بعد إدلب النصرة تضع عينها نصب قندهار سورية

03-04-2015

بعد إدلب النصرة تضع عينها نصب قندهار سورية

بينما تحشد وسائل الإعلام والمهتمين بمسار المعارك التي من "المفترض" اقترابها من مدينة إدلب، التي سيطرت عليها جبهة النصرة الأسبوع الماضي، كل قراءاتها وتحليلاتها حول نيّة تنظيم داعش السيطرة على "عاصمة النصرة" أي مدينة إدلب، في طريقه للسيطرة على مدينة حماة، الحلم الذي لم يفارق التنظيمات الإرهابية التي تقاتل في سوريا للسيطرة عليها، خاصة وأن الاعتماد "اخالص" منذ بداية الأزمة السورية كان عليها، لتكون هي العاصمة المفترضة لـ"الثورة السورية"، التي ولسوء حظ "الثوار" لفظت المدينة "حراكهم الدموي" وأبعدته عنها، وتحافظ على استقرارها وهدوئها حتى اليوم، يُخلي عدد من أهالي قرى ريف سلمية الشرقي منازلهم باتجاه مدينة سلمية، تمهيداً من قوات الجيش السوري وقوات الدفاع الوطني المرابطة هناك، لصدّ هجوم متوقع من تنظيم داعش على قرى الريف الشرقي، خاصة وأن مدينة سلمية خسرت خلال الاسابيع القليلة الماضية أكثر من 100 شهيد من أبنائها، في هجومين للتنظيم على حواجز لقوات الدفاع الوطني على الطريق الدولي بين سلمية وحلب، بهدف السيطرة عليه، ومن ثم تنفيذه هجوم آخر منذ عدة أيام على قرية "المبعوجة" والتي شيّعت مايقارب الـ50 من أبنائها الذين قضوا ذبحاً على يد التنظيم أو حرقاً وهم أحياء، إضافة غلى قيامه بتصفية عوائل بأكملها، لينسحب بعدها من القرية بعد تدخل الجيش السوري ووحدات الدفاع الوطني التي حسمت المعركة مع التنظيم بأقل من ساعتين فقط.

لاشك أن تنظيم داعش الذي هدد قرى سلمية "المفكر – عقارب – المبعوجة"، المحاذية لخطوط الاشتباك مع التنظيم الذي لايبعد سوى كيلومتر واحد فقط عن أقرب نقطة للجيش والدفاع الوطني، يريد السيطرة ليس فقط على مدينة سلمية "الاستراتيجية" وقراها، بل عينه على مدينة حماة الاستراتيجية له كـ"جغرافية" تصل جنوب سوريا بشمالها، وهي المدينة كما أسلفنا، التي خذلت "الثورة" ولم تنساق كمثل مدين أخرى إلى المجهول، بل حافظت على نفسها كـ"أم الفداء"، تصل محافظات سوريا مع بعضها البعض، والشريان الحيوي الذي يتغذّى منه السوريين مع قطع الميليشيات الإرهابية لكل سبل العيش أمام الغالبية التي رفضت الانسياق معهم إلى المجهول، لكن ولكي يتحقق ذلك، ويسيطر التنظيم على حماة، عليه أن يمر بمدينة سلمية أولاً، وبالتالي عليه أن يرتكب أفظع الجرائم حتى يصل إلى "هدفه" الأسمى في السيطرة على حماة، وهذا ما يخشاه معظم المتابعين للحركة الإرهابية في سوريا، خاصة وأن سلمية وبحسب المعتقد "الوهابي" الذي تتقاسمه كلاً من "النصرة وداعش"، هي مدينة "كافرة" أهلها يعتنقون العلمانية ويؤمنون بالإنسان الذي خلقه الله قبل أي طائفة أو انتماء سياسي، وهم أيضاً رافضون "ليس بالمعنى الطائفي"، هم رافضون للفكر الإرهابي وأنهار الدماء التي خلفتها الثورة ورائها في كل المناطق والمدن والأحياء والقرى التي مرّت بها، وجعلت منها خراباً.

إخلاء أهالي القرى الجاورة لمناطق انتشار تنظيم داعش، الذي من المتوقع أن يستقدم "قواته" من الرقة بشكل رئيسي، ويستقدم معهم بقايا قواته في "جبل الشاعر" في ريف حمص الشرقي، إضافة إلى دعم تقدّمه له الميليشيات الموالية للتنظيم في ريفي حمص "الشرقي" وسلمية "الغربي"، لا يأتي ضمن مفهوم "الفرار" من المواجهة "الحتمية" مع التنظيم، بل هو تخفيف من تواجد المدنيين "هدف التنظيم الرئيسي"،وتسهيل حركة القوات العسكرية المشتركة المكلفة بصد أي هجوم وحماية المدينة من أي اختراق قد يحققه التنظيم، خاصة وأن استراتيجيته باتت معروفة، حيث يهاجم بالمفخخات "على أنواعها" ومئات الانغماسيين، غير أنه لايدخل معركة دون أن يكون قد حشد لها ما لايقل عن 10 آلاف مقاتل "أجنبي"، ودروس الرقة وجبل الشاعر ودير الزور وريف حلب الشماالي مازالت حية في ذاكرتنا لكثرة المشاهد الدموية التي خلفها هذا التنظيم "الخليجي – التركي – الأميركي الصهيوني"، بالوقت الذي تقوم به وحدات الجيش السوري وقوات الدفاع الوطني بتحصين قواتها وتدعيمها تحسباً للأسوأ، مع حالة من الجاهزية والاستنفار تطغى على المشهد في ريف السلمية ومدينته التي فتحت أبوابها أمام القادمين من الريف ريثما تُحدد الأيام "القليلة" القادمة مصير المعارك "المفتوحة" هناك والتي من المتوقع أن تندلع بأي لحظة ..

بات من المعلوم والمؤكد، أن المتغيرات السياسية والإقليمية فرضت نفسها بشكل رئيسي على المشهد السوري "القادم"، وصار مطلوب من الدول الداعمة للتنظيم الإرهابي تفعيل عمله الإجرامي على الأراضي السورية، فـ"تقريبه" من العاصمة السورية بعد خوله مخيم اليرموك الذي لايبعد سوى بضعة كيلومترات عن "دمشق"، يأتي للضغط على الحكومة السورية ونقل معاركها إلى قلب "عاصمة القرار"، وبالتالي حشود داعش باتجاه سلمية هو لزيادة الضغط خاصة وإن استطاع التنظيم السيطرة على الاتستراد الدولي "سلمية – حلب" الذي يعتبر غايته الاستراتيجية أولاً وآخراً، ومن ثم تأمين محيطه بالسيطرة على قرى ريف سلمية "الشرقي"، مما يدفع الدولة السورية بتكديس قوتها هناك في محاولة منها لقطع "تمدده" باتجاه مدينة السلمية ومن ثم تهديد طريق "سلمية – حماة"، وهي محاولة إشغال قد يترتب عليها سيل من الدّماء ضحاياه المدنيين بالدرجة الأولى، لكن ومع كل هذا التهديد، نعرف من خلال التواجد العسكري "الجيش – الدفاع الوطني"، نعرف أن مدينة سلمية لن تكون "إدلب" أو "الرقة"، وأنها "خط أحمر" للدولة السورية من غير المسموح الاقتراب منه بأي ثمن، كما نعلم وبحسب "معلومات" لا أكثر أن التنظيم "يتحسّب" كثيراً لهذه المعركة التي في حال فشلها على غرار "عين العرب"، ستكون مسمار أخير في نعش وجوده في سوريا .. كما كانت "عين العرب" مسماراً هزّ بنيان التنظيم الذي بقي حتى وقت فشلت معركته فيها الأكثر قوة، ليتحوّل بعدها إلى تنظيم مفكك تضربه الخيانات وحالات الفرار .. لذا نقول أنه من المتوقع أن تكون آخر معاركه "إن حصلت"، ستكون على أطراف سلمية .. وإلا سوريا ستكون بعدها في خطر

 

ماهر خليل : عربي برس

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...