دمشق توافق على الإبراهيمي ومنظمة التعاون الاسلامي تعلق عضوية سورية فيها

15-08-2012

دمشق توافق على الإبراهيمي ومنظمة التعاون الاسلامي تعلق عضوية سورية فيها

أعلن أمس، أن دمشق وافقت على ترشيح الجزائري الأخضر الابراهيمي لخلافة المبعوث العربي والدولي إلى سوريا كوفي أنان، فيما أكد مسؤولون سوريون مقدرة الحكومة على «تجاوز الازمة» و«تحقيق المصالحة»، معتبرين أن الدولة هي المسؤولة عن إعادة المواطنين إلى مساكنهم، وأنه لا يمكن معالجة الوضع الإنساني في أي منطقة قبل وقف العنف فيها. الملك السعودي والى يساره الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد والى يمينه أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني خلال افتتاح القمة الإسلامية في مكة أمس
في المقابل، عمد وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا إلى التقليل من شأن تصريحات وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون في تركيا الأسبوع الماضي عن إقامة منطقة حظر جوي في شمال سوريا، مؤكداً أن هذا الخيار «ليس على نار حامية»، كما اتهم رئيس هيئة الاركان الاميركية الجنرال مارتن دمبسي ايران بتدريب ميليشيا موالية للنظام في سوريا، في الوقت الذي أجرت فيه أنقرة مناورات عسكرية قرب الحدود السورية.
وردا على سؤال عما اذا كان صحيحا ان سوريا وافقت على هذا الترشيح اجاب المتحدث باسم أنان احمد فوزي «نعم». لكنه اضاف «لم يتخذ بعد اي قرار من جهة الامين العام للامم المتحدة». وافاد دبلوماسيون في الامم المتحدة ان الابراهيمي (78 عاما) رشح لخلافة انان. ورفض متحدث باسم الامم المتحدة التعليق على هذا الاحتمال الاسبوع الماضي مشيرا الى ان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون يواصل مشاوراته في هذا الموضوع.
وعلمت وكالة أنباء الشرق الأوسط أن مشروع البيان الختامي للقمة الإسلامية، التي تختتم في مكة اليوم، يعلق عضوية سوريا في منظمة المؤتمر الإسلامي على ضوء عدم التوصل إلى نتائج عملية لتنفيذ مبادرة المبعوث الدولي المستقيل كوفي أنان لحل الأزمة السورية.
ويشدد قادة الدول الإسلامية على ضرورة صون وحدة سوريا وسيادتها واستقلالها وسلامة أراضيها. ويدين البيان «بشدة استمرار إراقة الدماء في سوريا، ويشدد على تحمّل السلطات السورية مسؤولية استمرار أعمال العنف وتدمير الممتلكات». ويدعو القادة «السلطات السورية إلى الوقف الفوري لأعمال العنف كافة، وعدم استخدام العنف ضد المدنيين العزل والكف عن انتهاك حقوق الإنسان ومحاسبة مرتكبيها، والوفاء بالتزاماتها الإقليمية والدولية كافة والإفراج عن المعتقلين كافة والسماح لهيئات الإغاثة بتقديم المساعدات العاجلة للمتضررين من هذه الأحداث بالتنسيق مع منظمة التعاون الإسلامي».

وكان الاجتماع الوزاري التحضيري للقمة أوصى بتعليق عضوية سوريا في المنظمة، وهي خطوة رفضتها إيران بحزم. ووفق المشاركين في الاجتماع تحفظت الجزائر على التوصية بتعليق عضوية سوريا. وجدّد وزير الخارجية اللبناني عدنان منصور، خلال اجتماع وزراء الخارجية أمس الأول، «موقف لبنان المتمثل بالنأي بالنفس في الموضوع السوري، خصوصاً إزاء القرار المتعلق بتجميد عضوية سوريا في «منظمة التعاون الإسلامي»، كما ينص البيان الختامي لقمة مكة، آملاً أن «تخرج سوريا من محنتها في أقرب وقت».
وبحثت وكيلة الامين العام للامم المتحدة للشؤون الانسانية فاليري اموس في دمشق مع عدد من المسؤولين السوريين الوضع الانساني في سوريا. واشارت اموس في تصريح نقلته وكالة الانباء الرسمية السورية «سانا» الى ان الهدف من زيارتها الى سوريا هو «مراجعة الالتزامات حول الوضع الانساني والاطلاع على تقييم السلطات السورية لما يجري على الارض».
وتوصلت اموس في آذار الماضي الى اتفاق مع السلطات السورية على تشكيل بعثة تقييم انسانية مشتركة في المناطق التي يحتاج سكانها الى مساعدة عاجلة. ووصلت آموس قبل ظهر أمس، الى دمشق حيث التقت رئيس الوزراء السوري وائل الحلقي ووزير المصالحة الوطنية علي حيدر ونائب وزير الخارجية فيصل المقداد.
واكد رئيس الوزراء، بحسب «سانا»، خلال لقائه آموس «مقدرة سوريا على الصمود وتجاوز الازمة وتحقيق المصالحة بين أبناء شعبنا واعادة الامن والاستقرار لكل المناطق». واشار الحلقي الى «الجهود الكبيرة التي تبذلها الحكومة لتقديم جميع الخدمات الطبية والخدمية للمواطنين رغم قيام المجموعات الارهابية المسلحة بالاستهداف المباشر للقطاعات التنموية».
واكد حيدر من جهته في تصريح لـ«سانا» بعد لقائه اموس انه «لا تمكن معالجة اي وضع انساني داخل اي منطقة فى سوريا دون النظر الى الوضع الامني فيها ووقف العنف الدائر بكل الوسائل الممكنة والمتاحة حتى يتم الانتقال الى خطوات اخرى في سبيل تحسين الوضع الانساني بشكل عام». وبين الوزير السوري ان العنف «لا يزال هو العامل الاساس في تعطيل جزء كبير من عمل الوزارة الميداني»، مؤكدا ان وقفه هو «من اولويات» عمل الوزارة.
واشار حيدر الى ان اعادة المواطنين السوريين الى اماكن سكنهم الاصلية «هي من خطط الحكومة السورية قبل أن تكون من مهام الامم المتحدة أو المؤسسات الدولية». وتستمر زيارة اموس الى دمشق ثلاثة ايام تهدف الى لفت الانظار الى تدهور الوضع الانساني في سوريا والى اثر النزاع على السكان سواء من هم في سوريا او من فروا باتجاه دول اخرى وخصوصا لبنان. وتغادر غداً الى لبنان حسبما ذكر بيان صدر عن الامم المتحدة.
في المقابل، قال بانيتا خلال مؤتمر صحافي مشترك مع ديمبسي إن «مسألة الحظر الجوي في سوريا ليست مطروحة حالياً». وأضاف أنه «كان هناك نقاش مع إسرائيل حول بقاء الأسلحة الكيميائية في سوريا في أماكن مؤمنة». وأكد بانيتا «نعمل مع دول أخرى لتحديد ملامح مرحلة ما بعد (الرئيس السوري بشار) الأسد في سوريا».
وكان بانيتا قال خلال مقابلة مع وكالة «اسوشيتد برس» إنه واثق من أن باستطاعة أميركا إقامة منطقة حظر جوي في سماء سوريا، لكن ذلك يتطلب «قراراً سياسياً كبيراً جداً». وأضاف بانيتا «لقد خططنا لعدد من الخيارات الممكنة، وأحدها إقامة منطقة حظر جوي. لكننا أيضا أشرنا إلى الصعوبات في التمكن من تطبيق ذلك. ليس (الخيار) على نار حامية».
وقال بانيتا إن الولايات المتحدة تركز حاليا على ضمان أمن الأسلحة الكيميائية والبيولوجية في سوريا، وعلى تزويد المعارضين بالمساعدة الإنسانية و«غير القاتلة».
أما ديمبسي فقال إن ايران «تتدخل لتشكيل ميليشيا جديدة موالية للأسد في سوريا».
وتشاورت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون هاتفياً مع العديد من نظرائها الغربيين في سبل تنسيق التحرك لتسريع تنحي الرئيس بشار الأسد.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية فيكتوريا نولاند إنه اثر محادثات أجرتها في تركيا، عقدت كلينتون مؤتمراً عبر الهاتف استمر أكثر من ساعة، أمس الأول، مع وزراء خارجية فرنسا لوران فابيوس وبريطانيا وليام هيغ وألمانيا غيدو فسترفيليه وتركيا أحمد داود أوغلو. وأوضحت أن الوزراء ناقشوا «الدعم الواجب تقديمه إلى المعارضة بهدف التعجيل في سقوط نظام الأسد»، إضافة إلى وضع اللاجئين السوريين ومرحلة ما بعد الأسد.
في المقابل، ذكرت صحيفة «حرييت» التركية أن مضادات للطائرات نشرت في مطار سازغن في مدينة غازي عنتاب جنوبي تركيا، والتي تبعد مسافة 30 كيلومترا عن الحدود السورية، فيما جرت مناورات في محافظة كيليس على الحدود التركية السورية لتحديد «القدرات الحربية» للقوات المسلحة التركية بحسب وكالة «الاناضول». وشاركت دبابات وقاذفات صواريخ ووحدات مشاة في المناورات التي تحاكي هجوماً بحسب الوكالة.

المصدر: السفير+ وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...