تناقضـات العالـم في استقبال العام ٢٠٠٩
لا البرد القارس ولا الحزن على غزة، ولا الإفلاس الناجم عن الأزمة المالية العالمية، منع ملايين الأشخاص حول الأرض من النزول إلى الشوارع ليل الأربعاء الماضي لاستقبال العام ٢٠٠٩ الجديد.
وفي ساحة تايمز سكوير في نيويورك، احتفل مئات الآلاف من الأشخاص، بينهم الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون وزوجته هيلاري، في طي صفحة سنة كانت صعبة مالياً. ورغم البرد القارس، وقفوا هناك، مرددين العد العكسي طوال ستين ثانية، فيما كانت الكرة الزجاجية، تهبط تدريجياً مع الانتقال إلى السنة الجديدة.
وتزن الكرة التي تشكل رمزا للانتقال إلى السنة الجديدة خمسة أطنان ويغطيها ٢٦٦٨ مثلثا من الكريستال ويضيئها أكثر من ٣٢ ألف مصباح.
وفي مشهد مماثل، شارك نحو ٤٠٠ ألف شخص في لندن في إضاءة العجلة العملاقة على نهر التايمز، المعروفة باسم »لندن آي«.
وفيما تحدى الآلاف في كيبيك، كندا، بردا قطبيا حيث تدنت الحرارة إلى ٣٢ درجة تحت الصفر، لحضور حفلة كبيرة لمناسبة حلول رأس السنة، تحدى مليون شخص المطر، للاحتفال على شاطئ كوباكابانا في ريو دي جانيرو، ومشاهدة إطلاق ٢٤ طنا من الألعاب النارية.
أما روسيا، فاحتفلت برأس السنة، ليلة الأربعاء، ١١ مرة، بدءاً بمدينة فلاديفوستوك على المحيط الهادئ، وصولاً إلى كاليننغراد على بحر البلطيق، وذلك بسبب فارق الوقت.
أما العديد من العواصم الأوروبية، فشهدت احتفالات من نوع آخر، حيث أقدم مجهولون على إحراق ما يزيد على ألف سيارة، ليلة رأس السنة في مدن فرنسية، فيما أدى رصاص طائش أطلق احتفالا بالسنة الجديدة في ايطاليا، إلى سقوط قتيل وثلاثة جرحى، في نابولي. ولأن مثل هذه الحوادث كثيراً ما تتكرر في المدينة، قررت مئات السيدات الامتناع عن ممارسة الجنس مع أزواجهن في ليلة رأس السنة، إذا استخدموا مفرقعات في الاحتفالات. أما أثينا، فاستعادت في ليلة رأس السنة، أجواء التوتر بين الشبان والشرطة.
وفي ريكيافيك، عاصمة ايسلندا، اقتحم عشرات الشبان والمعارضين فندقا تجمع فيه عدد من السياسيين، كانوا يقومون بحصاد العام ويعدون التطلعات للعام الجديد، قبل أن تفرقهم الشرطة.
الأنباء من آسيا بدت أسوأ، حيث قتل ستون شخصا على الأقل وجرح مئتان بينهم أجانب في حريق اندلع ليلة رأس السنة في ملهى ليلي في بانكوك.
ورغم الأنباء الاحتفالية السيئة، كان ثمة مجال للمبادرات الجيدة ليلة رأس السنة، إذ أعد صاحب مطعم في منطقة ليبي الاسبانية ٩٠ وجبة، وقدّمها لمهاجرين أفارقة من ذوي الحاجة، في خطوة تهدف إلى إثبات »حب الآخر« في مستهل العام الجديد، كما قال.
في المقابل، أنفقت وريثة فنادق هيلتون، باريس هيلتون، في سيدني، أكثر من أربعة آلاف دولار في ٤٠ دقيقة، لمناسبة رأس السنة. وعندما اتُهمت »باللامبالاة تجاه معاناة الملايين«، قالت إنها »تساند الاقتصاد العالمي«!
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد