المناورات الإسرائيلية: هل هي دفاعية أم هجومية
الجمل: ما يزال الإسرائيليون واقعين ضمن دائرة وهم القوة الإسرائيلية المتفوقة، وما تزال المذهبية السياسية الإسرائيلية تقوم على أساس اعتبارات أوهام مذهبية التفوق العسكري الإسرائيلي الاستراتيجي والتكتيكي على بقية دول المنطقة.
* ماذا تقول المعلومات والتسريبات العسكرية الأخيرة:
تقرير استخباري نشره موقع جيوبوليتيكال مونيتور، وموقع غلوبال ريسيرتش، نقلاً عن موقع ويرليد تريبيون أشار إلى الآتي:
«تل أبيب – تخطط إسرائيل لإجراء تدريبها العسكري الأكبر الذي يتعلق باعتبارات الطوارئ لمواجهة الهجمات الصاروخية المكثفة من سوريا وإيران. وقد حضرت الحكومة لتدريبات خمسة أيام خلال شهر نيسان تتعلق بسيناريو التعرض للضربات الصاروخية التقليدية وغير التقليدية من جانب سوريا، إيران، لبنان. وقال المسؤولون -الإسرائيليون- بأن التدريب سيختبر رد فعل الطوارئ إضافة إلى إجلاء المدن التي تضربها صواريخ العدو».
التدريبات تمت جدولتها بحيث تبدأ يوم 6 نيسان، وقد تم تنظيمها بواسطة مفوضية الطوارئ الوطنية. تم إنشاء المفوضية عام 2007م كجزء من التوصيات المرفوعة بسبب حرب حزب الله التي حدثت قبل ذلك بعام، والتي سقط فيها 4500 صاروخ في إسرائيل.
ماتان فيلناي، نائب وزير الدفاع هو المسؤول عن التدريبات التي تهدف إلى تكامل وإدماج جهود الجيش، الشرطة، وخدمات الطوارئ. وسوف تضع التدريبات في الاعتبار هجمات الصواريخ والمقذوفات التي سوف تستهدف المدن الإسرائيلية الجنوبية، الواقعة تحت دائرة استهداف حركة حماس المسيطرة على قطاع غزة.
التدريبات ستتضمن دوراً تقوم به الحكومة، ويقول المسؤولون بأن رئيس الوزراء إيهود أولمرت سيعقد جلسة لمجلس الوزراء من أجل إصدار الأوامر بالرد على ضربات العدو. يقول المسؤولون بأن التدريبات من الممكن إقامتها دورياً بهدف التخمين القائل بأن إيران ستحصل على القنبلة النووية مطلع عام 2009م. وفي عام 2007م أوقف الجيش الإسرائيلي جهداً كان يهدف إلى استبدال أقنعة الغاز التي تم توزيعها في نهاية حقبة تسعينات القرن الماضي.
أبرز الملاحظات حول مناورات 6 نيسان الإسرائيلية، أوردها موقع غلوبال ريسيرتش الكندي الذي أشار إلى نقطتين هما:
• إن هذه التدريبات ليست "تدريبات دفاعية" كما زعم المسؤولون الإسرائيليون.
• إن هذه التدريبات هي تدريبات هجومية تأتي ضمن أجندة أمريكية أوسع تستهدف سوريا وإيران.
* ماذا تقول المعلومات والتسريبات السياسية الأخيرة:
نشر موقع إلكتروني إسرائيلي تسريباً يقول بأن تفاهماً مصرياً – أمريكياً – إسرائيلياً يجري حالياً، بهدف عقد اجتماع قمة في شهر حزيران القادم، وأشارت المعلومات الواردة إلى:
• قيام وزير الدفاع المصري حسين طنطاوي، ورئيس المخابرات المصرية عمر سليمان بزيارة سرية إلى العاصمة الأمريكية واشنطن خلال الشهر الماضي.
• تقدم وزير الدفاع ورئيس المخابرات المصري إلى الطرف الأمريكي بفكرة عقد الاجتماع.
• الاقتراح تضمن أيضاً قيام الرئيس الأمريكي جورج بوش والرئيس المصري حسني مبارك بقيادة مؤتمر قمة إقليمي مصغر يضم زعماء إسرائيل، الفلسطينيين، الأردن.
• مكان الاجتماع المقترح هو مدينة شرم الشيخ المصرية.
• خلال زيارة وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس الأخيرة إلى المنطقة، قامت باستطلاع آراء زعماء الأردن والفلسطينيين وإسرائيل حول مدى قبولهم لفكرة عقد اجتمع قمة في شرم الشيخ.
• توقيت الاجتماع، بحسب اقتراح وزير الدفاع ورئيس المخابرات المصري، تم تحديده بحيث يتوافق مع:
* حضور الرئيس الأمريكي جورج بوش إلى إسرائيل للمشاركة في احتفالات الإسرائيليين بالذكرى الـ 60 لقيام إسرائيل.
* زيارة الرئيس المصري الأخيرة لواشنطن بمناسبة وداع بوش.
تقول التسريبات بأن الاقتراح الذي حمله المسؤولان المصريان إلى واشنطن جاء في معرض التمهيد لزيارة حسني مبارك الأخيرة لإدارة بوش، والمتوقع أن تتم خلال هذا الشهر. وأشارت التسريبات أيضاً إلى بعض المشروطيات التي تم التطرق إليها خلال زيارة المسؤولين المصريين وخلال زيارة رايس الأخيرة:
• أن يقدم إيهود أولمرت بعض التنازلات لصالح الفلسطينيين.
• * أن يقوم حسني مبارك بتنظيف سيناء من كل العناصر المسلحة وشبه المسلحة، سواء كان انتماءها للقاعدة أو لحركة حماس أو الجهاد الإسلامي أو حتى مهربي الأسلحة الذين يستخدمون سيناء المصرية لأغراض العبور وتمرير الشحنات إلى الشرق الأوسط، أو الخليج العربي أو شرق إفريقيا.
• تم منح حسني مبارك فرصة خمسة أسابيع فقط للقيام بمهمة تنظيف سيناء، وهو الشرط المطلوب أمريكياً – إسرائيلياً لكي تتم الاستجابة لطلب حسني مبارك بعقد قمة شرق أوسطية يقودها الرئيس بوش.
• أشار التسريب إلى أن وزيرة الخارجية الأمريكية رايس تعتقد بأنه إذا انسحب المصريون من القيام بهذه المهمة، التي تبدو مستحيلة ولا يمكن إنجازها، فإنه من الممكن أن تقوم الإدارة الأمريكية بتشجيع إسرائيل من أجل المضي قدماً في دعم الوساطة المصرية للتفاهم مع حركة حماس من أجل وقف عمليات إطلاق الصواريخ والمقذوفات ضد إسرائيل.
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد