حماس تتبنى عملية ديمونة وإسرائيل تقتل 9 فلسطينيين

06-02-2008

حماس تتبنى عملية ديمونة وإسرائيل تقتل 9 فلسطينيين

كثفت إسرائيل عمليات سفك الدم الفلسطيني امس، وشنت سلسلة غارات متتالية على غزة أدت الى سقوط تسعة شهداء من حركة حماس، كما هددت بتصفية قادة الحركة في القطاع، فيما اعلنت «كتائب عز الدين القسام» الجناح العسكري لحماس، وللمرة الاولى منذ العام ,2004 مسؤوليتها عن عملية ديمونا الاستشهادية، مشيرة الى ان منفذيها مقاومان من مدينة الخليل في الضفة الغربية.
في غضون ذلك، طالبت القاهرة حماس بأن تسلم إدارة معبر رفح الى السلطة الفلسطينية لتشغيله وفق اتفاق العام ,2005 كما حملتها ضمنا مسؤولية المواجهات التي شهدها المعبر امس الاول وادت الى مقتل شخص واصابة ,59 مشددة على ان «لصبرها حدودا»، فيما حذرت الحركة من «إعلان شبه رسمي للحرب المصرية ضد غزة والفلسطينيين وحماس». (تفاصيل صفحة 14).
وأغارت طائرات اسرائيلية على موقع للشرطة التابعة لحماس، في بلدة عبسان شرقي خان يونس جنوبي القطاع، فيما كانوا يؤدون صلاة العصر جماعة، ما ادى الى استشهاد سبعة منهم واصابة ثلاثة. والشهداء هم: أحمد اسماعيل مصبح (22 عاما) ومعتز عبد الرازق أبو شهلا (25 عاماً) ومحمد موسى أبو سعادة (21 عاماً) ورأفت أحمد قديح (22 عاماً) وعبد الناصر إبراهيم أبو نصر (31 عاماً) ووافي حمد أبو يوسف (22 عاماً) واسامة ابو سعادة (21 عاماً).
واعلن الاحتلال ان «هذه الغارة أتت ردا على اطلاق صواريخ القسام صباح اليوم (امس) على مدينة سديروت». وكانت حماس قد اطلقت 12 صاروخا على سديروت، ادت الى اصابة امرأة بجروح خطيرة، كما اصابت عددا من المصانع، وقطعت التيار الكهربائي فترة قصيرة عن نصف المستوطنة، وذلك قبيل وصول الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريز الى سديروت.
وقال المتحدث باسم حماس سامي ابو زهري «هذه الجريمة لن تمر مرور الكرام والاحتلال الصهيوني سيدفع الثمن».
وكان المقاومان في حماس محمود ابو طه وبكر ابو رجال قد استشهدا فجر امس برصاص الاحتلال في قرية الشوكة في رفح. ومساء، شن الطيران الاسرائيلي غارة اخرى على شمالي مدينة غزة، استهدفت مقاومين من حماس اصيب ثلاثة منهم.
وقبيل المذبحة الاسرائيلية، اعلنت «كتائب عز الدين القسام» الجناح العسكري لحماس في بيان انها «تعلن مسؤوليتها الكاملة عن عملية ديمونا الاستشهادية، وان منفذيها هما القسامان محمد سليم الحرباوي وشادي محمد زغير من مدينة الخليل». وادت العملية الى مقتل اسرائيلية واصابة .11
اضاف البيان «وتأتي هذه العملية البطولية انتقاماً لدماء الشهداء الأبرار الذين سفك الاحتلال دماءهم على مرأى ومسمع من العالم أجمع، ورداً على الحصار البربري اللا إنساني الذي تفرضه دولة البغي والعدوان على شعبنا في قطاع غزة، وتأكيداً على قدرة المقاومة الفلسطينية وفي طليعتها كتائب القسام أن تضرب العدو في مواقع حساسة في الوقت والمكان اللذين تختارهما، وفي مواقع حساسة وإستراتيجية رغم كل الاحتياطات الأمنية والتحصينات الهزيلة لجيش الاحتلال واستخباراته». وتابع البيان إن «الحصار الذي يفرضه الصهاينة على شعبنا سيجلب الانفجارات والعمليات التي لا يتوقعها العدو».
واوضحت كتائب القسام إن «تأخرنا في الإعلان عن العملية جاء لأسباب أمنية ولإرباك العدو، ونستغرب من تسرع إخواننا في بعض الأجنحة العسكرية في التبني والإعلان عن أسماء، مما يترتب عليه محاذير أمنية».
وهذه اول عملية استشهادية تتبناها حماس، منذ الهجوم المزدوج الذي نفذته في بئر السبع في آب 2004 وأسفر عن 16 قتيلا.
وقال ابو زهري ان «تأخر اعلان كتائب القسام عن تبني عملية ديمونا يرجع لاعتبارات امنية مرتبطة بالظرف الامني في الضفة الغربية» مضيفا ان «حماس لم تعلن يوما انها اوقفت او ستوقف اي شكل من اشكال المقاومة بما في ذلك العمليات الاستشهادية».
وكان المتحدث باسم «كتائب شهداء الاقصى» ابو الوليد قد قال امس الاول ان العملية نفذت «بالتعاون مع كتائب ابو علي مصطفى (الجناح العسكري للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين) وسرايا المقاومة الوطنية» مشيرا الى ان الاستشهاديين هما لؤي زكي الاغواني وموسى خليل عرفات وكلاهما من غزة.
وقال اقارب للحرباوي وزغير، في الخليل، انهم علموا باستشهادهما من خلال متابعتهم قناة «الاقصى» التابعة لحماس، موضحين ان الاثنين، وهما من حماس وكانا اسيرين في سجون الاحتلال، غادرا منزليهما في وقت مبكر امس الاول، من دون ان يحددا وجهتيهما. واعتقلت القوات الإسرائيلية والد الحرباوي وشقيقه.
وقالت والدة زغير «انا فخورة بابني وآمل ان يذهب الى الجنة» فيما قالت والدة الحرباوي «لم أكن أتوقع قط أن ينفذ محمد هجوما استشهاديا. كان هادئا وطبيعيا. صدمت عندما رأيت اسمه على التلفزيون».
اما عائلتا لؤي الاغواني وموسى عرفات، فلم تبلغا بعد ما اذا كان الاثنان على قيد الحياة ام لا.
واعتبر المتحدث باسم رئاسة الحكومة الاسرائيلية مارك ريغيف ان تبني حماس «لا يشكل مفاجأة» مضيفا «نأمل ان يبدد هذا التبني أوهام البعض في العالم حول طبيعة حماس وان يوقظهم».
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك، من جهته، في كلمة ألقاها أمام تلامذة عسكريين في قاعدة في النقب، «سنجد حلولا للارهاب الآتي من الخليل ولصواريخ القسام من غزة، كما وجد آباؤكم حلولا في الماضي عندما حاربوا في وادي الأردن».
اما رئيس «لجنة الشؤون الخارجية والدفاع» في الكنيست تساحي هنغبي، فقال ان «حماس امتنعت لسنوات عن شن هجمات انتحارية. لقد غيرت سياستها وعلينا تغيير موقفنا ويجب الا نسمح لقيادة حماس بأن تتمتع بحصانة» مضيفا «لا فرق بين الذين يرتدون سترة انتحارية وسترة دبلوماسية... يجب تصفيتهم». وتابع ان اغتيال عدد من كبار قادة حماس، بينهم الشيخ أحمد ياسين وعبد العزيز الرنتيسي، في غزة في العام ,2004 كان له «تأثير مباشر على دوافع قيادة حماس للاستمرار في تنفيذ هجمات انتحارية من الواضح ان (القادة السياسيين لحماس) نسوا المصير المرير (لياسين والرنتيسي) ولذلك يجب ان نضيف الزعماء الحاليين للحركة الى تلك القائمة».
وقال وزير البنى التحتية الاسرائيلي بنيامين بن اليعزر انه «على اسرائيل ان تدرس كمشروع وطني بناء حاجز خلال سنة على طول الحدود مع مصر» التي تمتد 240 كيلومترا من جنوبي القطاع وحتى ايلات على البحر الاحمر.
من جهته، قال مسؤول اسرائيلي كبير ان وزيرة الخارجية تسيبي ليفني ستوصي اليوم «خلال منتدى في رئاسة مجلس الوزراء في القدس مخصص للمشاكل على الحدود بين مصر وغزة» بأن «مصر يجب ان تتمكن من زيادة عدد شرطييها المنتشرين على طول حدودها مع القطاع من 750 الى 1500» مضيفا ان «هذا الانتشار الاضافي لعناصر الشرطة يجب ان تتم المصادقة عليه في اطار تسوية شاملة لمشكلة الحدود بين مصر وغزة، شرط ان تضع هذه التسوية حدا بشكل فعلي لتهريب الاسلحة ومرور ارهابيين من دون رقابة».
غير ان مسؤولا اسرائيليا اشار الى ان الفكرة تواجه معارضة من مسؤولين عسكريين، ينتقدون الجهود المصرية حتى الان في ضمان امن الحدود.
في باريس، اعلن قصر الاليزيه ان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي وجه رسالة الى نظيره الاسرائيلي شمعون بيريز، قال فيها ان «فرنسا تقف الى جانبكم وستبقى كذلك لمحاربة الارهاب وستقدم اليكم كل الدعم اللازم في جهودكم لانجاح عملية السلام».

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...