رايس تبدأ جولتها الشاقة بترطيب مخادع للأجواء مع حزب الله
الجمل : وصفت كونداليزا رايس وزيرة الخارجية الأميركية بالإيجابية موافقة وزيرين في حزب الله على الخطة التي تقدم بها رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة في روما لإنهاء النزاع وحظيت بموافقة الحكومة اللبنانية.
وتدعو خطة السنيورة إلى وقف فوري لإطلاق النار قد يتضمن نزع سلاح الحزب. كما أشادت رايس ـ التي وصلت مساء أمس السبت إلى إسرائيل - برئيس الوزراء اللبناني الذي أقنع عضوي حزب الله بالحكومة بالموافقة على تلك الخطة التي تتضمن عدة شروط لحل نهائي للنزاع مع إسرائيل من بينها إنهاء احتلال مزارع شبعا.
من جهته قال مسؤول كبير بوزارة الخارجية الإسرائيلية إن إسرائيل لن تطالب بنزع سلاح حزب الله على الفور في إطار اتفاق لوقف العدوان الإسرائيلي ضد لبنان. وذكر المسؤول أن إسرائيل ستطالب بأن تتولى قوة حفظ السلام المقترحة في جنوب لبنان إبقاء حزب الله بعيدا عن الحدود الإسرائيلية ومنعه من تعزيز مخزونه من الصواريخ من سوريا وإيران. لكن المسؤول الإسرائيلي أبلغ لوكالة رويترز أن إسرائيل تسعى للحصول على التزام "ببدء عملية تنفيذ" قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1559 الذي يدعو لنزع سلاح حزب الله.
وتأتي عودة رايس السريعة إلى المنطقة ، ضمن جولة جديدة، لإجراء محادثات بشأن إيجاد مخرج للأزمة التي دخلتها إسرائيل بإعلانها الحرب على لبنان والتي دخلت يومها الثامن عشر.
وقال أفي بازنر المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية: "سيكون بمقدور رايس أن تخبرنا بالضبط عن طبيعة القوة الدولية التي يتعين إرسالها إلى هنا، وطبيعة القرار الذي يتعين استصداره من الأمم المتحدة."وقالت رايس إنها تتوقع أن تكون المحادثات شاقة، وأضافت قولها: "سيتعين أن يكون هناك أخذ وعطاء."
ويأتي لقاء رايس وأولمرت في القدس، بعد قليل من إعلان الحكومة الإسرائيلية رفضها لنداء منسق شؤون الإغاثة في الأمم المتحدة يان إيغلاند، لوقف القتال لمدة 72 ساعة، لتمكين موظفي الإغاثة من "إجلاء المسنين والأطفال والجرحى من جنوب لبنان وتوصيل المساعدات الطارئة."
ولكن المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية قال: "ليس هناك حاجة لوقف مؤقت لإطلاق النار لمدة 72 ساعة، لأن إسرائيل فتحت ممراً للمساعدات الإنسانية من وإلى لبنان."وذكر بازنر أن إسرائيل لا تمنع وصول المعونات إلى جنوب لبنان، قائلاً: "الأمر مختلف، لأن حزب الله هو الذي يمنع عن عمد نقل المساعدات الطبية والغذاء لسكان جنوب لبنان، من أجل خلق أزمة إنسانية، يريدون إلقاء المسؤولية عنها على إسرائيل."ولكن إيغلاند قال إن أكثر من ثلث القتلى الذين يتراوح عددهم بين 400 و600 قتيل، كانوا من الأطفال.ورغم أن إسرائيل أعلنت موافقتها على مرور شحنات من المعونات وسط الحصار الذي تفرضه على لبنان، إلا أن موظفي وكالات الإغاثة الدولية، أكدوا أنهم لم يتمكنوا من الحصول على ضمانات من إسرائيل، بمرور آمن للمدنيين في المناطق الأكثر تضرراً بالقصف الإسرائيلي، الذي تقول إنه يستهدف جماعة حزب الله في جنوب لبنان. إلى ذلك، قال حزب الله إنه سيعمل على حرمان الولايات المتحدة وإسرائيل من تحقيق أية مكاسب سياسية، من الحرب في لبنان.وفي مقابلة مع رويترز دعا الشيخ نعيم قاسم نائب الأمين العام لحزب الله، إلى وقف فوري "للعدوان الإسرائيلي."وقال رداً على سؤال حول نظرة حزب الله لمطالب أمريكا لنزع أسلحته، وإرسال قوة دولية إلى جنوب لبنان: "ليس من حق أمريكا وإسرائيل أن تحصلا على نتيجة لهزيمتهما، فليس هناك فوز عسكري لأمريكا وإسرائيل، حتى يكون لهما مكاسب سياسية في هذا الاتجاه."وحول الضغوط بشأن إمكانية نشر مثل هذه القوة، قال إن حزب الله قرر عدم الحديث في هذا الموضوع علانية.
تتوقع رايس أن تكون مهمتها الجديدة في المنطقة صعبة لأن الأمر يتطلب تنازلات متبادلة من إسرائيل ولبنان، مشيرة إلى أن الأمر يتعلق بقرارات صعبة جدا. وتحمل رايس في مهمتها الجديدة بالشرق الأوسط مقترحات جديدة لحل الأزمة، كما أنها ستبحث مقترحات الطرفين لتضمينها في مشروع قرار دولي سيدعو إلى نشر قوة دولية لحفظ الاستقرار في منطقة الحدود اللبنانية الإسرائيلية. وأكد الرئيس الأميركي جورج بوش أن وزيرة خارجيته مخولة بالحديث فقط مع إسرائيل ولبنان من أجل التوصل لقرار مقبول لمجلس الأمن كي يطرح الأسبوع القادم. في مقابل ذلك تتشبث فرنسا بوقف إطلاق النار كشرط أولي قبل بحث أي خيار آخر. ورفض وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي اليوم "المبادرات الحالية" التي تبحث في سبل تشكيل قوة دولية لنشرها في لبنان في وقت لم يتقرر بعد وقف لإطلاق النار.في السياق تحتضن منظمة الأمم المتحدة الاثنين المقبل اجتماعا للبلدان التي ستشارك في القوة الدولية المقرر نشرها في لبنان. وقال الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان إن القوة الدولية التي ستكلف بحفظ الاستقرار في منطقة الحدود ستكون بحاجة إلى تفويض من مجلس الأمن.
الجمل ـ وكالات ـ الجزيرة نت
إضافة تعليق جديد