بلاكووتر قد تنال عقوداً بملايين الدولارات في أفغانستان
كشف مسؤولون في وزارة الدفاع الأمريكية "بنتاغون"، أن وحدة أمنية تابعة لشركة "زي،" التي كانت تحمل اسم "بلاكووتر" قبل أن تتخلى عنه إثر تفجّر قضية ضلوع عاملين فيها بقتل 17 عراقياً في حادث ببغداد، مرشحة بقوة للفوز بعقد تبلغ قيمته عشرات ملايين الدولارات لتدريب قوات الشرطة الأفغانية.
وجاء ذلك رغم الانتقادات التي وجهّت للشركة في تحقيقات أجراها الكونغرس مؤخراً حول نشاطها بأفغانستان، إلى جانب ملاحقتها في عدة قضايا أمام المحاكم.
وقال المصدر إن البنتاغون حصر مؤخراً لائحة الجهات التي يمكن التعاقد معها لتدريب أجهزة الأمن الأفغانية بخمس شركات هي لوكهيد مارتن ونورثروب وأرنيك ورايثيون والمركز الأمريكي للتدريب، والأخير هو إحدى الشركات التابعة لـ"زي."
وقال الناطق باسم "زي،" مارك كورالو، إن شركته لم تتلق بعد بشكل رسمي هذه الأنباء، نافياً علمه بطبيعة العقود المطروحة، لكن مصدراً أمنياً في واشنطن أكد أن "زي" قدمت عرضين لوزارة الدفاع، الأول يهدف لتدريب العناصر الأفغانية، بينما يتعلق الثاني بتوفير الخدمات اللوجستية لدورات التدريب.
وأضاف المصدر أن العقود ستبقى بعد إقرارها سارية المفعول حتى أغسطس/آب 2012.
يذكر أن "زي" ما تزال تعمل في أفغانستان، وذلك من خلال ثلاث وحدات تابعة لها هي "المركز الأمريكي للتدريب" و"الطيران الرئاسي" و"غريستون،" وتتنوع المهام المنوطة بهذه الوحدات بين التدريب ودعم العمليات العسكرية وجمع المعلومات الاستخبارية.
وكانت الشركة قد واجهت خلال الأيام الماضية قضية من اثنين من موظفيها السابقين، اتهماها فيها بالتزوير والتلاعب في الفواتير خلال تقديمها لخدمات في العراق وأفغانستان والولايات المتحدة، مشيرين إلى أنها قامت أيضاً بتوظيف أشخاص لا تتناسب إمكانياتهم مع المهام الموكلة بهم لأسباب مالية.
وبحسب الدعوى، فقد زورت الشركة في فواتيرها لجعل الحكومة الأمريكية تدفع خدمات بائعات هوى في أفغانستان، وراقصات تعر في الولايات المتحدة، كما أنها تركت عناصر استخدموا "القوة القاتلة غير المبررة" دون عقاب.
يذكر أن الحكومة العراقية كانت قد طلبت من عناصر "بلاكووتر" مغادرة أراضيها، إثر قرار قضائي أمريكي أسقط الدعوى عن عناصر من الشركة في حادث ساحة النسور عام 2007، بعد أن اعتبرت المحكمة أن السلطات العدلية الأمريكية استخدمت بشكل خاطئ اعترافات أدلى بها المتهمون تحت الإكراه، عندما تم تهديدهم بفقدان وظائفهم.
وكانت وزارة الداخلية العراقية قد ألغت في سبتمبر/ أيلول 2007 رخصة بلاكووتر الأمنية، التي رافق عملها الكثير من الحوادث والجدل، ففي مارس/ آذار عام 2004، فقدت الشركة أربعة من عناصرها الأمريكيين الذين كانوا يوفرون الحماية لقافلة تموين للجيش الأمريكي، بمدينة الفلوجة.
وقد نقلت وسائل الإعلام العالمية آنذاك، صور التمثيل بجثث العناصر الأربعة، والتي تم جرها في الشوارع وتعليقها على أحد جسور المدينة.
وتواجه الشركة دعوى أخرى من عناصر سابقة بتهمة تهريب السلاح واستخدام العنف المفرط في العراق.
كما تشير الدعوى إلى أن رئيس الشركة، إريك برنس" كان يعتبر نفسه "بطلاً في حملة صليبية مهمتها القضاء على المسلمين والدين الإسلامي في العالم،" وقد وعدت "زي" بالرد على هذه التهم.
المصدر: CNN
إضافة تعليق جديد