جنود أميركيون وعتاد فرنسي لحماية نفط أربيل
بعد الوعود التي أطلقها وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس للأكراد خلال زيارته الأخيرة لأربيل، قرر الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، أمس، إرسال أسلحة إلى أكراد العراق، الذين يحاربون تنظيم «الدولة الإسلامية».
وذكر بيان صادر عن قصر الإليزيه أن هولاند قرر إرسال الأسلحة التي تطلبها أربيل، بالتفاهم مع الحكومة العراقية المركزية، تلبيةً للاحتياجات العاجلة التي أعرب عنها القادة الأكراد، مشيراً إلى أن هولاند سبق أن أكد استعداد فرنسا لفعل ما يلزم لزيادة قدرات القوى التي تتصدى لهجمات «الدولة» في المنطقة.
وفي السياق نفسه، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية أن الولايات المتحدة أرسلت 130 عسكرياً إضافياً إلى إقليم شمال العراق، لتقييم، «بشكل أعمق»، حاجات السكان الإيزيديين الذين نزحوا هرباً من مسلحي «الدولة».
وأوضحت أن هذه القوات الإضافية التي وصفتها بـ«المؤقتة»، تضم أفراداً من مشاة البحرية وقوات العمليات الخاصة من داخل منطقة القيادة المركزية الأميركية.
أرسلت واشنطن 130 عسكرياً إضافياً إلى كردستان لتقييم حاجات السكان الإيزيديين
كذلك أعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري، أمس، أن الولايات المتحدة تدرس بشكل «عاجل» كيفية إجلاء المدنيين الذين يطوّقهم عناصر «الدولة» في جبال شمال العراق، داعياً خبراء في الأمم المتحدة في مجال حقوق الانسان إلى تحرّك عاجل لمنع حصول «إبادة» بحق الأيزيديين في العراق على أيدي المقاتلين المتطرفين.
من جهته، أعلن قائد عمليات دجلة التابعة للجيش العراقي الفريق عبد الأمير الزيدي، أمس، أن القوات الحكومية المدعومة بمقاتلين من العشائر استعادت السيطرة على ناحية العظيم في محافظة ديالى شرقي العراق، وقتلت 9 عناصر من «الدولة» فيها.
من جهة أخرى (داوود العلي)، عبّر سكان حي الكرادة، المشهور وسط بغداد، عن غضبهم باستعمال القوة لتحطيم نقاط تفتيش عسكرية، بعد تفجير سيارة ملغومة أودت بحياة العشرات من السكان. وليست هذه المرة الأولى التي تهتز هذه المنطقة التجارية بتفجيرات انتحارية أو بالسيارات المفخخة. فقد تحوّلت التفجيرات في هذا الحي الذي تقطنه غالبية شيعية ومسيحية إلى حدث دوري، إذ لا يمر شهر من دون أن ينتشر الموت بين أزقته، ويعمّ الخراب بيوته ومحاله التجارية. وظهر أول من أمس، انفجرت سيارة مفخخة وسط الشارع الرئيسي الذي يعجّ بالمتبضعين الذين يأتون من أحياء بغداد الأخرى. وقالت مصادر أمنية إن التفجير أودى بحياة ٩ مدنيين وإصابة ٤٣ آخرين، بعضهم في حالة خطرة، ما يعني أن حصيلة الضحايا قد ارتفعت. وكما جرت العادة، وبعد كل تفجير في منطقة الكرادة، تأتي قوات عسكرية ومعها سيارات الدفاع المدني لتطوق مكان الحادث وتطلب من الناس المغادرة، وبعد رفع الجثث ونقل الجرحى إلى المستشفى، يُفتح الطريق ويعود الناس إلى شارعهم ليغسلوه من الدماء.
لكن هذه المرة لم يكن متوقعاً أن «يثور» السكان على الجهات الأمنية التي تقوم بتأمين المنطقة منذ سنوات؛ فبعد دخول قوات عراقية منطقة التفجير، كان شبان المنطقة يسيرون في تجمعات كبيرة في شارع أبي نواس المطل على نهر دجلة، وحطموا نقاط تفتيش، بينما تركها عناصر الأمن. وأشار شهود عيان إلى أن المئات من أبناء الكرادة خرجوا بمسيرة مطالبين السلطات المختصة برفع الحواجز عن الشوارع، بعد أن أثبتت فشلها في منع وقوع التفجيرات. ويقول مصدر في الشرطة الاتحادية العراقية، لـ»الأخبار»، إن «أهالي منطقة الكرادة هاجموا نقاط التفتيش الأمنية التابعة للشرطة الاتحادية في المنطقة، على خلفية التفجير الذي شهدته المنطقة». ويضيف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه أن «الأهالي قاموا بإسقاط مظلات نقاط التفتيش وأجبروا عناصر الشرطة على الانسحاب من المنطقة». لاحقاً، وصل الغاضبون إلى موكب مسؤول كبير في الجيش، كان قد جاء إلى الكرادة لتفقد موقع التفجير، وسرعان ما أحاطوا بسيارته المصفّحة، وبدأوا بتكسيرها وتحطيم أجزاء منها، قبل أن يشتبكوا مع عناصر الحماية. يقول شهود عيان إن الشبان أنزلوا الضابط وضربوه ليسقط أرضاً، حتى تدخلت قوة عسكرية أخرى، قامت بإجلاء الضابط. ثمة روايات متضاربة عن سبب غضب السكان في منطقة الكرادة؛ بعضهم يقول إنهم «سئموا من تكرار التفجيرات»، وأن «الأجهزة الأمنية فاسدة ولا تقوم بعملها، فيما نقاط التفتيش المرابطة عند مداخل الكرادة لا تمنع دخول السيارات الملغّمة». لكن اللافت في بعض الروايات، ما يقوله السكان عن مشاهدة بعضهم شخصين هربا من موقع التفجير، لحظة وقوعه، لتقلّهما سيارة تابعة للشرطة. ويقول مصدر أمني رفيع، «هذه تلميحات إلى تهم خطيرة وغير صحيحة، يبثها عدد من المغرضين الذين يريدون توسيع الفجوة بين الجيش والأهالي لتنعدم الثقة». وفي المساء، طوّق الجيش منطقة الكرادة من جميع جهاتها بالمدرعات، فيما أكد شهود عيان أن ليلة الثلاثاء شهدت جملة اعتقالات واسعة بحثاً عن الشبان الذين ضربوا الضابط، لكن الحملة التي انتهت صباح الأربعاء لم تنته باستقرار الوضع الأمني، بل شهد الموقع ذاته انفجاراً جديداً بعبوة ناسفة، في الزقاق الذي يسكن فيه والد رئيس الوزراء العراقي المكلف حيدر العبادي.
المصدر: الأخبار
إضافة تعليق جديد