بغياب سوري: تفـاهـم مصـري ـ تركـي ـ إيـرانـي على وقـف إطـلاق النـار قبل التفاوض
اتفقت القاهرة وطهران وأنقرة على «إطار عام» لحل الأزمة السورية، يستند الى فكرة الوقف الفوري لإطلاق النار، بينما بدأ وزراء خارجية الدول الثلاث العمل على تحويل «الإطار العام» إلى مبادئ وإجراءات، في حين اعلنت موسكو انها ستستقبل قريبا وفودا من السلطة السورية، بينهم وزير الخارجية وليد المعلم، ومن المعارضة.
وقال الرئيس المصري محمد مرسي، خلال مؤتمر صحافي مع نظيره التركي عبد الله غول في القاهرة أمس بعد اختتام قمة منظمة المؤتمر الإسلامي، ان الاجتماع الثلاثي حول سوريا وضمه وغول والرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد أمس الأول، تناول «الإطار العام» لتسوية الأزمة السورية، خصوصا إمكان التوصل إلى وقف إطلاق النار.
وأضاف مرسي «أهم نقطة الآن هي أن نوقف سيل الدماء، ولا بد من وقف إطلاق النار وفورا، وهذه نقطة جوهرية ولعل ذلك أن يكون قريبا إن شاء الله». وأوضح أن «وزراء الخارجية يقومون بتحويل هذا الإطار العام (الذي تم الاتفاق عليه في القمة الثلاثية) إلى مبادئ وإجراءات، ونتوقع أن يعلن عنها خلال أيام في إطار عربي وإسلامي ودولي». وأكد أن وزراء خارجية مصر وتركيا وإيران «بدأوا بعض النشاطات» من اجل صياغة هذه الإجراءات.
من جهته، أعلن نجاد أن وجهات النظر بين إيران ومصر وتركيا حيال سوريا «تتقارب شيئا فشيئا».
وكرر الرئيس الايراني، في مؤتمر صحافي في القاهرة، دعوته المعارضة إلى التفاوض مع السلطات السورية من اجل إجراء «انتخابات حرة وشفافة»، مشددا على أن «الشعب السوري هو الذي يتعين عليه تقرير مستقبل بلاده». وأضاف ان «تطلعات الشعوب إلى التغيير والحرية والعدالة لا تتحقق بالحروب».
وقال نجاد ان «الشعب السوري ليس مستثنى من مبدأ حقوق الشعوب في اختيار حكامها، وبالتالي هو الذي يحدد من عليه أن يبقى في السلطة ومن يجب أن يرحل عنها». وشدد على أن «حقوق الشعوب لا تأتي من خلال الحروب بل من خلال التفاهم الوطني».
وأعلن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف ان موسكو تنتظر في المدى القريب وفودا من القيادة السورية، بينهم وزير الخارجية وليد المعلم، ومن فصائل المعارضة المختلفة، مشيراً إلى أن بلاده تشعر بالارتياح لمبادرة رئيس «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» أحمد معاذ الخطيب و«ان كانت مثقلة بالشروط، وكذلك نرحب برد الفعل الرسمي السوري وان كان أيضاً محملا باشتراطات». وعبر عن الأمل في تحقيق «الوفاق الوطني السوري»، موضحا ان موسكو «تبذل مع جميع الأطراف كل ما بوسعها للوصول إلى تسوية تحقن دماء السوريين».
وأعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية ألكسندر لوكاشيفيتش، في مؤتمر صحافي، أن «موسكو ترحب بعزم عدد من قوى المعارضة السورية الدخول في حوار مع الحكومة».
وقال «من النتائج المهمة للقاءات ميونيخ تأكيد رئيس الائتلاف السوري المعارض احمد معاذ الخطيب الاستعداد لإجراء اتصالات مع دمشق. ومن المهم أن المنبر الديموقراطي المعارض أيد هذه المبادرة أيضا». وأضاف ان «روسيا كانت ولا تزال تدعو إلى مثل هذا الحل باعتباره السبيل الواقعي الوحيد للتسوية، والذي قد يتيح للسوريين تحديد مصيرهم بأنفسهم. نعتبر أنه يجب استغلال هذه الفرصة بأقصى قدر ممكن».
وأعلن نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف أنه لا يرصد «آفاقا لتحسن الوضع في سوريا»، مرجعا أحد أسباب «الآفاق المظلمة إلى أن شركاءنا الغربيين لا ينجزون العمل اللازم مع المعارضة». وأشار إلى أن روسيا تواصل الاتصالات مع الولايات المتحدة بشأن كيفية التعامل مع الأزمة السورية، مضيفا أنه لا يستطيع أن يقول ان الاتصالات ستتيح «الوصول إلى عمل مشترك، لكننا سنسعى إلى ذلك. والمطلوب حتى تصل روسيا والولايات المتحدة إلى عمل مشترك، أن يتخلى الطرف الأميركي عن شروط غير قابلة للتنفيذ مثل رحيل الرئيس بشار الأسد».
وأكد وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا ورئيس الأركان مارتن ديمبسي، خلال جلسة استماع في الكونغرس، أنهما دعما توصية من وزارة الخارجية ووكالة الاستخبارات لتسليح المعارضين السوريين، لكن البيت الأبيض رفض الفكرة. وكانت صحيفة «نيويورك تايمز» ذكرت ان البيت الأبيض رفض فكرة تدريب وتسليح المعارضين خوفاً من أن تتورط واشنطن مباشرة في النزاع السوري أو وقوع الأسلحة في أيدي المتشددين الإسلاميين.
المصدر: السفير+ وكالات
إضافة تعليق جديد