تقرير سري حول الإرهاب الدولي في بريطانيا
الجمل: ماتزال أجهزة المخابرات البريطانية تتحين الفرص من أجل شن المزيد من عمليات الحرب النفسية ضد العرب والمسلمين المقيمين داخل بريطانيا.
صدرت دراسة استخبارية بريطانية جديدة، حملت عنوان (الإرهاب الدولي في المملكة المتحدة)، وعلقت على هذه الدراسة الصحفية سيان رايمنيت مراسلة الشؤون الأمنية لصحيفة التليغراف البريطانية، وذلك في تحليل اخباري نشرته الصحيفة صباح 25 شباط 2007، حمل عنوان (تقرير سري: خطر الإرهاب أكثر سوءاً عما كان عليه في الحادي عشر من أيلول).
يقول التقرير:
إن خطر الإرهاب الذي يواجه بريطانيا من عملاء القاعدة المتزايدين في الداخل –هو خطر- أكبر مما كان عليه في الحادي عشر من أيلول 2001م، وقد أظهر هذا الموضوع وكشف عنه أحد التقارير الاستخبارية.
إن عدد الإرهابيين الإسلاميين المقيمين في بريطانيا والذين يخططون من أجل تنفيذ العلميات الإرهابية، ضد الأهداف (المكشوفة) في هذا البلد، هو عدد أكبر بقدر كبير مما اعتقدته وحددته أجهزة الأمن في الفترة السابقة، وكشفت عنه الأوراق والوثائق الحكومية. ومن المعتقد أن عدد هؤلاء يبلغ حالياً أكثر من 2000.
تحت عنوان (الإرهاب الدولي في المملكة المتحدة) تقول الوثيقة –التي شاهدتها صحيفة الصنداي تليغراف-: (إن حجم طموحات القاعدة من أجل مهاجمة المملكة المتحدة، وعدد المتطرفين داخل المملكة المتحدة، ممن تم إعدادهم للمشاركة في الهجمات، قد أصبح أكبر مما كان يظن ويعتقد من قبل).
كذلك يحذر التقرير من أن (مخطط الهجوم) ضد بريطانيا سوف يتوسع في عام 2007م. ويضيف التقرير قائلاً: (نعتقد أن القاعدة سوف تواصل البحث والسعي من أجل الفرص الهادفة لتنفيذ هجمات ضد الأهداف المكشوفة على النحو الذي يوقع أكبر عدد من الضحايا، ويلحق أكبر ضرر ممكن بالبنيات التحتية. وهذه الهجمات على الأرجح سوف تتضمن استخدام الناشطين من المتطوعين الانتحاريين).
الوثيقة التي تم تداولها وتعميمها عبر القائمة البيضاء، (إلى جهاز الأمن الداخلي البريطاني "MI-S"، قيادة مكافحة الإرهاب التابعة لجهاز شركة اسكوتلنديارد، رئاسة المخابرات البريطانية، مقر مجلس الوزراء، ووزارة الدفاع البريطانية)، أشارت وكشفت أن القاعدة قد تزايد حجمها وأصبحت منظمة عالمية –بمعنى الكلمة- بحيث أصبح لها موضع قدم ومكانة في كل البلدان الإسلامية الواقعة شمال افريقيا والشرق الأوسط وآسيا الوسطى.
حذرت مؤخراً إليزا مانينغهام- بوللر، المديرة العامة لجهاز الأمن الداخلي البريطاني (MI-S)، وجود أكثر من 1600 عنصر معروف)، منهمك ومنخرط بنشاط في مخطط الهجمات الإرهابية. كذلك قالت بوجود 200 شبكة معروفة تورطت في 30 مخطط إرهابي على الاقل. وقالت أيضاً بأنها تعتقد أن عدد المواطنين البريطانيين المتورطين في المخططات من الممكن أن يكون أكبر من 2000 شخص.
يعتقد جهاز الأمن الداخلي البريطاني (MI-S) بأن الأهداف المكشوفة مثل شبكة نظام النقل والمواصلات، الأهداف الاقتصادية الموجودة في وسط مدينة لندن وكاناري وارف سوف تكون الأكثر عرضة للخطر. وقال مصدر سياسي رفيع المستوى بأن الصورة التي رسمتها الوثيقة تمثل في حقيقة الأمر (صورة محبطة وغير مشجعة، وعلى الأرجح أن لا يحدث أي تحسن فيها في السنوات العديدة القادمة).
وقال أيضاً: (لقد حذرت أجهزة الأمن بشكل مستمر وثابت بأن هدف مكافحة الإرهاب الإسلامي لا يبعث على الأمل، وسوف تكون هناك هجمات أكثر وأكثر في بريطانيا).
يقول باتريك ميرسير، المتحدث الرسمي لحزب المحافظين عن شؤون الأمن الوطني البريطاني (تتضمن وتحدد هذه الوثيقة بشكل مطلق خطر التهديد، وتجعلني أتنبه لماذا انه مازال للحكومة استراتيجية لمكافحة الإرهاب وأعلنت عنها رسمياً، بشكل كانت فيه هذه الحكومة راضية تماماً كل الرضا).
قدمت الوثيقة تخميناً في تقديرها لخطر التطرف، وأشارت هذه الوثيقة التي تم إعدادها هذا الشهر بأن أفغانستان، (والتي سوف يتم فيها بنهاية أيار القادم نشر أكثر من 7000 جندي بريطاني) يتوقع أن تحل محل العراق كمقر للإرهابيين الذين يخططون للجهاد ضد الغرب.
وتقول الوثيقة بأن نفوذ القاعدة أصبح يمتد من شمال افريقيا إلى مصر ولبنان وتركيا والأردن وداخل الصومال والسودان.
وكذلك يصف التقرير وضع القاعدة بأنها فاعلة وقادرة على استعادة وضعها في العراق. وبيئة تشغيلها ومركزها المالي في باكستان قد تحسن، وأيضاً ظهرت لها مجموعة جديدة في اليمن.
وتقول الوثيقة أيضاً بأنه مع تصاعد واشتداد العنف في أفغانستان وما يجده من انتباه إعلامي كبير، فإن أفغانستان يمكن أن تصبح أكثر جاذبية، كما كان للمقاتلين الراغبين في القيام بتنفيذ طموحاتهم الجهادية. وقبل سنتين قالت أجهزة المخابرات الغربية بأن القاعدة في نهاية الأمر قد أصبحت منهكة القوى تم تعطيلها وتمزيقها في كافة أنحاء العالم بواسطة عمليات مكافحة الإرهاب.
في تموز عام 2005، حصل البنتاغون على خطاب كتبه أيمن الظواهري- نائب زعيم القاعدة، ذكر فيه أن التنظيم قد فقد وخسر العديد من قادته، وأن ذلك سوف يعرضه إلى مواجهة الهزيمة في أفغانستان. وخطوط تموين وإمداد وتمويل القاعدة وهيكلها التنظيمي قد تعرض لتخريب وضرر كبير.
يقول الدكتور جوناثان إيال مدير الأمن الدولي بمعهد الخدمات المتحدة الملكي: (إن نهوض القاعدة كان بسبب عدم قدرة الغرب على قتل أو إلقاء القبض على أسامة بن لادن، وأن الحروب في أفغانستان والعراق قد جعلت الأمور أكثر سوءاً). وأضاف قائلاً: إن هذه الوثيقة تظهر بوضوح تحولاً كبيراً ملحوظاً في مزاجية الحكومة، وهو التحول الذي بدأ منذ عام أو عامين. ويتوجب القبول والتسليم بأن التنظيم قد عاد للظهور، وأن الأسباب تتمثل في أن لا واحداً من كبار زعماء القاعدة قد تم قتله أو إلقاء القبض عليه.
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
المصدر: الصنداي تايمز بتاريخ 25 شباط 2007-02-25
إضافة تعليق جديد