الفلوجة: هجوم مضاد لـ«داعش» على الجيش
أوقف مقاتلو تنظيم «داعش» هجوماً للجيش العراقي على مدينة الفلوجة بهجوم مضاد على مداخلها الجنوبية أمس، في الوقت الذي حذرت فيه الأمم المتحدة من المخاطر على المدنيين المحاصرين في المدينة، واستخدام المتشددين لهم كدروع بشرية.
إلى ذلك، أعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) جيف ديفيس أن عسكريين أميركيين اثنين أصيبا في سوريا والعراق.
وقال «لم يكونا في الخطوط الأمامية، ولم يشتركا في قتال نشط. لكنهما جرحا في الحالتين نتيجة الإصابة بنيران غير مباشرة». ولم يذكر إلى أي فرع من الجيش ينتميان، لكنه أضاف أنهما كانا يقدمان المشورة والمساعدة، موضحاً أن أحدهما أصيب قرب اربيل والآخر شمال الرقة.
وبعد أسبوع من إعلان بغداد بدء الهجوم، تقدمت القوات العراقية بأعداد كبيرة إلى حدود المدينة، للمرة الأولى أمس الأول، وتدفقت على مناطق ريفية بضواحيها الجنوبية، لكنها لم تصل إلى المنطقة السكنية الرئيسية.
وقال قائد في الجيش وضابط شرطة إن جنود فرقة الرد السريع أوقفوا زحفهم أثناء الليل على بعد نحو 500 متر من حي الشهداء، الواقع في جنوب شرق المنطقة السكنية الرئيسية في الفلوجة.
وأضاف القائد، الذي كان يتحدث في معسكر طارق جنوبي الفلوجة الواقعة على بعد 50 كيلومتراً غرب بغداد، «تعرضت قواتنا لكثافة نارية كبيرة. كانوا متحصنين في الخنادق والأنفاق».
وأعلن قائد عمليات تحرير الفلوجة الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي أن ثمة مقاومة عنيفة من مسلحي التنظيم. وقال «هناك مقاومة من قبل تنظيم داعش»، موضحا أن «مسلحي داعش قاموا صباح اليوم (أمس) بشن هجوم ضد القوات العراقية في منطقة النعيمية» الواقعة عند الأطراف الجنوبية للفلوجة، مؤكداً أن «القوات العراقية تصدت للهجوم، وقتلت 75 مسلحاً، وواصلت تقدمها باتجاه مركز المدينة».
وقال أحد العاملين في المستشفى الرئيسي في الفلوجة إنهم تلقوا تقارير بمقتل 32 مدنيا أمس الأول. وتحدثت مصادر طبية في المدينة عن أن عدد القتلى في المدينة بلغ حوالي 50 قتيلاً، هم 30 مدنياً و20 مقاتلاً، خلال الأسبوع الأول من الهجوم الذي لم يتضمن بعد مواجهات في الشوارع.
والفلوجة هي أقرب معقل للتكفيريين من بغداد، ويعتقد أنها القاعدة التي تنطلق منها الهجمات الانتحارية التي ينفذونها في العاصمة. وتستغرق الرحلة بالسيارة أقل من ساعة من الفلوجة إلى بغداد. وتتيح استعادتها للحكومة السيطرة على المراكز السكنية الرئيسية في وادي نهر الفرات غرب العاصمة للمرة الأولى منذ أكثر من عامين.
وقال الأمين العام لمجلس اللاجئين النروجي يان إيغلاند إن «كارثة إنسانية تتكشف في الفلوجة. الأسر محاصرة في مرمى النيران، ولا يوجد طريق آمن للخروج». وأضاف «ينبغي أن تضمن الأطراف المتحاربة خروجاً آمناً للمدنيين قبل فوات الأوان، وقبل أن نفقد المزيد من الأرواح».
وقالت المتحدثة باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين أريان رومري إن «غالبية الأشخاص الذين تمكنوا من الخروج أتوا من ضواحي الفلوجة. لبعض الوقت كان المتشددون يتحكمون في التحركات، ونعرف أن المدنيين منعوا من الهرب». وأضافت «هناك تقارير أيضاً من أشخاص غادروا في الأيام الأخيرة عن أنه طلب منهم التحرك مع تنظيم الدولة الإسلامية داخل الفلوجة».
وكالات
إضافة تعليق جديد