طالبان تتهم "بلاكووتر" بتنفيذ تفجيرات ضد مدنيين في بيشاور
أقرت حركة طالبان الباكستانية بمسؤوليتها عن بعض الهجمات التي تعرضت لها مدن البلاد، على وجه الخصوص مدينة بيشاور، التي تخوض القوى الأمنية الباكستانية معارك في محيطها لطرد المسلحين المتشددين.
غير أن الحركة نفت ضلوعها في مجموعة من هذه الهجمات، ملقية باللائمة فيها على أجهزة الاستخبارات الباكستانية التي قالت إنها نفذتها بهدف ضرب "التعاطف الشعبي" مع المسلحين، كما اتهمت شركة "بلاكووتر" الأمنية الأمريكية بالوقوف خلفها.
وقال عزام طارق، الناطق باسم الحركة، إن الأهداف التي يضربها المسلحون في المدينة "مشروعة دينياً،" وأضاف، في تسجيل تناقلته مواقع يستخدمها المتشددون على الانترنت: "لطالما كانت أهدافنا واضحة، وهي المؤسسات الحكومية التي تدعمها الولايات المتحدة ذات الأيادي الملطخة بدماء شهدائنا،" على حد تعبيره.
ونفى طارق مسؤولية جماعته عن الهجوم الذي استهدف الجامعة الإسلامية في إسلام أباد، والانفجار الذي أوقع أكثر من مائة قتيل في سوق مزدحمة ببيشاور في 28 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، متهماً السلطات الباكستانية بتدبيرهما.
وأوضح بالقول: "أرغب في أن أُعلم العالم الإسلامي، وخاصة باكستان، أن الهجمات التي تستهدف المدنيين ليست من تنفيذ المجاهدين، بل هي من عمل أجهزة الاستخبارات السرية الباكستانية وشركة بلاكووتر" في إشارة للشركة الأمنية الأمريكية التي تورطت بقضية قتل مدنيين عراقيين في ساحة النسور ببغداد، وبدلت بعد ذلك اسمها إلى "زي."
من جهتها، ردت شركة "زي" على لسان الناطقة باسمها، ستيسي ديلوك، التي قالت إن شركتها "لا تتواجد على الأراضي الباكستانية وليس لديها عقود مع حكومة إسلام أباد."
وكان مسلسل التفجيرات الانتحارية قد تواصل في بيشاور الاثنين، واستمر معه سقوط القتلى، في تصعيد غير مسبوق.
ففي هجوم انتحاري بسيارة مفخخة بالقرب من بودهير في بيشاور، لقي ستة أشخاص مصرعهم الاثنين، وأصيب ما لا يقل عن 25 آخرين بجروح، وفق مسؤولين.
وقال مفوض الشرطة في بيشاور، عليم شينواري، إن جميع قتلى التفجير الانتحاري هم من المدنيين.
من جانبه، قال مسؤول التنسيق في المقاطعة، شهيبزادة أنيس خان، إن السيارة المفخخة كانت محملة بنحو 250 كيلوغراماً من المواد المتفجرة.
وأوضح أن الانتحاري كان يستهدف مركزاً للشرطة، غير أنها انفجرت بجوار جدار ملاصق لمسجد قرب مركز الشرطة، ما أدى إلى انهيار المسجد، وجانب من مركز الشرطة وعدد من المحلات والمباني بالقرب من منطقة الانفجار.
يشار إلى أن بيشاور هي حاضرة محافظة شمالي وزيرستان، وشهدت في الأيام الأخيرة سلسلة من التفجيرات، حيث يقول مسؤولون في جهاز الاستخبارات، إنها تأتي رداً على العمليات العسكرية التي ينفذها الجيش ضد مسلحي طالبان في المنطقة المحاذية للحدود الأفغانية.
وتبعد بيشاور نحو 120 كيلومتراً عن العاصمة الباكستانية إسلام اباد.
وكان انفجار عنيف قد هزّ المدينة نفسها السبت ما أدى إلى سقوط 11 قتيلا و26 جريحا في التفجيرات التي بدأت منذ الجمعة.
وقال مسؤول في الإدارة المحلية إن من بين القتلى ثلاثة أطفال وثلاث نساء، وشرطي، وأربعة رجال آخرين، في التفجير الذي وقع قرب نقطة تفتيش أمنية في حي بوشتاخارى.
والجمعة، لقي 17 شخصاً على الأقل مصرعهم وجرح أكثر من 83 آخرين، عندما انفجرت قنبلتان في بيشاور، وفقا لما أعلنه مسؤولون أمنيون.
يشار إلى أنها ليست المرة الأولى التي يوجه فيها المسلحون المتشددون أصابع الاتهام إلى شركة "بلاكووتر" فقد سبق لمصطفى أبواليزيد، أحد قادة تنظيم القاعدة في باكستان وأفغانستان أن أصدر تسجيلاً وصف فيه تفجيرات بيشاور ب،"العمل الدنيء" متهماً الشركة الأمريكية بالوقف خلفها.
المصدر: CNN
إضافة تعليق جديد