شاليط في إسرائيل الثلاثاء وسعدات والبرغوثي باقيان في الأسر

13-10-2011

شاليط في إسرائيل الثلاثاء وسعدات والبرغوثي باقيان في الأسر

1027 أسيراً فلسطينياً مقابل جلعاد شاليط. صفقة تبادل الأسرى التي توصلت إليها «حماس» مع إسرائيل هي واحدة من أهم الصفقات بين إسرائيل والجانب الفلسطيني، وتذكّر بصفقة التبادل «الإشكالية»، من ناحية تل أبيب، مع الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ــــ القيادة العامة عام 1985، والتي جرى بموجبها تحرير 1150 أسيراً. وكما هو متوقع، سلّطت وسائل الإعلام الإسرائيلية الضوء على بعض التنازلات من جانب «حماس»، والتي تتطلبها عادة تكتيكات مفاوضات التبادل، في محاولة من إسرائيل للتخفيف من وقع الصفقة، خاصةً أنها تشمل عدداً كبيراً من الأسرى الموصوفين إسرائيلياً بـ«الوزن الثقيل».
وقال رئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك)، يورام كوهين، إن صفقة تبادل الأسرى التي جرى التوصل إليها «لا تشمل إطلاق سراح عدد من كبار المسؤولين في الحركة»، مشيراً إلى أن «مسؤولي حماس في الضفة الغربية الذين كانوا يقفون على رأس جهازها العسكري، مثل عبد الله البرغوثي وإبراهيم حامد وعباس السيد وآخرين، سيبقون في السجن، ولن يطلق سراحهم». كذلك أوضح كوهين أن «الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أحمد سعدات، وعضو اللجنة المركزية في حركة فتح مروان البرغوثي، لم يجر ضمّهما إلى الصفقة، وسيبقيان في السجن».
مع ذلك، أكد كوهين أنه في موازاة إطلاق جلعاد شاليط، المتوقع أن يصل إلى إسرائيل الثلاثاء بحسب ما أورد التلفزيون، تشمل الصفقة في مرحلتها الأولى إطلاق «479 أسيراً أمنياً فلسطينياً»، لافتاً إلى أن «من بين الأسرى الذين سيحررون في هذه المرحلة 279 محكوماً بالسجن مدى الحياة، و110 أسرى يطلق سراحهم إلى مدنهم في الضفة الغربية وشرق القدس، من بينهم 55 من حركة حماس، والبقية من حركة فتح ومنظمات فلسطينية أخرى».
وذكرت صحيفة «هآرتس»، أمس، أن 131 أسيراً من سكان قطاع غزة سيتحررون إلى القطاع، بما يشمل مسؤولين رفيعي المستوى من حركة حماس. أما الأسرى الـ203 من الضفة الغربية، فيبعدون إلى خارجها، ويتوزعون بين 40 أسيراً إلى خارج فلسطين، والباقي إلى قطاع غزة، على أن يسمح لـ18 أسيراً من بينهم بالعودة إلى الضفة الغربية بعد عام واحد، فيما يسمح لـ18 أسيراً آخرين بالعودة أيضاً، بعد مرور ثلاث سنوات.
البند الأكثر دلالة في الصفقة، بحسب «هآرتس»، هو بند إطلاق ستة أسرى من فلسطينيي أراضي عام 1948، مسجونين منذ فترة طويلة جداً، على أن يسمح لهم بالعودة إلى منازلهم داخل فلسطين، إضافةً أيضاً إلى إطلاق سراح 27 أسيرة فلسطينية، على أن يجري نفي كل من الأسيرتين أحلام التميمي وآمنة منى إلى غزة والأردن، فيما يسمح للأسيرات الأخريات بالبقاء في فلسطين.
وقال رئيس الشاباك يورام كوهين إن «إسرائيل لم تعط مسؤولي حماس أي تعهّد بأنها لن تمسّهم بعد تحريرهم»، مع ذلك، أكد أن «نصف المحررين إلى الضفة الغربية، أي حوالى خمسين أسيراً، سيكونون تحت قيود أمنية مشددة، ويمنع عليهم الخروج من المدن حيث يسكنون». وأشار إلى أن «حركة حماس وافقت ابتداءً من شهر تموز الماضي على تليين حدّة مواقفها»، وأكد أيضاً أن «جهاز الشاباك أيّد الصفقة لكونه لم يكن لدينا أيّ سبيل آخر لتحرير شاليط من خلال عملية عسكرية»، مضيفاً أنه «لم يكن لدينا من مناص سوى تأييد الصفقة، رغم أنها ليست جيدة. فإذا كنا نريد إعادة شاليط إلى البلاد، فهذا هو الأسلوب الوحيد لإعادته».
وقال كوهين إن «الانتظار فترة إضافية أطول ما كان سيمكّن إسرائيل من الوصول إلى صفقة أفضل». وأضاف: «حماس اضطرت إلى تلطيف حدّة مواقفها بالتوازي مع الموقف الإسرائيلي. فما يحصل في سوريا خلق عدم استقرار وحاجة (من حماس) إلى إسناد مصري، كذلك فإن الضغط على الأسرى (من قبل إسرائيل) أوجد أيضاً أثراً معيناً».
من جهته، قال رئيس طاقم المفاوضات الإسرائيلي في صفقة التبادل، دافيد ميدان، إن «المهمة ستُستكمل عندما يعود جلعاد الى إلبيت، ونحن نعدّ الترتيبات لعودته، وقريباً سأتوجه إلى مصر مع الطاقم من أجل الإعداد لذلك، وحينها فقط يمكننا الاحتفال»، مضيفاً «حالياً ما زلنا في سياق العملية الإجرائية». ونقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن ميدان قوله، خلال لقائه أمس بالرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز، إن «المهمة لم تنجز بعد، والصفقة معقدة جداً».
وكانت الناطقة باسم مصلحة السجون الإسرائيلية، سيفان وايزمن، قد أعلنت أن قائمة أسماء المعتقلين الفلسطينيين المشمولين بصفقة تبادل الأسرى لن تنشر قبل يوم الجمعة أو الأحد المقبلين، مشيرةً إلى أن «ممثلي مصلحة السجون ووزارة العدل والأمن الداخلي يدقّقون في أسماء السجناء»، فيما قال الناطق باسم وزارة العدل الإسرائيلية، موشيه كوهين، «نعمل على إنهاء قائمة السجناء الذين سيفرج عنهم في المرحلة الأولى من صفقة التبادل». وفي السياق، امتدح الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز ما سمّاه دور الحكومة التركية في صفقة التبادل بين إسرائيل وحماس، وقال إن «موقف حكومة تركيا مثّل مفاجأة لطيفة بالنسبة إلي، إذ أبلغوني أنهم وضعوا كل شيء جانباً، وفضّلوا الجانب الإنساني على الجانب السياسي». وأضاف إن «ما عُمل جاء جرّاء تعليمات أصدرها رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان، الذي أمر أجهزة الاستخبارات لديه بالتعاون مع الاستخبارات الإسرائيلية من أجل التوصل إلى الصفقة». وقال إن «الإفراج عن شاليط هو ثمرة جهد فريد من نوعه في العلاقات الدولية والعلاقات بين الأشخاص».
وكانت معلومات قد أفادت بأن رئيس المكتب السياسي لـ«حماس»، خالد مشعل، اتصل بوزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو لإطلاعه على تفاصيل الصفقة قبل التوقيع عليها.

يحيى دبوق- الأخبار

تاريخ صفقات تبادل الأسرى
منذ قيام دولة إسرائيل في عام 1948، جرت عشرات عمليات التبادل بين الجانبين العربي والإسرائيلي، إلا أن أكثرها حضوراً في الذاكرة، تلك التي جرت بعد اجتياح عام 1982

وفي ما يأتي أبرزها:
* عام 1983، جرت عملية تبادل بين حركة فتح وإسرائيل التي أطلقت بموجبها سراح جميع معتقلي معتقل أنصار في الجنوب اللبناني البالغ عددهم نحو (4700) معتقل و (65) أسيراً من السجون الإسرائيلية، مقابل إطلاق سراح ستة جنود إسرائيليين من قوات (الناحال) الخاصة.
* عام 1985، جرت عملية تبادل بين الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ـــــ القيادة العامة وإسرائيل التي أطلقت بموجبها سراح 1150 أسيراً، مقابل الإفراج عن ثلاثة جنود إسرائيليين.
* عام 1991، أطلقت إسرائيل سراح 76 أسيراً من معتقل الخيام، على مرحلتين، مقابل الكشف عن مصير جندييها الأسيرين لدى حزب الله، اللذين تبين حينها أنهما قتيلان.
* عام 1996، جرت عملية تبادل بين حزب الله وإسرائيل التي أطلقت بموجبها سراح 45 أسيراً من معتقل الخيام، مقابل جثة جنديين إسرائيليين أسرهما حزب الله في 16 شباط 1986.
* عام 1997، جرت عملية تبادل بين الحكومة الأردنية، وإسرائيل التي أطلقت بموجبها سراح الشيخ أحمد ياسين، ومرافقين اثنين، مقابل إطلاق سراح رجلي الموساد اللذين اعتقلتهما قوات الأمن الأردنية بعد محاولة اغتيال فاشلة لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل.
* عام 1998، جرت عملية تبادل بين حزب الله وإسرائيل التي أطلقت خلالها سراح 60 أسيراً لبنانياً (بينهم 10 معتقلين كانوا محتجزين في السجون الإسرائيلية والـ50 الآخرون كانوا في معتقل سجن الخيام)، إضافة إلى جثامين 38 مقاوماً، مقابل رفات رقيب إسرائيلي قتل خلال عملية أنصارية التي أُبيدت في خلالها وحدة الكوماندوس في سلاح البحرية الإسرائيلية، الشييطت.
* عام 2004، جرت عملية تبادل بين حزب الله وإسرائيل، التي أطلقت خلالها سراح 400 أسير فلسطيني و23 لبنانياً، بينهم القياديان مصطفى الديراني والشيخ عبد الكريم عبيد، وخمسة سوريين وثلاثة مغاربة وثلاثة سودانيين وليبي واحد، وألماني، إضافة إلى رفات تسعة وخمسين مواطناً لبنانياً، في مقابل ثلاث جثث لجنود إسرائيليين أُسروا في مزارع شبعا عام 2000.
* عام 2008، جرت عملية تبادل الأسرى بين حزب الله وإسرائيل التي أطلقت بموجبها سراح عميد الأسرى العرب سمير القنطار وثلاثة أسرى لحزب الله أُسروا خلال حرب
تموز 2006، وإعادة رفات المئات من الشهداء الفلسطينيين واللبنانيين، إضافة إلى إطلاق سراح عدد من الأسرى الفلسطينيين، مقابل جثتي جنديين إسرائيليين أُسرا في 12 تموز 2006.
هذا ومن الجدير الإشارة إلى عشرات عمليات تبادل الأسرى التي جرت بين الجانبين العربي والإسرائيلي طوال العقود الفاصلة بين عام 1948 وعام 1982.

المصدر: الأخبار

التعليقات

كما نظن أن توقيت الصفقة ليس بريء الصراع الشيعي السني الذي عمرة 1400 سنة سيتحول قريباً إلى جنون كلي ستحترق المنطقة بنارة تكلمنا كثيراً عن الموضوع لكن لا أحد يريد أن يفهم لماذا منذ سنوات لم تقبل اسرائيل بأقل من هذه الصفقة الوقت لم يكن مناسب تقوية التيارات السلفية السنية الآن ضرورة و الباقي لفهمكم

كما نظن أن توقيت الصفقة ليس بريء الصرع الشيعي السني الذي عمرة 1400 سنة سيتحول قريباً إلى جنون كلي ستحترق المنطقة بنارة تكلمنا كثيراً عن الموضوع لكن لا أحد يريد أن يفهم لماذا منذ سنوات لم تقبل اسرائيل بأقل من هذه الصفقة الوقت لم يكن مناسب تقوية التيارات السلفية ال**** الآن ضرورة و الباقي لفهمكم

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...