارئ في وزارة الصحة التابعة لحكومة حماس ادهم أبو سلمية إن «الشهداء هم طلال أبو طه (55 عاماً) ونجاح قديح (45 عاماً) وابنتها نضال قديح (21 عاماً)».
وقال شاهد عيان إن مقاتلات حربية إسرائيلية شنت غارة جوية على منزل يعود إلى عائلة قديح، فيما أطلقت المدفعية قذائف عدة على المنطقة ذاتها. وقال الجيش الإسرائيلي، في بيان، «يبدو أن مدنيين غير ضالعين في الأمر أصيبوا» في الهجوم.
وفي رفح أغارت المقاتلات الحربية الإسرائيلية على أنفاق على الشريط الحدودي بين مصر وقطاع غزة بصواريخ عدة، أصاب أحدها نفقاً لنقل الوقود، ما أدى إلى اشتعال نيران هائلة فيه.
واستهدفت غارة جوية إسرائيلية أخرى ورشة حدادة في حي الشجاعية في شرقي غزة، من دون تسجيل وقوع إصابات.
وفجر اليوم، استشهد قائد ميداني في حركة حماس واثنين من حراسه الشخصيين، في غارة شنتها طائرات حربية إسرائيلية على مدينة رفح.
وشيّع الفلسطينيون الشهداء في رفح وخان يونس وغزة، مرددين هتافات تدعو إلى الثأر، ومنها «الانتقام الانتقام».
وأعلنت الشرطة الإسرائيلية أنه تم إطلاق 15 صاروخاً من غزة على جنوبي إسرائيل من دون تسجيل وقوع إصابات. وقالت كتائب عز الدين القسام، في بيان، إنها قامت «بقصف المواقع العسكرية شرقي رفح بستة صواريخ وثلاث قذائف هاون»، كما قامت «بقصف موقع إسناد صوفا بثلاث قذائف هاون من العيار الثقيل».
واتهمت وزارة الداخلية في حكومة حماس المقالة قوات الاحتلال «بإطلاق ثلاث قذائف فوسفورية مساء الخميس على منطقة جحر الديك» وسط القطاع، لكنها أبدت حرصها على تجنب التصعيد مع إسرائيل. وقالت، في بيان، إن «قوات الاحتلال الإسرائيلي شرعت منذ أمس (الأول) بعدوان جديد على قطاع غزة مستخدمة كافة أنواع الأسلحة». وأضافت «منذ اللحظة الأولى تحاول الحكومة إيجاد صيغة لوقف هذا العدوان ووقف استهداف المدنيين الفلسطينيين، لكن الاحتلال الصهيوني مصر على مواصلة ارتكاب مجازره بحق شعبنا في محاولة لفرض معادلاته وشروطه».
وطالب البيان «بعقد اجتماع عاجل لمجلس الجامعة العربية لبحث التصعيد الصهيوني وإيجاد الآليات الملائمة لوقف العدوان على غزة». ودعا إلى «وحدة الصف الفلسطيني وتحصين الجبهة الداخلية في مواجهة العدو والتحرك في كل المستويات لوقف العدوان على شعبنا».
وواصل قادة الاحتلال استثمار الهجوم بصاروخ مضاد للدبابات ضد حافلة مدرسية أمس الأول، ما أدى إلى إصابة إسرائيليين. وأعلن الاحتلال أن نظام «القبة الحديدية» استطاع اعتراض صاروخ انطلق من غزة.
وقال رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، في براغ، «هجوم أمس (الأول) على حافلة أطفال يتجاوز الخط الأحمر». وأضاف «الجيش الإسرائيلي رد فوراً خلال الليل وسيواصل العمل بإصرار. كل من يحاول مهاجمة وقتل أطفال سيعرّض حياته للخطر».
وقال رئيس القيادة الجنوبية للقوات الإسرائيلية الجنرال تال روسو «نحن في منتصف الحدث. ننظر في كل الإجراءات ونحن في وسط العملية». واعتبر أن حماس تضرّرت بشدة، ولكن العملية لم تنته بعد. وأضاف «ندرس كل شيء. نبحث في المدى القصير والمدى البعيد. هناك أدوات كثيرة».
وأعلن نائب وزير الدفاع المدني ماتان فيلنائي إن إسرائيل تخوض «حرب استنزاف» مع حماس. وقال، لراديو الجيش، «نتخذ الخطوات المناسبة الدفاعية والهجومية. حدث انحراف خطير أمس (الأول) من دون شك بإطلاق صاروخ على حافلة» مدرسية. وتابع «نواصل التحرك ليتوقف إطلاق الصواريخ، وليندم الذين أطلقوا الصاروخ».
وأعربت الأمم المتحدة عن قلقها من تصاعد التوتر، وناشدت الجانبين ضبط النفس وإنهاء أحدث جولات القتال. وأعلنت وزارة الخارجية الفرنسية أن باريس «تدين بأقسى العبارات إطلاق الصواريخ الأخيرة وقذائف الهاون على المدنيين في إسرائيل وتأسف للعواقب الإنسانية لعمليات الرد العسكرية الإسرائيلية».
ودعت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين اشتون الدولة العبرية إلى «ضبط النفس» في غزة من دون التنديد صراحة بحماس إثر تبني جناحها العسكري هجوماً على حافلة مدرسية، ما أثار غضب دبلوماسيين إسرائيليين. وقال مصدر دبلوماسي إسرائيلي «صدمنا بالكلام الذي اختاره الاتحاد الأوروبي بعد الهجمات على مدنيين إسرائيليين، وبالأخص بكون إعلان (اشتون) لا يأتي على أي ذكر لإطلاق حماس صاروخاً مضاداً للدبابات على حافلة مدرسية إسرائيلية». وأضاف إن «اختيار كلمات لا تعبر عن رفض صريح لجرائم الحرب التي ترتكبها حماس يومياً، أمر مثير للقلق».
المصدر: السفير+ وكالات
إضافة تعليق جديد