بيشكيك: البرلمان يصوت قريباً على إغلاق القاعدة الأميركية
يناقش البرلمان القرغيزي الأسبوع المقبل مشروع الحكومة بإغلاق القاعدة الجوية الأميركية في الجمهــورية السوفياتية السابقة الواقـعة في آسيا الوسطى، فيما اعتبر محــللون أن موسكو بــدأت لعبة سياسية تنطوي على مجــازفة مــع الرئيس الأميركي الجديد باراك اوباما عبر إجبار حليفتها بيشكيك على إغــلاق القاعــدة مع الاحتفاظ بالمبادرات الرامية إلى إقامة علاقات أفــضل مع واشنطن.
وقال المسؤول الإعلامي في البرلمان القرغيزي افلانبيك جوماباييف، أمس، إن «النواب سيناقشون الأسبوع المقبل مسألة إقفال قاعدة ماناس القريبة من العاصمة بيشكيك ومن قواعد عسكرية روسية». ويسيطر مؤيدو الرئيس كرمان بك باكاييف على البرلمان ما سيسمح بالتأكيد بإقرار مشروع إغلاق القاعدة.
وتعتبر قاعدة ماناس الجوية قرب بيشكيك مركز إمداد رئيسيا لقوات الاحتلال الأميركي في أفغانستان، التي حددها اوباما كأولوية أساسية. وقال المتحدث باسم البنتاغون بريان ويتمان ان واشنطن لا تزال تجري محادثات مع بيشكيك بشأن الاحتفاظ بالقاعدة، و«مــن المؤكــد انه ليس من المنطقي لروســيا او اي دولة اخرى في المنــطقة ان تحاول تقــويض الجــهود الدولـية لإعادة الاستقرار الى آســيا الوسطى».
وقال رئيس الحكومة ايغور شودينوف إن بيشكيك تريد إغلاق القاعدة لأنها تختلف مع نهج واشنطن في كيفية التعاطي مع أفغانستان، إلا انه أشار إلى أن نقل البضائع غير العسكرية إلى أفغانستان لن يتأثر. وأوضح «نحن نتحدث مع الجانب الأميركي. نحن ننهي الاتفاق الموقع حول القاعدة الجوية لكننا لا نرفض المشاركة في عملية إعادة اعمار أفغانستان».
وكان باكاييف أعلن، وهو يقف إلى جــوار الرئيس الروسي ديمتري ميدفيــديف في موسكو الثلاثاء الماضي، انه سيغلق القاعدة بعد الحصول على معونة مالية ضرورية للإنقاذ تتجاوز قيمتها ملياري دولار من روسيا. وسارع ميدفيديف إلى إعلان أن روسيا وقرغيزستان ستواصلان التعاون مع واشنطن بشأن أفغانستان. وأضاف «لا أحد يحاول التهرب من المسؤولية، لكن يجب الاتفاق على أشكال التعاون مع الشركاء».
وقال الخبير في معهد «كارنيغي للسلام» اليكسي مالاشينكو «ما كان المرء ليختار لحظة أسوأ لهذه الخطوة».
وأضاف «من المستبعد أن يؤثر الرحــيل من ماناس على خطط اوباما في أفغانستان لكنه قد يسبب مشاكل في المحادثات (مع روسيا)... إذا كانت هذه مسألة مبدأ بالنسبة لروسيا فهذه سياسة حمقاء». وتابع «عرض المساعدات على قرغــيزستان اليــائسة مقابل ماناس فرصة مثالية لموسكو لبسط سيطرة كاملة على البلاد».
إلا أن المحلل المستقل اركادي دابنوف يعتقد أن روسيا ربما تتبع استراتيجية أكثر عمقا. وقال إنه من الممكن تفسير قرار إغلاق القاعدة على أنه عرض من موسكو على اوباما لمراجعة القواعد الإقليمية للعبة. وأضاف «لدي شعور بأن روسيا تريد عرض شكل جديد للتــعاون تتحدث فيه روسيا بالنيابة عن المنطقة في الاتصالات مع الولايات المتحدة... يمكن أن تتم المساومة على هذا الأساس».
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد