تقارب مصري ـ إيراني بشأن سوريا
سجل تحرك مصري مفاجئ باتجاه إيران، أوحى برغبة من الطرفين بإحياء «المبادرة الرباعية» بهدف إيجاد حل إقليمي للأزمة السورية ووقف سفك الدماء، حيث أعلنتا الاتفاق «اعتماد برنامج لتنفيذ المبادرة لحل الأزمة السورية بالسبل السياسية المقبولة»، فيما حذر الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد من أن وصول أي مجموعة إلى سدة الحكم في سوريا بالقوة، يعني استمرار الحرب وهو أمر يهدد استقرار المنطقة.
وبرز إعلان وزير الخارجية الإيراني علي اكبر صالحي استعداده للمشاركة في اجتماع وزراء خارجية الدول المشاركة في «الرباعية»، وهي مصر والسعودية وإيران وتركيا، سواء عقد في طهران أو السعودية.
ميدانياً، واصل المسلحون «حرب المطارات» في شمال البلاد، وشنوا هجمات على مطارات أبو الظهور في ريف ادلب وكويرس ومنغ في ريف حلب، في محاولة للسيطرة عليها، فيما تتواصل المعارك في مناطق مختلفة، خاصة في برزة، في ريف دمشق.
وقال مصدر عسكري سوري لوكالة (سانا) إن «وحدة من الجيش تصدّت لمجموعة إرهابية مسلحة حاولت الاعتداء على نقاط عسكرية في منطقة العبودية بريف القصير في ريف حمص، وأوقعت معظم أفرادها قتلى». وذكرت وزارة الخارجية الإيرانية، في بيان، انه «في إطار الجهود المشتركة لإيران ومصر لتنفيذ المبادرة الرباعية المصرية بشأن الأزمة السورية، قام وفد مصري، يضم مساعد الرئيس المصري لشؤون العلاقات الخارجية والتعاون الدولي عصام الحداد ورئيس ديوان رئيس الجمهورية محمد رفاعة الطهطاوي ومدير مكتب الرئيس المصري سعد شيخة، بزيارة طهران لمدة يومين».
وأضافت أن «الوفد المصري اجتمع خلال زيارته مع الرئيس محمود احمدي نجاد وأمين المجلس الأعلى للأمن القومي سعيد جليلي ووزير الخارجية علي اکبر صالحي ومستشار قائد الثورة الإسلامية للشؤون الدولية علي اکبر ولايتي، حيث تم بحث القضايا ذات الاهتمام، من بينها العلاقات الثنائية».
وتابعت الخارجية، في البيان، أن «الجانبين اتفقا خلال هذه اللقاءات علي ضرورة اعتماد برنامج بهدف تنفيذ مبادرة الرئيس المصري (محمد مرسي) لحل الأزمة السورية بالسبل السياسية المقبولة، التي من شأنها أن تساعد علي وقف العنف وإرساء المصالحة الوطنية بمشارکة أبناء الشعب السوري كافة». وأكدا «ضرورة تطوير وترسيخ العلاقات الثنائية في المجالات كافة».
وقال نجاد، خلال لقائه الحداد والوفد المرافق، إن «إيران ستكون إلى جانب مصر في طريق العزة والتقدم». وأضاف إن «إيران ومصر هما من أهم دول المنطقة، ولو كانتا معاً سيتم حل وتسوية جميع قضايا المنطقة»، معتبراً أن «لإيران ومصر أعداء مشتركين لا يحبذون تقدم واقتدار الشعبين».
وتابع نجاد إن «رؤى إيران ومصر تجاه القضية السورية تأتي في مسار واحد، وقد تم التوصل في اجتماع القاهرة (في شباط الماضي) إلى اتفاقات ممتازة بشأن تسوية القضية وحلها، ونحن نرى بأنه لا سبيل سوى التحرك في هذا المسار». وحذر نجاد من أن «وصول أي مجموعة إلى سدة الحكم في سوريا عبر الحرب والصراع يعني استمرار الحرب والتوتر الأمني لفترة طويلة، ولو أصبحت سوريا غير آمنة فإن أمن سائر دول المنطقة سيتعرض للخطر أيضاً، وهذه القضية تهدد المنطقة كلها». وقال «يجب علينا الإسراع بإجراءاتنا لحل وتسوية القضية السورية على أساس التفاهم والحوار، ونأمل في استخدام جميع طاقاتنا في هذا المسار».
من جانبه، قال الحداد إن «مصر تسعى من اجل اتخاذ خطوات أساسية لوقف الاشتباكات وإراقة الدماء في سوريا سريعاً، ونعتقد أن مسؤولية حل هذه الأزمة ملقاة على عاتق دول مثل مصر وإيران، وينبغي عبر الأخذ بزمام المبادرة في هذا المجال، منع تدخلات الدول الأجنبية في سوريا».
وأعلن صالحي، خلال مؤتمر صحافي مع وزير خارجية غينيا بيساو فوستينو فودوت إيمبالي، أن «إيران على استعداد لاستضافة اجتماع وزراء خارجية الرباعية المقبل لحل الأزمة السورية، وأنها موافقة على عقد الاجتماع في دولة أخرى، مثل السعودية». وكرر «موافقة إيران المبدئية على اقتراح مرسي لحل الأزمة السورية»، مشدداً على «ضرورة تمركز مساعي دول المنطقة للحد من إراقة المزيد من الدماء في سوريا».
وأعلن السناتور الجمهوري الأميركي جون مكين، في مقابلة مع قناة «ان بي سي»، أنه ينبغي أن تعد مجموعة من الدول قوات لغزو سوريا لتأمين أي أسلحة كيميائية قد تكون هناك.
وقال إن القوات الأميركية يجب ألا تدخل سوريا لكن ينبغي أن تكون قوة دولية «مستعدة من الناحية العملية» للذهاب إلى هناك ومنع الإسلاميين المتشددين من وضع أيديهم على الأسلحة الكيميائية. وأضاف «ثمة عدد من المستودعات لهذه الأسلحة الكيميائية. لا يمكن أن تسقط في أيدي الجهاديين».
المصدر: السفير+ وكالات
إضافة تعليق جديد