انتحاريون يهاجمون أربيل وبغداد تحذر من التأثير السوري
شهد إقليم كردستان في العراق، أمس، اختراقاً أمنياً خطيراً تمثل باستهداف قلب مدينة اربيل، حيث هاجم «انتحاريون» مبنى مديرية الأمن التابعة لقوات الأمن الكردية «الآسايش»، ما أدى إلى وقوع ستة قتلى من عناصر الأمن وإصابة 42.
وأعلن تنظيم «دولة العراق والشام الإسلامية» تبنيه للهجوم، وذلك عبر إحدى صفحاته على موقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك»، من دون ذكر المزيد من التفاصيل، بحسب ما نقلت «وكالة أنباء الشرق الأوسط».
وفيما شهد العراق هجوماً آخر، أمس، عندما هاجم انتحاري مجلس عزاء في مدينة المسيب في محافظة بابل، ما أدى إلى مقتل 27 شخصاً على الأقل وإصابة نحو 40، إلا أنّ استهداف مركز إقليم كردستان، المستقر عادة، يبرز أبعاداً خطيرة، خصوصاً أنه الأول من نوعه منذ العام 2007. وهو يأتي بعد يوم على إعلان النتائج شبه النهائية لانتخابات البرلمان المحلي، كما أنه يقع بالتزامن مع تصاعد المواجهات بين القوى الكردية والجماعات الاسلامية المتطرفة في مناطق واسعة في شمال سوريا خلال الفترة الأخيرة.
وفي أول تعليق للحكومة المركزية في بغداد على الهجوم، قال المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي علي الموسوي «ندين بشدة الهجوم وهذا يؤكد أن الإرهاب لا يتقيد بساحة معينة إنما يستهدف الجميع»، مشدداً على أن «التعاون موجود ويجب أن يتعزز أكثر لمواجهة الإرهاب».
وأضاف إنّ «سوريا أثرت علينا جميعاً وليس ببعيد أن يكون (الهجوم) احد شظايا الأزمة السورية، ونحن ندعو لحل سياسي في أقرب وقت ووقف تدفق الأسلحة التي بدأت تشكل خطراً على الدول المحيطة والمجاورة لسوريا».
وكان نائب رئيس الجمهورية العراقية خضير الخزاعي قال إن التصعيد الأمني في العراق هو نتيجة «انعكاسات وتداعيات» الأزمة السورية، لافتاً إلى طول الحدود بين البلدين وصعوبة «زرع قوات أمنية من الشمال إلى الجنوب»، محملاً المسؤولية في ذلك إلى «تنظيم القاعدة».
ويعد الهجوم الذي استهدف مدينة اربيل الأول من نوعه منذ شهر أيار العام 2007 حين استهدفت شاحنة المقر ذاته في هجوم قتل فيه 14 شخصاً. وكشفت مؤسسة «الآسايش»، في بيان، تفاصيل الهجوم، معلنة عن مقتل ستة من عناصرها و«إصابة 42 شخصاً من قوات الأمن والشرطة وقوات الدفاع المدني».
وقالت إنه «في تمام الساعة 1:42 من بعد ظهر اليوم (أمس) تعرض مقر مديرية الآسايش في أربيل إلى هجوم إرهابي. وفي البداية اقتربت سيارة من نوع ميني باص يقودها أحد الانتحاريين وكان ينوي دخول المقر، حيث تعرض إلى إطلاق النار من قبل الحرس، (إلا أنه) وفي النتيجة انفجرت السيارة في مدخل المبنى. وفي الوقت نفسه قام أربعة انتحاريين بإطلاق النار والقنابل اليدوية وحاولوا اقتحام المبنى، إلا أن حرس ومنتسبي الآسايش تصدوا لهم وتمكنوا من قتلهم جميعاً».
وأضاف البيان أن هذا الهجوم يأتي «في الوقت الذي تمكن فيه إقليم كردستان من أداء تجربته الديموقراطية بنجاح... وهذا دليل على مدى حقد أعداء كردستان ولم يشرفهم هذا النجاح الذي حققه الإقليم»، مضيفاً أنه «علينا أن لا ننسى أن إقليم كردستان يقع في منطقة معقدة وهناك محاولات للأعداء وأن المخاوف من تعكير صفو الاستقرار ما زالت قائمة».
ووقع الهجوم في اربيل بعد يوم من إعلان النتائج شبه النهائية لانتخابات البرلمان المحلي في الإقليم عقب فرز نسبة 95 في المئة من الاصوات، والتي فاز حزب رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البرزاني بأكبر عدد من الأصوات فيها، حاصداً نحو 719 ألف صوت. وحلت حركة التغيير «غوران» (حوالي 447 ألف صوت) خلفه متفوقة للمرة الأولى على حزب الرئيس العراقي جلال طالباني «الاتحاد الوطني الكردستاني» (حوالي 323 ألف صوت).
في موازاة ذلك، قتل 27 شخصاً وأصيب نحو 40 في هجوم انتحاري بحزام ناسف استهدف مجلس عزاء أقيم داخل مسجد في مدينة المسيب.
وقال مصدر أمني إن «انتحارياً فجر نفسه في مسجد الحسين في المسيب بين معزين، ما أدى الى مقتل 27 شخصاً». وأوضحت المصادر أن «مسجد الحسين مسجد قديم، وقد ادى التفجير الى انهيار سقف المسجد فوق رؤوس المعزين، ويجري حالياً إخراج الضحايا من تحت الأنقاض»، ما دفع بالبعض إلى التقدير بأنّ الحصيلة النهائية قد تصل إلى نحو 40 قتيلاً.
المصدر: السفير+ وكالات
إضافة تعليق جديد