حزب الله وإسرائيل يبرمان صفقة التبادل ... والتنفيذ بعد أسبوع

07-07-2008

حزب الله وإسرائيل يبرمان صفقة التبادل ... والتنفيذ بعد أسبوع

اقتربت صفقة تبادل الأسرى بين »حزب الله« وإسرائيل من خواتيمها، بعد أن سلكت القضايا الإجرائية شوطاً كبيراً، كان البارز فيها، أمس، توقيع ممثل الحكومة الاسرائيلية عوفر ديكل رسمياً على اتفاق التبادل بصيغته الرسميجنود من الاحتلال الإسرائيلي قرب جرافة في »مقبرة الأرقام« قرب صفد، أمس، حيث جثامين الشهداء التي ستعيدها إسرائيل إلى لبنان ضمن صفقة التبادل ة، وكذلك توقيع أحد ممثلي قيادة »حزب الله« (على الأرجح رئيس لجنة الارتباط والتنسيق في الحزب الحاج وفيق صفا)، على الاتفاق، وكذلك ممثل الأمين العام للأمم المتحدة الوسيط الألماني كونراد غيرهارد، لتصبح نافذة ونهائية، حيث أرسلت النسخ الموقعة الى الأطراف الثلاثة وصارت هناك نسخة موجودة في أحد أدراج الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الذي كان يتابع مسار إبرام الصفقة.
ومع إنجاز الجانب الرسمي لعملية التبادل، الذي سبقه قرار حكومة ايهود أولمرت ومن ثم المؤتمر الصحافي للأمين العام لـ»حزب الله« السيد حسن نصر الله، باتت البنود التي تتضمنها الصفقة معروفة وهي تشمل الآتي:
÷ يستعيد الجانب الإسرائيلي الجنديين اللذين خطفهما »حزب الله« وهما ايهود غولدفاسر وإلداد ريغيف، بتاريخ ١٢ تموز .٢٠٠٦
÷ يتسلم الإسرائيليون رفات وأشلاء عدد من الجنود الإسرائيليين الذين سقطوا في منطقة الجنوب اللبناني خلال »حرب تموز« .٢٠٠٦
÷ تفرج إسرائيل عن الأسير اللبناني سمير القنطار (أُسر في ٢٢ نيسان ١٩٧٩) وعن أربعة من رفاقه الذين أسرهم الجيش الإسرائيلي من الأراضي اللبنانية خلال المواجهات التي جرت بينه وبين »حزب الله« في تموز ٢٠٠٦ وهم: محمد عبد الحميد سرور، حسين سليمان، ماهر كوراني وخضر زيدان.
÷ تسلم إسرائيل »حزب الله« جثث مقاتلين من »حزب الله« سقطوا خلال »حرب تموز« وتم دفنهم في مقابر الأرقام في منطقة الجليل الأعلى في شمال فلسطين المحتلة.
÷ تسلم إسرائيل »حزب الله« رفات حوالى ١٩٩ لبنانياً وفلسطينياً وعربياً سقطوا في مواجهات مع الجيش الإسرائيلي، في السبعينيات والثمانينيات والتسعينيات، على الأراضي اللبنانية والإسرائيلية، وبينهم مجموعة دلال المغربي.
في هذه الأثناء، انتهت أيضاً عملية »تبادل التقارير«، بين »حزب الله« والإسرائيليين، عبر الوسيط الدولي كونراد غيرهارد. واستناداً الى مصادر واسعة الاطلاع في نيويورك، فإن المعلومات التي توافرت لـ»السفير« أن الوسيط الدولي تسلم، أمس الأول، من »حزب الله« التقرير النهائي حول ظروف اختفاء الطيار الاسرائيلي رون آراد الذي خطف بعد اسقاط طائرته في شرق مدينة صيدا في ١٦/ ١٠/ ١٩٨٦ (يتضمن شهادات وأدلة الخ..).
كما تسلم الوسيط الأممي من الإسرائيليين التقرير النهائي حول ظروف اختطاف واختفاء الدبلوماسيين الإيرانيين الأربعة، في صيف عام ،١٩٨٢ في شمال لبنان، على حاجز لـ»القوات اللبنانية«.
وحسب المصادر نفسها، فإن عملية تبادل التقارير ستنجز نهائياً اليوم، (يتسلم الحزب التقرير النهائي حول الإيرانيين وفي المقابل، يتسلم الإسرائيليون التقرير النهائي حول آراد).
وفي السياق نفسه، سلكت الإجراءات القانونية في الجانب الإسرائيلي شوطاً متقدماً، حيث ردت المحكمة الإسرائيلية العليا، الاعتراضات المتعلقة بسمير القنطار من قبل اشخاص وجمعيات ، كما ردت المحكمة في الناصرة اعتراضات أخرى تتعلق بالمقاتلين الأربعة الذين أسروا في »حرب تموز«.
ورفضت المحكمة العليا التماساً قدمته عائلات ١٢ يهودياً إيرانياً فقدوا في التسعينيات أثناء محاولتهم الهجرة إلى إسرائيل. وطلبت العائلات من المحكمة منع الحكومة من تنفيذ الصفقة قبل الحصول من حزب الله على معلومات عن مصير هؤلاء. واعتبرت المحكمة العليا في حيثيات قرارها أنها لا تستطيع التدخل في ما يعتبر من سياسات الحكومة الخارجية.
وحسب المصادر الدولية في نيويورك، فإن عملية التبادل قد تنجز على مراحل أو دفعة واحدة لكن ليس بالضرورة في المكان نفسه، وستكون الخطوة الأولى تسليم جثث المقاتلين الذين سقطوا في »حرب تموز« عبر بوابة الناقورة الحدودية بين لبنان وإسرائيل وبرعاية وإشراف الأمم المتحدة. وفي المقابل، يسلم »حزب الله« أشلاء ورفات جنود إسرائيليين سقطوا في الحرب نفسها.
أما الخطوة الثانية، فتتمثل في إفراج إسرائيل عن سمير القنطار ورفاقه الأربعة وفي الوقت نفسه، يتسلم الإسرائيليون الجنديين إيهود غولدفاسر وإلداد ريغيف.
أما الخطوة الثالثة، فتتمثل في تسليم »حزب الله« رفات حوالى ١٩٩ مقاتلاً، سقطوا في المرحلة الممتدة بين ١٩٧٨ و،٢٠٠٢ وهي الجزء الأصعب والأكثر تعقيداً، بدءاً من سحب الجثث من »مقابر الأرقام« وتوضيبها وتحديد التواريخ وإعداد تقرير حول ظروف دفن كل جثة (المكان والتاريخ الخ..).
أما المرحلة الرابعة والأخيرة، فهي المتعلقة بإطلاق سراح معتقلين فلسطينيين من السجون الإسرائيلية، استناداً الى نص رسالة ـ تعهد بعث به الجانب الإسرائيلي الى الأمانة العامة للأمم المتحدة عبر الوسيط الأممي.
وقالت المصادر الدولية لـ»السفير«، أن التاريخ التقريبي لإنجاز صفقة التبادل هو في حدود منتصف الشهر الحالي (١٥ أو ١٦ على الأرجح)، على أن تسلم جثث المقاتلين اللبنانيين والفلسطينيين والعرب ورفات وأشلاء الجنود الإسرائيليين، في منطقة الناقورة، بينما يرجح أن يتم الاتفاق على مطار رفيق الحريري الدولي (مطار بيروت) لاستقبال الأسرى اللبنانيين الخمسة.

-من جهة أخرى أشارت مصادر إسرائيلية إلى أن بالوسع تنفيذ الصفقة حتى منتصف الشهر الحالي، مشيرة إلى أن المسؤول الاسرائيلي عن ملف الأسرى عوفر ديكل وصل الى أوروبا يوم الخميس الماضي، لكنه لم يتسلم حتى الآن التقرير الكامل حول رون آراد. وتتركز اتصالات ديكل مع غيرهارد كونراد على إنجاز ترتيبات الصفقة.
ورأت جهات إسرائيلية أن ذروة التبادل ستكون خلال الأسبوع المقبل في مقر الأمم المتحدة في الناقورة على الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة، حيث سيتم تبادل الأسيرين الإسرائيليين أو جثتيهما مع الأسير سمير القنطار ورفاقه الأربعة وحوالى مئتين من جثامين الشهداء اللبنانيين والفلسـطينيين من »مقبرة الأرقام«.
وقد بدأت الاستعدادات الرسمية أمس في إسرائيل للتبادل بتوقيع قائد الجبهة الشمالية الجنرال غادي آيزنكوت على أمر عسكري يعلن »مقــبرة الأرقــام« في الجليل الأعلى »منطقة عسكرية مغلقة«.
وأشار مصدر عسكري إسرائيلي لوسائل الإعلام بأن هذه مرحلة أخرى تمهيدية لتنفيذ صفقة التبادل بحيث يمكن لحظة صدور التعليمات من الجهات السياسية إخراج جثامين قتلى حزب الله من الأرض على أيدي رجال الحاخامية العسكرية، ووضعها في توابيت ثم تسليمها للصليب الأحمر الدولي في معبر الناقورة.
ورغم البدء بعملية كشف القبور واستدعاء الحاخامية العسكرية للعديد من أفرادها في الخدمة الاحتياطية، إلا أن المصادر الإسرائيلية تؤكد عدم وجود جدول زمني حتى الآن لإخراج الجثامين. وكل الأحاديث عن مواعيد هي من باب التقدير وليس الاتفاق. وكانت الحاخامية العسكرية قد أصدرت أوامر استدعاء لأفراد الخدمة الاحتياطية يوم الأحد الفائت. وسيكلف هؤلاء باستخراج الجثامين وإعداد التوابيت. وقد وصلت إلى المقبرة أعداد كبيرة من جنود وضباط الحاخامية العسكرية والشرطة العسكرية.
ويهدف قرار إعلان المقبرة منطقة عسكرية مغلقة إلى منع وسائل الإعلام الإسرائيلية من التقاط وعرض صور لاستخراج الجثامين من المقبرة. ولكن لوحظ أن صلاحية الأمر العسكري هذا تنتهي في الثالث عشر من تموز مما يعني أنه إذا لم تنفذ عملية التبادل قبل ذلك فإن تجديداً سيسري على صلاحيته.
وأبلغ جندي احتياط في الحاخامية العسكرية جُنِّد للمهمة موقع »هآرتس« على شبكة الانترنت أن »الحديث يدور عن مهمة تحتاج إلى الدقة. ونحن نتسلم قوائم أسماء من شعبة القوى البشرية ونعمل وفقها. والمقبرة في عاميعاد مرتبة والقبور مرقمة، وكل جثة مدفونة داخل تابوت ومغلفة بالنايلون. وستساعدنا في الحفر جرافة صغيرة ولكن الكثير من العمل يتم بالأيدي والأمر لن يكون سهلا لأن الطقس حار في الأيام المقبلة. وسنقوم بالعمل بالاحترام المطلوب حيث سنضع الجثامين في توابيت جديدة«.
تجدر الإشارة إلى أن حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين أعلنت أن بين الجثامين التي ستعود إلى لبنان ثلاثة عشر جثماناً لأعضائها سقطوا في الجنوب اللبناني أو على الحدود مع فلسطين. وقالت إن جثماني الشهيدين اللذين نفذا عملية كيبوتس متسوبا في الجليل الأعلى في آذار ٢٠٠٢ والتي لم يعلن أحد مسؤوليته عنها في حينه سيعودان في الصفقة.
وفي السياق، قرر وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك تشكيل طاقم خاص لوضع الاقتراحات حول مبادئ وقيود صفقات التبادل. وذكرت صحيفة »يديعوت أحرونوت« أن باراك توجه بهذا الخصوص مؤخرا إلى الرئيس الأسبق للمحكمة العليا القاضي المتقاعد مائير شمغار، وإلى البروفسور أسا كاشير، الذي وضع »النظام الأخلاقي« للجيش الإسرائيلي، وإلى المدير العام السابق في وزارة الدفاع السابق اللواء في الاحتياط عاموس يارون.
إلى ذلك، أظهر استطلاع »مؤشر السلام والحرب« الأكاديمي الشهري، الذي أجراه البروفسوران أفرايم ياعار وتمار هيرمان من جامعة تل أبيب ونشر أمس، أن ٦٠ في المئة من الإسرائيليين يؤيدون صفقة تبادل الأسـرى بين إسرائيل و»حزب الله«.

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...