بدء دورة ماكينة الدراما التلفزيونية لعام 2008
بدأ المخرجون رسم لوحة الدراما السورية في عام 2008، وبدأت ماكينة هذه الدراما بالدوران بعد استراحة رمضان ويأمل المهتمون أن تكون اللوحة الجديدة أجمل من لوحة 2007 التي كانت باهتة الألوان ولا تسر الناظرين وقد كان المخرج حاتم علي أول الراسمين وأول مخرج يضع ريشته في علبة الألوان محاولاً إضافة لون جديد للوحة من خلال مسلسل بدوي فلأول مرة تمتطي «كاميراه» خيل البدو بعد أن قضت زمناً على ظهور خيل التاريخ البعيد وهو يأمل أن يكون مسلسله الجديد (صراع على الرمال) المستوحى من خيال وأشعار الشيخ محمد بن راشد (قصيدة تلفزيونية تحول قسوة الحياة إلى شعر تكتبه الصورة)، كما أنه (يصبو إلى تقديم عمل تلفزيوني متقن يلبي حاجة المشاهد العربي ومتطلباته في عصر تشهد فيه الصناعة التلفزيونية العربية طفرة واضحة المعالم)، وقد يتحقق له ذلك مع وجود الكاتب هاني السعدي والظرف الإنتاجي المميز وكوكبة النجوم المشاركين في هذا العمل وفي مقدمتهم تيم حسن، صبا مبارك، عبد المنعم عمايري، نضال نجم، منى واصف، حسن عويتي، باسل خياط، وسواهم، وفي ظل مواكبة إعلامية ضخمة استطاع إصرار حاتم علي على النجاح تأمينها دون عناء.
ولم تنتظر ريشة المخرجة الشابة رشا شربتجي فوصلت باكراً هي الأخرى حيث بدأت مع مطلع العام الجديد تصوير مسلسل (يوم ممطر آخر) للكاتبة يم مشهدي، وهو عمل معاصر رومانسي يتناول قضايا حياتية وهو أقرب إلى المشاكل التي تواجه جيل الشباب في حياة صاخبة والعمل من بطولة سلاف فواخرجي وعبد الهادي الصباغ، لورا أبو أسعد، صفاء سلطان، وائل رمضان، وعدد من نجوم الصف الأول في الدراما السورية وتعول رشا كثيراً على هذا العمل لأنها تشعر أنه قريب من الناس وفيه شخصيات شفافة وجميلة وبعد انتهائها منه ستركب الطائرة إلى القاهرة مرة أخرى ولكن هذه المرة بشروطها هي. ورغم قصر عمره كمخرج (أطال الله عمره) إلا أن المثنى صبح حضر بريشته المميزة ليشارك في اللوحة من خلال مسلسل (ليس سراباً) للكاتب فادي قوشقجي ويتناول العمل قضية الإنسان المنتمي إلى فكر حديث ومنفتح وحرفي هو يعيش داخل مجتمع يميل إلى فكر محافظ وتقليدي منغلق كما يعرض المسلسل لنماذج من المثقفين ومنهم المثقف الفاعل والمتصالح مع ما يعلنه والمثقف السلبي والمهادن أو الانتهازي أو المطمئن إلى الثقافة الرسمية التي أنتجها وتبناها الواقع الاجتماعي العام وينهض بأدوار (ليس سراباً) عدد من النجوم منهم خالد تاجا وكاريس بشار وآخرون والمتوقع أن يكون لهذا العمل وقع خاص فالمخرج صبح يعرف اختيار ما ينجز وهذه إحدى أهم ميزات المخرج المتمكن.
أما المخرج المخضرم علاء الدين كوكش فقد اختار مسلسل (أيام ساروجة) للكاتب أحمد حامد وقد تعثرت خطوات هذا العمل أكثر من مرة قبل أن يصل إليه وهو عمل من الموروث الشعبي تدور أحداثه في حي ساروجة الدمشقي في بدايات القرن حيث الآغا التاجر المعروف الذي يفقد زوجته التي كانت سنداً وعوناً له ليتزوج بأخرى تدمر حياته وتشرد أولاده قبل أن يصحو فيكتشف الحقيقة ليبدأ بلملمة عائلة مبعثرة نتيجة الحقد الأعمى والأسود ويلعب النجم جمال سليمان بطولة العمل مع كاريس بشار ومنى واصف ورفيق سبيعي وتاج حيدر وقصي خولي كما تضم قائمة الممثلين المشاركين عدداً من النجوم وقد يشكل هذا العمل منافسة حادة لمسلسل باب الحارة في جزئه الثالث والذي لم تعرف بعد ملامحه النهائية ولكن ما بات معروفاً إن الكاتب محمد مروان قاووق مازال يكتب والمخرج بسام الملا ينتظر على الجمر لكي يبدأ التصوير مع نجوم الجزء الثاني وقد يلقى هذا العمل منافساً آخر وهو مسلسل (أولاد القيمرية) للفنان عباس النوري الذي شارك في كتابته ووضع الرؤية الإخراجية له وسوف يلعب بطولته ومن المتوقع بدء تصويره قريباً ويتناول حي القيمرية المعروف في مدينة دمشق.
ولمدينة اللاذقية نصيب في دراما 2008 من خلال مسلسل (الحوت) للمؤلف كمال مرة والمخرج رضوان شاهين حيث يعرض العمل لهموم ومشكلات عالم الصيادين في العشرينيات من القرن الماضي على خلفية تاريخية لنضال الشعب السوري ضد الاحتلال الفرنسي ومناهضة لرموز التسلط والقهر الاجتماعي واللافت في هذا العمل هو ازدحامه بالنجوم ومنهم بسام كوسا، سلوم حداد، منى واصف، خالد تاجا، صبا مبارك، عبد الرحمن آل رشي، سامية جزائري.
ومن الأعمال المهمة التي ستكون إضافة مهمة للوحة الدراما السورية في عام 2008 ولكن لم تدر كاميراتها بعد مسلسل أسمهان الذي تعرض لعدة انتكاسات ويبدو أنه أخيراً بدأ بالسير على السكة الصحيحة وقد تناوب على كتابته عدة كتاب وتناوب عليه عدة مخرجين وقد تلقفه المخرج شوقي الماجري الذي سيبدأ به كما هو مرسوم في أواخر شباط وتلعب سلاف فوخرجي شخصية أسمهان ويشارك بالعمل عدد كبير من النجوم السوريين والمصريين وهناك مسلسل (عرب لندن) الذي كتبه وسيخرجه أنور القوادري ويتناول أوضاع العرب في مدينة لندن بين عامي 1980- 2007 والصدام الذي حصل بين ثقافتهم العربية والثقافة الغربية وسيشارك فيه أيضاً ممثلون سوريون ومصريون ولبنانيون كما أن (أهل الغرام) على موعد مع الجزء الثاني هذا العام وتحت إدارة المخرج الليث حجو ومشاركة عدد من الكتاب الذين جهدوا في البحث عن قصص الغرام الفاشلة وكان الليث قد صور عدة حلقات في العام الماضي أي إنه سوف يستكمل ما بدأه ولهذا العمل مشاهدون كثر فأهل القلوب المحروقة لا يحصون في عالمنا العربي.
ويقابل أهل الغرام مسلسل قريب من طينته وهو مسلسل (هيك اتجوزنا) للكاتب مازن طه والمخرج عمار رضوان وهو دراما اجتماعية كوميدية من ثلاثين حلقة منفصلة حيث يعرض الكاتب في كل حلقة قصة زواج ويشارك فيه سلاف فواخرجي، جومانة مراد، باسم ياخور، باسل خياط، نادين تحسين بك، حسن عويتي، نسرين الحكيم، وسواهم.
ومن الأعمال الأخرى والمتوقع إنجازها في هذا العام مسلسل (حكم العدالة) ومسلسل (نبتدي منين الحكاية) الذي يمزج الدراما بالموسيقا وهو من تأليف ابتسام أديب إخراج وائل رمضان ومتوقع أيضاً إنجاز الجزء السادس من المسلسل الشهير (بقعة ضوء) وتسعى الشركة المنتجة إلى جمع رموزه مرة أخرى وهم باسم ياخور وأيمن رضا والمخرج الليث حجو ويبدو أن الأمور سائرة إلى ذلك، هذا إذا لم تظهر مطبات في الطريق.
وهناك عدة مشاريع لأعمال فنية في العام الجديد لم تتوضح معالمها بعد ولكن من المؤكد أن هناك عملاً للمخرج هيثم حقي تكتبه ريم حنا، وهناك أعمال تاريخية ولكن لم ترشح معلومات مؤكدة عنها وهناك مسلسل للفنان النجم أيمن زيدان يكتبه محمد الجغبوري بعنوان على رصيف الذاكرة وهو عمل معاصر رومانسي.
وسوف تخسر الدراما السورية في الموسم الجديد جهود المخرج باسل الخطيب الذي سيكتفي بإخراج مسلسل يتناول حياة الرئيس الراحل عبد الناصر، كما أن المخرج نجدت أنزور مشغول بفيلمه السينمائي عن كفاح الشعب الليبي ويبدو أنه (طلّق) الدراما التلفزيونية وسوف يكتفي بالإنتاج في هذا المجال.
هذه ملامح أو بعض ملامح لوحة الدراما السورية في عام 2008 رساموها كثر وهذا يزيدها غنى ويبقى التقييم النهائي للمشاهد حين تعرض في (غاليري) رمضان. فإما أن تسره فيشتري مهما غلا الثمن، أو يلتفت إلى لوحة أخرى.
محمد أمين
المصدر: الوطن السورية
إضافة تعليق جديد