عدد من المسلحين يسلمون أنفسهم من بينهم ضابط فار في إدلب واغتيالات إرهابية مستمرة
بصورة لا تخالف التوقعات، وفي وقت واصل فيه المراقبون الدوليون جولاتهم في المدن السورية، تصاعدت عمليات الاغتيال والقنص والتفجير التي تقوم بها مجموعات إرهابية ضد السوريين.
الأذرع الإرهابية التي تتحرك في الداخل السوري، لا تزال تتمتع بغطاء غربي وعربي، وكذلك من بعض الأطراف الإقليمية، سواء عبر المواقف السياسية التي تتعمد التضليل وتشويه الحقائق، أو عبر ممارسة أنواع أخرى من الضغوط.
وفي آخر حلقات التعمية الأوروبية على حقيقة الأوضاع في سورية، فرض الاتحاد الأوروبي الحزمة 15 من العقوبات يبدأ سريانها اليوم، تشمل «مؤسستين وثلاثة أشخاص» بقرار تجميد الأرصدة وحظر السفر، وفي مفارقة على الطراز الأوروبي، ترافق قرار العقوبات مع الإعلان «أن خطة أنان هي أفضل طريقة في الوقت الراهن لحل الأزمة» في سورية!
القرار الأوروبي، بحسب مراقبين، يحمل في طياته هدفاً واحداً، هو مواصلة إمداد الإرهابيين بالمساعدة عبر الضغط الاقتصادي على الدولة السورية.
وسواء عبر التصعيد الميداني من قبل المجموعات الإرهابية، أو عبر محاولات إنهاك الاقتصاد السوري، تبدو مساعي إفشال خطة المبعوث الدولي كوفي أنان متواصلة.
تصريحات المتنبئ السعودي سعود الفيصل أمس عن أن «الآمال بنجاح المهمة تتناقص» لا تخرج عن هذا السياق وعن الدور السعودي المتناغم مع أهداف واشنطن وتل أبيب لتدمير سورية المقاومة.
وفي مقابل هذه المساعي، أكدت سورية أمس على لسان نائب وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد أنها ملتزمة بالقرارات الدولية ذات الصلة بخطة المبعوث الدولي لأنها تريد لهذه البعثة أن تكشف الحقيقة بحيادية وموضوعية، وأنها تقدم تسهيلات غير مسبوقة لبعثة المراقبين.
ولفت المقداد خلال لقائه وفداً إعلامياً وأكاديمياً روسياً أن عناصر الجيش وقوات حفظ النظام والمواطنين هم الذين يتعرضون للعمليات الإرهابية. في الغضون، أكدت موسكو أنها ستحبط أي قرارات في مجلس الأمن تتيح تدخلاً عسكرياً في سورية، مؤكدة أن تنظيم القاعدة يقف خلف الاعتداءات الإرهابية التي شهدتها سورية خلال الأيام الماضية.
جاء ذلك في حين عززت الصين حضورها داخل البعثة الدولية بستة مراقبين عسكريين محترفين ليصل عدد المراقبين العاملين في سورية حالياً إلى 243 مراقباً.
في الغضون، قامت مجموعة إرهابية اغتيال عبد العزيز رشيد الهفل أحد شيوخ عشيرة العكيدات وولده وسائقه، وذلك بالتزامن مع وصول فريق المراقبين المؤلف من 17 مراقباً إلى المدينة الذين قاموا بمعاينة موقع الاغتيال.
اغتيالات متزامنة حدثت أيضاً في جوبر بريف دمشق وفي درعا، راح ضحيتها ضابطان أحدهما برتية عقيد والآخر برتبة مقدم.
وفي حماة، يتجه الوضع الأمني في مدينة حماة إلى التدهور جراء تصعيد المجموعات الإرهابية المسلحة أعمالها العدوانية على عناصر حفظ النظام والمدنيين. حيث استهدفت المجموعات المسلحة أمس عناصر شرطة المرور، كما أطلق مسلحون النار على عناصر حفظ النظام في أكثر من موقع.
ويزداد الوضع سوءاً في ريف المحافظة، وتحديداً الشمالي حيث استهدفت مجموعة إرهابية مسلحة، دوريات لحفظ النظام بالكمائن المسلحة والعبوات الناسفة ما أدى إلى استشهاد نقيب وعنصري شرطة وإصابة 16 عنصراً آخرين.
أما المراقبون الدوليون فقد جالوا على المواقع التي تعرضت لاعتداءات المجموعات الإرهابية، قبل أن يلتقوا المحافظ ويعبروا له عن «قلقهم» من تزايد العنف في المحافظة.
وفي حمص واصل أعضاء الوفد الأممي جولته أمس على الأحياء القديمة في المدينة وحي الخالدية وناحية تلبيسة، في الوقت الذي صعدت فيه المجموعات الإرهابية من أعمالها الإجرامية مستهدفةً الحواجز العسكرية والمفارز الأمنية في منطقة الرستن وتلبيسة بكل أنواع الأسلحة عدة ساعات ما أسفر عن استشهاد وإصابة عدد من العسكريين.
في هذه الأثناء، قام عدد ممن تورطوا بالأحداث بتسليم أنفسهم للسلطات المختصة في عدة محافظات من بينهم الضابط الفار الملازم أول خالد محمد عبد اللـه الشيخ وهو أبن أخي الضابط الفار مصطفى الشيخ وحسب معلومات خاصة فإن الملازم أول يملك معلومات مهمة جداً سيزود بها الأجهزة المختصة السورية حول تحركات عمه.
كذلك سلم 192 شخصاً أنفسهم مع أسلحتهم إلى الجهات المختصة في حماة وطرطوس.
المصدر: الوطن
إضافة تعليق جديد