حزب الله السوري

12-10-2008

حزب الله السوري

الجمل- سليمان عبد النبي: منذ وصول أول جندي فرنسي إلى الأراضي السورية في عام 1918م، اندلعت الثورات في سورية. وكانت فاتحتها ثورة الشيخ صالح العلي في الساحل. ثم تتالت الثورات وحركات المقاومة ضد ممارسات الانتداب الفرنسي. وفي عام 1925م، اندلعت في جبل العرب الثورة السورية الكبرى، ثم امتدت لتشمل معظم أرجاء سورية. وقد شارك في هذه الثورة كافة فئات الشعب. ولم يكن نشاط الثورة مقتصراً على الداخل فقط، بل ثمة قيادات سياسية تردف المجموعات الثائرة بوسائل العون المادي والمعنوي. وكانت هذه القيادات تعمل من القاهرة ومن عمان في الأردن. ذلك أن كثيراً من قادة الثورة والمشاركين فيها كانت لهم انتماءاتهم السياسية والحزبية التي كانت بمثابة الممثلين لها في القيادة الموحدة للثورة.
    وعلى هذا كان في الساحة السورية ثلاثة أحزاب سورية أولها حزب الاستقلال، الذي تشكل ليكون المظهر الخارجي لجمعية العربية الفتاة. وقد توسع هذا الحزب كثيراً. وكان يقوم بكل توجيهات جمعية العربية الفتاة. وبدهي أن أبرز أعضاء حزب الاستقلال كانوا أبرز أعضاء (الجمعية العربية الفتاة) مثل شكري القوتلي، ونسيب البكري، ونبيه العظمة، والشيخ كامل القصاب والأمير عادل أرسلان. وكان يظاهرهم في فلسطين الحاج أمين الحسيني ويؤيدهم سلطان باشا الأطرش، قائد الثورة السورية الكبرى.
    أما الحزب الثاني، فكان حزب الشعب، الذي أسسه الدكتور عبد الرحمن الشهبندر في عام 1925م. وكان هذا الحزب وقادته ولاسيما الشهبندر في حالة سجال دائم مع قادة حزب الاستقلال.
    وبين حزب الاستقلال وحزب الشعب، ظهر في سورية حزب سياسي حمل اسم حزب الله. وكان فوزي القاوقجي قد أسسه في عام 1925م، مع عدد قليل جداً من إخوانه مثل سعيد الترمانيني، وعبد السلام الفرجي، ومحمد علي، وطاهر الداغستاني، وعبد القادر ميسر وآخرون.
ولد فوز الدين القاوقجي في عام 1890م، ودرس في المدرسة الحربية بالآستانة، وتخرج منها ضابطاً في سلاح الخيالة العثماني عام 1912م. وعين في أيار 1916م، في فرقة الخيالة العثمانية الثالثة المرابطة على خط بئر السبع- غزة الدفاعي في وجه القوات البريطانية، وقد اكسبته أيامه في بئر السبع خبرة واسعة في أصول الاستطلاع. وبعد الحرب كيَّف أهدافه وفقاً للأوضاع الجديدة، فخدم في صفوف أول جيش عربي نظامي. وفي عام 1925م، شارك في الثورة السورية الكبرى، وكان أحد قادتها خلال سنواتها الثلاث، حيث كبَّد الفرنسيين خسائر كبيرة مادية، كما كان آخر من ترك ميادين الثورة عام 1927م. 

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...