شاؤول موفاز في واشنطن لتقويض دعوات السلام مع سورية

12-06-2007

شاؤول موفاز في واشنطن لتقويض دعوات السلام مع سورية

الجمل:      دار في العاصمة الأمريكية واشنطن الحوار والنقاش بين الإدارة الأمريكية، ووزير النقل الإسرائيلي الجنرال شاؤول موفاز، الذي تقلد سابقاً منصب وزير الدفاع الإسرائيلي.
النقاش والحوار مع الجنرال شاؤول موفاز، شارك فيه من جانب الإدارة الأمريكية: وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس، نائب وزير الخارجية نيكولاس بورنس. وقد شدد الجانب الأمريكي على ضرورة عدم إجراء المحادثات بين سوريا وإسرائيل.
تحدث سبان ماكورماك، الناطق باسم الخارجية الأمريكية، قائلاً: (نحن لا نقوم بإدارة السياسة الخارجية الإسرائيلية، ولكن دعونا نلقى نظرة على سلوك سورية خلال الفترة القريبة الماضية، فأنا أعتقد فعلاً بأنكم سوف تجدون عدة مؤشرات تكشف فيها سورية لسائر العالم بأنها مهتمة بلعب دور بناء وإيجابي في محاولة جعل المنطقة أكثر سلاماً وأمناً..) وقد اتهم ماكورماك سورية بمواصلة دعم الجماعات الإرهابية في لبنان والأراضي الفلسطينية وأشار إلى روابطها مع إيران.
وأشار تحليل كريس مارسدين، الذي نشره موقع وليد سوشياليست ويب سايت الالكتروني إلى أن ايهود أولمرت رئيس الوزراء الإسرائيلي قد شدد على أن إسرائيل ترغب في السلام مع سورية وأنها قلقة من أن تؤدي الحسابات الخاطئة إلى الحرب. وقال بأنه غير مقتنع بإجراء حوار مباشر مع سورية دون شروط مسبقة.
كذلك أشارت صحيفة يديعوت أحرونوت إلى أن أولمرت قد قام بإعداد رسالة سرية الى سورية تقترح بأن إسرائيل سوف تعيد الجولان مقابل السلام الشامل الدائم بما معناه أن تقوم سورية بقطع روابطها مع إيران وحزب الله اللبناني والمنظمات الفلسطينية والتوقف عن دعم الإرهاب.
حالياً ليس لأولمرت وزير دفاع فاعل في منصبه، وذلك لأن عامير بيريتس سوف يتم إعفاؤه من منصب قيادة حزب العمل، واستبداله برئيس الوزراء السابق ايهود باراك، أو برئيس جهاز الشين بيت السابق الأدميرال المتقاعد عامي إيعالون.
في اجتماع مجلس الأمن المصغر، زعم اولمرت –دون أي دليل- بأن سورية قد رفضت مطالبته بإجراء محادثات السلام، ومع أن وزير الخارجية السوري وليد المعلم تحدث الأسبوع الماضي لصحيفة الغارديان البريطانية بأن دمشق مستعدة لاستئناف محادثات السلام مع إسرائيل القائمة على أساس مبدأ الأرض مقابل السلام، وبكل أسف فقد تلقينا إشارات عديدة من الرأي العام الإسرائيلي، ولكننا لم نجد استعداداً وجاهزية رسمية).
يقول المحلل كريس مارسدين، بأنه مهما كانت نوايا أولمرت الحقيقية –أو بالفعل مقصده النهائي- فأولمرت يمضي متجاوباً مع  إمكانية الاحتمال الحقيقي للحرب.
إن ملاحظاته تعني في جزء منها انه يمضي في اتجاه استرضاء النخبة الحاكمة الإسرائيلية التي تطالب بالجهد المنسق في التعامل مع سورية، بحيث يتم استخدام مخاطر الجيش والدبلوماسية بمثابة الـ(عصا) ومرتفعات الجولان بمثابة الـ(جزرة)، وذلك من أجل إبعاد سورية عن إيران العدو الرئيسي، إضافة إلى أنها تؤدي إلى عزل حزب الله اللبناني وإضعاف حركة حماس.
الأطراف الإسرائيلية المؤيدة للتفاوض مع سوريا، هي: عامير بيريتس والذي يقال بأن (المحادثات مع سورية سوف تؤدي إلى تغيير كل توازنات المنطقة)، كذلك هناك مائير شيتريبت أحد زعماء كاديما، وبينيامين بن اليعازر من زعماء حزب العمل.
على الجانب الآخر الذي يعارض إجراء أي محادثات أو مفاوضات مع سوريا، ويطالبون بأن تقوم إسرائيل بالتحضير للصراع العسكري المفتوح، نجد: بنيامين نتنياهو زعيم الليكود، ومن أبرز أقواله:
- حول الانسحاب من الضفة الغربية قال: (إن الانسحاب من يهود والسامرا سوف يعرض إسرائيل لخطر الفناء والعدم).
- حول حرب 1967م (لقد حولت إسرائيل من بلد ضعيف غير فعال وهش كان وجوده موضع التساؤل والشك، إلى دولة من غير الممكن هزيمتها).
- حول مرتفعات الجولان (طوال ما نحن موجودون في هذه الجبال، فسوف لن يقارعنا أحد).
- أما في إجابته على السؤال المتعلق باتفاق السلام مع سوريا وفائدته، فقد قال بنيامين نتنياهو (إنه قطعة من ورق!)..
كذلك هناك أفيغدور ليبرمان زعيم حزب إسرائيل بيتنا، الذي أعلن بوضوح معارضته لأي انسحاب من الجولان، حتى لو كان انسحاباً جزئياً، إضافة إلى وزراء حركة شاس في الحكومة الإسرائيلية إيلي بيشاي، ويتسحاق كوهين.
تجدر الإشارة إلى أن الخلافات بين الجانبين تطورت ضمن السياق العملي الخاص بالتحضيرات السياسية والعسكرية المتقدمة استعداداً للحرب ضد سورية، والتي أصبح البعض يتكهن باحتمال حدوثها هذا الصيف.
أشار تقرير استخباري إسرائيلي إلى أن سوريا وإيران وحزب الله ينسقون لتشكيل جبهة مشتركة تحضيراً للحرب في هذا الصيف، وأشار التقرير أيضاً إلى أن سوريا تقوم بحشد قدراتها من الأسلحة والصواريخ المتطورة الروسية، ومن بين التجهيزات مركز قيادة صاروخية تحت الأرض قادرة على ضرب أي مكان في إسرائيل.
إن الجانب المعلن في زيارة شاؤول موفاز لواشنطن المعلنة كانت حول المشاورات مع الإدارة الأمريكية.. وبالفعل تمت هذه الزيارة المعلنة، بمقابلته لوزيرة الخارجية الأمريكية ونائبها، أما الجانب غير المعلن في هذه الزيارة، فلم يتضح حتى الآن، ولكن المحلل كريس مارسدين أشار إلى أن موفاز قد أشار مجدداً إلى أن التشديد في إسرائيل سوف يكون على إعطاء الأولوية الكبرى لبناء السلام مع الفلسطينيين.. وعندما طرح عليه سؤال حول إمكانية إحياء جهود السلام مع سورية، قال حصراً (أولويتنا الأولى يجب أن تكون النقاشات مع الفلسطينيين).. وأضاف بتشدد قائلاً: (حزب الله سوف لن يغادر جنوب لبنان، وتسلحه بالصواريخ يمكن أن يضرب وسط وجنوب إسرائيل).
وعموماً: إن زيارة موفاز وتصريحاته المتشددة في واشنطن، والحديث الكاذب الذي طرحه ايهود أولمرت أمام مجلس الوزراء الإسرائيلي الأمني المصغر، والذي أشار فيه إلى أن السوريين لم يستجيبوا لطلبه بإجراء مفاوضات السلام.. والمعلومات التي لمحت بتحركات وزير الدفاع الإسرائيلي السابق موفاز في واشنطن، إضافة إلى التحليلات الصحفية الواردة في بعض المواقع الالكترونية تشير إلى أن الإسرائيليين يقومون حالياً بعملية بناء الذرائع لتقويض جهود السلام والانخراط في مسيرة الحرب الشرق أوسطية الواسعة.

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...