سوريا وإيران ترحبان باتفاق مكة
شدد الرئيس الفلسطيني محمود عباس في «تعميم» ارسله الى الناطقين باسم السلطة الوطنية وحركة «فتح» والسفارات الفلسطينية على ان الالتزام باتفاق مكة المكرمة الذي تم برعاية سعودية «التزام قطعي ولا مجال للتراجع عنه»، معلناً ان فريق الرئاسة وحركة «فتح» سيشرع في «حملة سياسية واسعة النطاق من أجل فك الحصار عن شعبنا وعن سلطتنا من دون تمييز»، في حين اعتبرت حركة «حماس» ان الاتفاق قطع دابر كل المحاولات لجر الفلسطينيين الى حرب اهلية واعلنت افتخارها بالتوقيع عليه، لكنها اكدت ان حكومة الوحدة الوطنية المزمع تشكيلها بموجب الاتفاق لن تعترف باسرائيل.
وتلقى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز امس اتصالاً هاتفياً من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون هنأه فيه بنجاح لقاء مكة المكرمة، وأثنى على جهوده ورعايته معرباً عن ترحيبه بالاتفاق ومؤكداً انه سيعمل ما في وسعه لمتابعة نتائجه للفلسطينيين والمنطقة. كما تلقى العاهل السعودي اتصالاً مماثلاً من الرئيس الفرنسي جاك شيراك.
وانضمت سورية امس الى المرحبين بالاتفاق داعية الطرفين الى وضعه «موضع التنفيذ فورا». ولاحظت مصادر رسمية سورية ان اجتماع الرئيس عباس مع رئيس المكتب السياسي لـ «حماس» خالد مشعل قبل اسبوعين في دمشق اسفر عن الاتفاق على مبادئ عامة بينها وقف الاقتتال واستمرار الحوار لتشكيل حكومة الوحدة الوطنية، وان اجتماع مكة المكرمة اسفر عن حل النقطتين اللتين لم تحلا في دمشق، وهما الاتفاق على صياغة خطاب التكليف ووزارة الداخلية.
وبدورها رحبت طهران بالاتفاق، واعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية محمد علي حسيني ان ايران ترحب بالاتفاق الذي تم في مكة المكرمة، وقال «نشعر بالارتياح لكون الاتفاق الذي وقع في الآونة الاخيرة يساهم في وضع حد للازمة الداخلية»، مشيدا بأن «التوجه الرئيسي لهذا الاتفاق يهدف الى قطع الطريق امام المؤامرات والتدخلات الاميركية والصهيونية».
وفي غزة، قال المستشار السياسي لرئيس الحكومة الفلسطينية الدكتور احمد يوسف ان بالامكان تشكيل حكومة الوحدة الوطنية في غضون عشرة أيام على أن يتم الاعلان عنها قبل اجتماع ستعقده اللجنة الرباعية الدولية في برلين في 21 الشهر الجاري. وجدد يوسف رفض الاعتراف باسرائيل وقال ان الحكومة لن تعترف بها. واضاف ان الاميركيين سيضغطون حتى اللحظة الاخيرة «لكن الامور ستبدأ في الانفراج شيئاً فشيئاً عند تشكيل حكومة الوحدة الوطنية». وقال يوسف ان «الاوروبيين سيغضون الطرف عن شرط الاعتراف باسرائيل».
واكد نبيل عمرو مستشار الرئيس الفلسطيني انه سيتوجه اليوم الاحد الى بروكسيل لتسليم الممثل الاعلى لسياسة الاتحاد الاوروبي الخارجية خافيير سولانا نص اتفاق مكة المكرمة بين حركتي «فتح» و «حماس». واضاف سيلتقي ايضاً وزيري خارجية النروج والمانيا وان مبعوثين كثيرين اخرين سيتوجهون الى عدد من الدول لتوضيح الاتفاق. واشار عمرو الى ان الرئيس عباس سيلتقي الرئيس فلاديمير بوتين في العاصمة الاردنية الثلثاء.
في المقابل، أعلن رئيس كتلة حركة «فتح» في المجلس التشريعي الفلسطيني عضو وفدها في لقاءات مكة المكرمة عزام الأحمد في حديث الى «الحياة» بعد توقيع اتفاق مكة ان «حماس اقتربت بشكل كبير باتجاه البرامج السياسية لمنظمة التحرير التي لم تشكل عقبة في العلاقات الفلسطينية والدولية ودخلت التسوية على اساسها».
وزاد ان «خطاب التكليف نص على الالتزام بقرارات المجالس الوطنية الفلسطينية، وهذا يعني الالتزام بالاتفاقات التي وقعتها منظمة التحرير الفلسطينية وفي مقدمها اتفاق اوسلو، ومنها حل الدولتين (فلسطين واسرائيل) مثلما ورد في وثيقة الاستقلال التي اعلنها المجلس الوطني الفلسطيني عام 1988 (...) كما أن كتاب التكليف نص بوضوح على الالتزام بقرارات القمم العربية، ومنها القرار العربي المعروف الذي تبنى المبادرة العربية للسلام وفق ما اقترحه خادم الحرمين الشريفين في قمة بيروت العربية عام 2002، وأكدته قمة الخرطوم العربية العام الماضي. وأعتقد أن هذا سيزيل عقبة أساسية في التحرك السياسي الفلسطيني والعربي مع المجتمع الدولي».
وكانت اللجنة الرباعية رحبت في بيان اصدرته ليل الجمعة - السبت باتفاق مكة وتشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية ولكنها شددت في الوقت نفسه على شروطها الثلاثة للاعتراف بأي حكومة فلسطينية وهي نبذ العنف والاعتراف باسرائيل والقبول بالاتفاقات السابقة.
من جهة أخرى، أكدت مصادر ديبلوماسية اجتمعت مع الادارة الأميركية أمس أن واشنطن تدرس امكانية رفع المقاطعة الديبلوماسية عن الوزراء غير المنتمين لـ «حماس» في المرحلة المقبلة تمهيدا لإحراز تقدم على المستوى السياسي.
المصدر: الحياة
إضافة تعليق جديد