تفاصيل جديدة في عملية إعدام صدام حسين

03-01-2007

تفاصيل جديدة في عملية إعدام صدام حسين

في أول تعليق لقانوني عراقي غير منحاز الى الرئيس السابق صدام حسين، أعلن رئيس المحكمة السابق التي حكمت على صدام بالإعدام رزكار محمد أمين أن «تنفيذ الحكم في أول أيام العيد كان غير قانوني ومخالفاً للتقاليد الاسلامية».

وأكد أحد المدعين العامين في المحكمة، منقذ فرعون الفتلاوي أن «مسؤوليْن في الحكومة، أحدهما رفيع المستوى صورا عملية الاعدام».
وفيما استمرت ردود الفعل الغاضبة على إعدام صدام، وأقام أنصاره نعشاً رمزياً له في مرقد الإمامين العسكريين في سامراء، في تحد واضح للحكومة، دعا نائب رئيس مجلس قيادة الثورة السابق عزة ابراهيم الدوري، الذي أطلق على نفسه اسم «المعتز بالله»، فصائل «المقاومة الى الوحدة لتحرير العراق». والتقى الرئيس جلال طالباني زعماء السنّة المشاركين في الحكم ودعاهم الى الالتفاف حول حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي «لتجاوز هذه المرحلة».

أمنياً، سقط 69 عراقياً في هجمات بينهم 60 عُثر على جثثهم مصابة بطلقات نارية وعليها آثار تعذيب في أنحاء بغداد خصوصاً شمالها. وأعلنت وزارة الداخلية أن الشهر الماضي سجل رقماً قياسياً في عدد القتلى في صفوف المدنيين والعسكريين العراقيين.

وتجد حكومة المالكي نفسها مضطرة الى استيعاب تداعيات إعدام صدام، وما صاحبها من صور أثارت استياء أطراف داخلية وخارجية. ودعا طالباني بعد اجتماع بقادة سنّة في السليمانية الى دعم المالكي». وأكد «أن السبيل الأنجح لخروج العراق من الأوضاع الراهنة هو في تعزيز دور الحكومة ودعمها من القوى السياسية التي ساهمت في تشكيلها». وشدد، خلال لقائه في دوكان نائبه السنّي طارق الهاشمي والنائب عدنان الدليمي القيادي في جبهة «التوافق» السنّية، على انه يقف «دفاعاً عن حقوق العرب السنّة بالقوة ذاتها التي يدافع بها عن حقوق العرب الشيعة»، ودعا كل «القوى المشاركة في الحكومة الى ان يكونوا شركاء حقيقيين وفاعلين».

في هذه الاثناء قال عدنان الكاظمي، عضو المكتب السياسي لحزب «الدعوة» لـ «الحياة» إن الاستراتيجية الجديدة التي ستطرحها حكومة المالكي، في اعقاب إعدام صدام ستستند الى ثلاثة محاور هي: تسلم الملف الأمني من القوات المتعددة الجنسية، واجراء تعديلات وزارية، وتفعيل مشروع المصالحة لضم أكبر عدد ممكن من القوى المناهضة للعملية السياسية.

وكانت الحكومة أمرت بفتح تحقيق لكشف هوية من صوّر شريط عملية الإعدام. وقال وزير العدل بالوكالة خضير الخزاعي (رويتر) إن «الحكومة باشرت اجراء تحقيق في الملابسات التي رافقت عملية إعدام صدام». وأضاف أن عملية الإعدام كان «يفترض ان تكون غاية في الانضباط والدقة، وان تجري وفق المعايير الدولية.»

لكن الفتلاوي، الذي حضر العملية، قال إنه كاد يوقفها عندما استفز مؤيدون لرجل الدين الشيعي مقتدى الصدر الرئيس السابق لدى وقوفه على منصة الإعدام. وأضاف ان «مسؤولين اثنين أحدهما حكومي رفيع المستوى صوّرا وقائع الإعدام بكاميرا هواتفهم المحمولة، رغم كل الاجراءات الأمنية التي حاولت منع مثل هذا التصرف».

وكشفت مريم الريس، مستشارة المالكي لشؤون العلاقات الخارجية، إن «الحكومة تأخرت 3 أيام في تنفيذ حكم الاعدام»، مشيرة الى ان الضغوط التي تعرضت لها من اطراف اقليمية ودولية كانت كبيرة جداً.

وتواصل أمس تدفق الآلاف من أنصار الرئيس السابق من مدن عراقية مختلفة الى قرية العوجة التي دفن فيها وسط انتشار غير مسبوق للمسلحين، ورفع المئات صوره عند مداخل المدينة وشوارعها الرئيسية. وأقامت حركة «فتح» مأتماً رمزياً له في غزة، شارك فيه مسؤولون في الحركة وعشرات المسلحين.

وكانت مجموعة من المتظاهرين توجهت أول من أمس الى مرقد الإمامين علي الهادي وحسن العسكري في سامراء حيث سمح لهم الحراس ورجال الشرطة بالدخول، حاملين نعشاً رمزياً وصوراً للرئيس السابق. وتظاهر مئات من أنصار صدام في منطقة سنّية شمال العاصمة، وأشادوا بحزب «البعث» «الذي لا يمكن أن يهمشه أحد»، بحسب أحد المشاركين سمير علي العبيدي (48 عاماً).

الى ذلك، نعى عزة ابراهيم رئيسه، مؤكداً أن «من كان يقاتل لأجل صدام فإنه قد أدى دوره واستشهد ومن يقاتل لأجل الأمة فهي باقية حية لا تموت»، داعياً «فصائل المقاومة الى اتخاذ الحدث مناسبة للتوحد في جبهة واحدة».

وجاء في رسالة وقعها باسم «المعتز بالله، عزة ابراهيم، خادم الجهاد والمجاهدين»: «أنعي إليكم بمزيد من الحزن والأسى والأسف أخي ورفيقي قائد الجمع المؤمن وحادي ركب الأمة نحو ذرى العز والمجد، لقد أقدمت الأيدي الآثمة المجرمة في الإدارة الأميركية وحلفاؤها الانكليز والصهاينة والفرس الصفويون على اغتيال أحد قادة الأمة التاريخيين، وعلماً من أعلامها شجاعاً فارساً أبياً، أبى أن ينحني أو يطأطئ رأسه لجمع الشرك والكفر والظلم والطغيان والعدوان. لقد وقف أمام موجة الشر العاتية ضارباً أروع الأمثلة في الصمود والتضحية والبسالة والبطولة والعزة والكرامة والشرف والإباء...». واضاف: «اغتيل هذا القائد الفذ الذي سيبقى خالداً في سفر الخالدين مع سعد وخالد والمثنى والقعقاع وصلاح الدين وعبدالناصر (....) وليعلم العدو المحتل وعملاؤه ان اغتيال القائد لن يزيد البعث وشعبه العظيم وأمته المجيدة إلا عزماً وتصميماً وتصعيداً للجهاد والنضال حتى تدمير العدو وتحرير الوطن».

المصدر: الحياة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...