بغداد تشتري نفط العراق من كردستان عبر تركيا وتفجير انتحاري في أربيل

صعد إقليم كردستان، و«عاصمته» أربيل، وقوات البشمركة الكردية التابعة له، إلى صلب الحدث العراقي، أمس، حين أعلنت وزراة المالية العراقية عن بدء تنفيذ الاتفاق الذي أبرم بين بغداد وأربيل، الأسبوع الماضي، وتدفع بموجبه الحكومة العراقية مبلغاً ماليا للإقليم، مقابل الحصول على جزء من النفط العراقي الذي تصدره كردستان إلى أنقرة عبر ميناء جيهان التركي.
وفي هذه الأثناء تستعد قوات البشمركة لشن هجوم كبير على تنظيم «داعش» في قرى السعدية وجلولاء قرب كركوك، عقب وقوع تفجير انتحاري قرب مبنى محافظة أربيل تبناه التنظيم، وبمساندة من طيران «التحالف الدولي» الذي أعلنت فرنسا عن إمداده بست طائرات إضافية من طراز «ميراج»، بينما تقدم رئيس مجلس محافظة الأنبار صباح كرحوت بطلب رسمي إلى وزارة الدفاع العراقية من أجل تشكيل قوة من 10 آلاف مقاتل من العشائر، من أجل «ملء الفراغ على الأرض في المناطق التي تطرد القوات العراقية مقاتلي داعش منها».
في غضون ذلك، قتل قيادي كبير من «داعش» كان يشغل منصب وزير الحرب في التنظيم، ويدعى رضوان طالب الحمدوني، وهو من مدينة الموصل، في غارة جوية على المدينة أدت أيضاً إلى مقتل قيادي عراقي آخر، وأحد قياديي التنظيم من الجنسية السعودية.
وحوَّلت الحكومة العراقية، أمس، مبلغ 500 مليون دولار أميركي لحساب إقليم كردستان بناء على الاتفاق الأخير بين الطرفين، بحسب ما ذكر وزير المالية العراقي هوشيار زيباري.
وأشار زيباري إلى أن «سلطات الإقليم باشرت عملية تسليم كميات النفط إلى خزانات شركة سومو (الشركة العراقية المعنية بتسويق النفط العراقي) في مرفأ جيهان التركي»، وأضاف أن «هذه هي أول دفعة لمستحقات الإقليم وسوف تعقبها دفعات أخرى».
وكانت حكومة كردستان قد أعلنت عن التوصل لاتفاق شامل مع بغداد حول المشاكل العالقة بين الجانبين، وخاصة ما يتعلق بتصدير النفط، وتحويل أموال من الميزانية العراقية للإقليم، تكون الخطوة الأولى منه بأن «تحوِّل الحكومة العراقية مبلغ 500 مليون دولار أميركي لحكومة إقليم كردستان، بينما تضع حكومة إقليم كردستان 150 ألف برميل من النفط الخام يومياً تحت تصرف الحكومة المركزية» في ميناء جيهان التركي، من مجمل إنتاج الإقليم من النفط الذي يبلغ 500 ألف برميل يومياً.
وأثنت تركيا على لسان وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركية تانير يلدز على الاتفاق، واعتبرت أن استئناف ضخ النفط العراقي إلى ميناء جيهان، سيتيح لبغداد الحصول على «عوائد مضافة تسهم في استقرار البلاد».
وأشار يلدز خلال مؤتمر الطاقة المنعقد في العاصمة الإيطالية روما، تحت عنوان «بناء جسر الطاقة الأوروبي ـ الشرق أوسطي» إلى أن «حكومتي بغداد وإقليم كردستان باشرتا بتنفيذ الصفقة التي تسدد بغداد بموجبها رواتب موظفي الإقليم مقابل حصة من صادرات نفطه».
في غضون ذلك، وفي أول خرق أمني كبير لعاصمة إقليم كردستان منذ العام الماضي، فجر انتحاري بسيارة مفخخة نفسه قرب مبنى المحافظة في أربيل ما أسفر عن مقتل خمسة أشخاص، حيث أكد رئيس بلدية أربيل نهاد لطيف قوجة أن المهاجم حاول اقتحام مبنى المحافظة.
واعتبر المجلس الأمني في كردستان أن السبب الرئيسي في هذا الخرق هو تدفق أكثر من مليون شخص إلى الإقليم هرباً من العنف في باقي أنحاء العراق، ما «يمثل تهديداً كبيراً للأمن»، مضيفاً أن «الإرهابيين» يستغلون ذلك بالتسلل وسط النازحين.
إلى ذلك، كرر رئيس الإقليم مسعود البرزاني مطالبة «التحالف الدولي» بأسلحة ثقيلة، بعد أن أكد رئيس هيئة الأركان الأميركية مارتن ديمبسي خلال زيارته أربيل، الأسبوع الماضي، أن الولايات المتحدة مستمرة في تقديم الدعم اللازم لقوات البشمركة، التي أطلقت، أمس، عملية عسكرية كبيرة في كركوك وديالى.
وأكد المتحدث باسم البشمركة سعيد ياور أن قواته تعمل بالتعاون مع القوات الأمينة العراقية على استعادة قرى السعدية وجلولاء، كما تعمل قواته على استـعادة قرية قار باروت غرب كركوك بغطاء جوي من طائرات «التحالف الدولي».
وفي هذا السياق أعلن وزير الدفاع الفرنسي جان لودريان أن بلاده سوف ترسل ست طائرات إضافية لدعم «التحالف الدولي»، بينما تضع فرنسا 12 طائرة الآن بتصرف التحالف للقيام بغارات في العراق.
وفي وقت يستمر الحديث حول تدريب وتسليح ودور العشائر العراقية في المعركة مع تنظيم «داعش»، طالب رئيس مجلس محافظة الأنبار صباح كرحوت، وزارة الدفاع العراقية بتشكيل فرقة عسكرية تضم 10 آلاف مقاتل من أبناء العشائر، وذلك لمساعدة القوات العراقية في معاركها ضد التنظيم في المحافظة.
وأوضح كرحوت أن مجلس المحافظة تقدم بطلب رسمي إلى وزارة الدفاع لتشكيل هذه الفرقة «من أجل ملء الفراغ على الأرض في المناطق التي تطرد القوات الحكومية مقاتلي داعش منها».
وكان كرحوت قد أكد أنه في حال عدم تجاوب الحكومة العراقية مع مطالب العشائر في الأنبار، فإنه سيضطر إلى طلب المساعدة والدعم من الدول الغربية.
وفي هذه الأثناء ذكر مصدر أمني عراقي أن «من كان يسمى والي داعش، في الموصل، المدعو رضوان طالب الحمدوني، وهو من أبرز أهالي المدينة ضمن قيادات التنظيم، قتل في غارة جوية قرب المدينة»، وأشار إلى أن «مساعد الحمدوني ويدعى رافع محمود المشهداني، وقيادي آخر في التنظيم سعودي الجنسية، قتلا أيضاً في الغارة نفسها».

وكالات