سيناريو انهيار دمشق والدور السعودي لملء الفراغ السوري في المنطقة

09-05-2011

سيناريو انهيار دمشق والدور السعودي لملء الفراغ السوري في المنطقة

الجمل: سعى الإسرائيليون خلال الأسابيع الماضية إلى المزيد من التحفظ في التطرق لوقائع الحدث السوري، وفي نفس الوقت القيام بعملية متابعة دقيقة لتطورات هذه الوقائع، وبرغم ذلك برزت خلال اليومين الماضيين، بدايات تفيد لجهة تخلي الخبراء الإسرائيليين عن التحفظ، وفي هذا الخصوص سعى الخبير الإسرائيلي الجنرال مائير داغان رئيس جهاز الموساد الإسرائيلي السابق، لجهة التطرق لتطورات وقائع الحدث السوري: فما الذي تحدث عنه الجنرال مائير داغان. وما هي حقيقة النوايا الإسرائيلية إزاء وقائع الحدث السوري؟مئير داغان
* الإدراك الإسرائيلي المخابراتي للحدث السوري
ظلت سوريا تشكل محور اهتمام أجهزة المخابرات الإسرائيلية، والأمريكية والغربية الأوروبية، وذلك بسبب الدور المركزي الهام الذي ظلت سوريا تلعبه في ضبط وتشكيل التوازنات الجيو ـ سياسية الشرق أوسطية، وذلك لجهة تأثير العامل السوري في توجيه مفاعيل الآتي:
•    متغيرات الصراع العربي ـ الإسرائيلي بكافة مكوناته وملفات قضاياه الأساسية.
•    متغيرات الشعور القومي العربي، بكافة مكوناته وملفات قضاياه المتعلقة بالعمل العربي المشترك، وبناء الهوية القومية، وما شابه ذلك.
•    متغيرات ردع النفوذ الأجنبي على المنطقة.
الاهتمام المخابراتي الإسرائيلي، يركز على فهم تأثير العامل السوري، على النحو الآتي:
•    إخراج سوريا من دائرة الصراع العربي ـ الإسرائيلي، هو السبيل الوحيد لإنهاء هذا الصراع وإلى الأبد، وبالتالي فهو الشرط الموضوعي لجعل إسرائيل تعيش في أمان واطمئنان.
•    إخراج سوريا من دائرة الشعور القومي العربي، هو السبيل الوحيد لإنهاء المشروع القومي العربي، وبالتالي فهو الشرط الموضوعي لتفكيك تماسك المنطقة العربية، وتحويلها إلى كيانات مفككة يمكن إخضاعها بكل سهولة للنفوذ الإسرائيلي.
وتأسيساً على هذه الحقائق، ظلت تشكل اهتمامات الخبراء الإسرائيليين وحلفائهم الأمريكيين إزاء ملف سوريا، والسعي أكثر فأكثر لجهة البحث عن السبيل الأمثل، الذي يتيح لهم ضبط  تأثير العامل السوري بما يمكن أن يؤدي إلى إنهائه تماماً. أو على الأقل إلى تحييد دوره مؤقتاً بما يتيح لاحقاً السيطرة عليه.
* منتدى الجامعة العبرية الإسرائيلية: ماذا قال الجنرال مائير داغان؟
تقول المعلومات، بأن الجنرال مائير داغان، رئيس جهاز الموساد الإسرائيلي السابق، وفي أول ظهور له، تحدث أمام منتدى الجامعة العبرية الإسرائيلية، مقدماً تخميناً لجهة رصد وتقييم تطورات الوقائع الجارية في الحدث السوري، إضافة إلى محاولة توضيح ماهية الموقف الذي يجب على تل أبيب الالتزام به لجهة التعامل مع الحدث السوري وتوجيه تطوراته على النحو الذي يخدم ويعزز المصالح الحيوية الإسرائيلية، وفي هذا الخصوص أشار الجنرال مائير داغان إلى ضرورة أن تسعى تل أبيب إلى توجيه مفاعيل الحدث السوري بما يؤدي إلى إسقاط وتحقيق سيناريو انهيار دمشق، وذلك لأن النتائج التي سوف تحصل عليها إسرائيل وأمريكا، سوف تتضمن الآتي:
•    قطع الإمدادات والدعم عن حزب الله اللبناني وبقية فصائل المقاومة الوطنية اللبنانية. الأمر الذي سوف يؤدي بالضرورة إلى إضعاف خصوم إسرائيل اللبنانيين، وبالتالي يتيح لإسرائيل فرض نفوذها على الساحة اللبنانية.
•    إضعاف تأثير العامل الإيراني في المنطقة، وذلك لأن انقطاع الدعم الإيراني لفصائل المقاومة الوطنية اللبنانية، وفصائل المقاومة الفلسطينية، سوف يجعل من هذه الفصائل عاجزة عن القيام بأي دور سياسي حقيقي في المنطقة.
•    عزل إيران عن بلدان العالم العربي، وذلك لأنه انهيار دمشق سوف يكون بمثابة إغلاق البوابة الدمشقية التي ظلت تنساب عبرها العلاقات العربية ـ الإيرانية.
•    انهيار دمشق سوف يؤدي إلى خلق فراغ، وفي هذه الحالة تستطيع الرياض التقدم بكل سهولة لجهة ملء هذا الفراغ، بما سوف يؤدي بالضرورة إلى صعود قوة السعودية الإقليمية، وهو الأمر الذي سوف يعزز دعم المصالح الأمريكية وبالتالي الإسرائيلية في المنطقة.
•    تعزيز قوة حلفاء محور واشنطن ـ تل أبيب اللبنانيين، وعلى وجه الخصوص أطراف مثلث جعجع ـ الجميل ـ الحريري، بما سوف يؤدي بالضرورة إلى صعود قوة تحالف قوى حركة 14 آذار، وإعادة إنتاج ثقافة ثورة الأرز في لبنان.
•    الحفاظ على نفوذ حلفاء أمريكا وإسرائيل المصريين، وذلك لأن غياب دمشق سوف يجعل خصوم أمريكا وإسرائيل المصريين عملياً بلا حليف في المنطقة، وهذا بدوره سوف يكون كافياً لدعم بقاء حلفاء أمريكا وإسرائيل المصريين في قمة السلطة في مصر.
•    الحفاظ على اتفاقية سلام كامب ديفيد المصرية ـ الإسرائيلية، واتفاقية سلام وادي عربة الأردنية ـ الإسرائيلية، بما يؤدي إلى ترسيخ بقاء وإنفاذ هذه الاتفاقيات بشكل أفضل، وذلك لأن غياب دمشق، سوف يجعل خصوم هذه الاتفاقيات في حالة ضعف عملي بسبب غياب دور دمشق كنقطة ارتكاز إقليمي ظلوا يستندون عليها.
هذا، وتقول التقارير والمعلومات، بأن حديث الجنرال مائير داغان، قد تضمن إشارة إلى أزمة الملف النووي الإيراني، قائلاً بأن استهداف دمشق في الوقت الحالي هو أهم من استهداف إيران، وبالتالي فإن على تل أبيب العمل من أجل استهداف دمشق، وعلى الإسرائيليين الذين ظلوا أكثر اهتماماً باستهداف إيران، عليهم أن يفهموا بأن التفكير في قيام إسرائيل في مثل هذا الوقت باستهداف إيران هو أمر سخيف.
المثير للاهتمام واللافت للانتباه، أن وزير الدفاع الإسرائيلي الجنرال إيهود باراك قد قام على الفور بتوجيه المزيد من الانتقادات ضد حديث الجنرال مائير داغان قائلاً بأن الجنرال داغان ما كان يتوجب عليه أن يكشف هذه الحقائق، وبالتالي، فإن حديثه قد ألحق ضرراً فادحاً بمصالح وتوجهات السياسة الإسرائيلية الحالية.


الجمل: قسم الدراسات والترجمة

التعليقات

مهما سعت السعودية ومن لف لفها - طالما أنها باقية بهذه الذعنية - فلا أعتقد أنها يمكن أن تملاء الفراغ الذي قد يحدثه غياب دمشق عن الساحة الدولية.. طبعاً هنا من افتراض أسوء الأحوال وأبعدها عن التصور أو الحدوث.. وهو غياب دمشق.. وأعتقد أن دمشق وحدها تساوي شبه جزيرة العرب مجتمعة.. فكيف لو انضمت بيروت "الكبرى" إلى دمشق وكذلك القاهرة أيضاً..

ان كيدهم في نحرهم سوريا ابقى واقوى واعظم من ان تهزها تلك الرياح العابرة ستعود سوريا كما كانت واقوى حاضنة للعربة واللمواقف القومية وداعمة للمقاومات الشريفة في ارجاء الوطن العربي وستبقى مخرز في عيون الحاقدين ممن يدعون انهم معارضين ويلصقون التهم الحاقدة على سوريا وقائدها الدكتور الاصلاحي الديمقراطي بشار الاسد لا لن تركع امة قائدها الدكتور بشار الاسد

ان قلعة الصمود السورية =قائد عظيم +شعب مؤمن صامد+جيش لايقهر فمهما تكالب الأعداء في الخارج و بعض أقزام لبنان و الحثالة في الداخل فلن يؤثرو على هذه القلعة

مشكلة السعودية والخليج بشكل عام ، أنهم لايفهمون ولا يعون تركيبة المجتمع السوري ، وهم أغبى من أن بفهموا الأختلاف الكبير والكلي والجذري بين بيئة الجزيرة العربية وبيئة بلاد الشام ، فتربة أرضنا خصبة مهما أشتد الجفاف على عكس تربتهم تماما .. نحن في بيئة متعددة الأطياف ولسنا مثلهم ذات قطب واحد ، فيروحوا يخيطوا بغير هالمسلة ، نحن شعبنا شعب الوعي والكرامة والتمسك بالأرض والعرض ، لسنا شعب الدشداشة والعقال والنفط والدولار .. لن تهزنا قيد أنملة لا سيناريوهات ولاعقوبات من المتدخلين فيما لايعنيهم ، فقد مررنا قبل سنوات بضغوطات ومؤامرات أكثر ، وخرجنا منها أقوى مما كنا ، فمن شرب من ماء البحر ما أهون عليه الشرب من الساقية .

قسم الدراسات والترجمة = البرنامج الإذاعي ظواهر مدهشة خيال و أوهام

عب التاريخ لم تستطع أي دولة في العالم أن تحل محل سوريا العظيمة باولادها و أرضها الخيرة فلقد استطاعت أن تهذب البدو و تغوهو عقولهم و خيالهم ، ولن يستيطع اي قائد أن ينال المحبة التي ينالها الدكتور بشار الاسد في نفوس شعبه لأن هذا الحب قائم على الاحترام و التقدير و الفهم المتبادل و لكونه يعمل لرفعة و عزة الشعب السوري و لم يكتسب شرعيته من مجلس ديني اساسه تبدل المصالح و لا من غرب يتمسك بعملائه كما في دول الخليج بل اكتسب شرعيته من مواطني بلده، و المثل العربي أبلغ من قال لايستطيع الضبع أن يملء فراغ الأسد و لو استئسد

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...