عراقي المولد سعودي الجنسية.. «الرجل المفتاحي» جند ثلث عناصر تنظيم داعش
كشفت مواقع إلكترونية معارضة هوية «الرجل المفتاحي» الذي جند ثلث عناصر تنظيم داعش المدرج على اللائحة الدولية للتنظيمات الإرهابية في سنتين، وذلك من خلال 18 ألف وثيقة، حيث يتكرر اسم «أبو محمد الشمالي» عراقي المولد، سعودي الجنسية، منها 6500 مرة في تلك الوثائق، بوصفه «الواسطة» لقدوم المقاتلين.
وحسب موقع «زمان الوصل» الإلكتروني المعارض، فإن ثمن رأس «الشمالي» يساوي نصف رأس زعيم التنظيم «أبو بكر البغدادي»، وقيمة رأس وزير الدعاية في التنظيم «أبو محمد العدناني» في ميزان الولايات المتحدة، حيث خصصت للقبض عليه أو الإدلاء بمعلومات عنه مبلغاً يعادل 5 ملايين دولار.
ويتكرر اسم «الشمالي» نحو 6 آلاف و500 مرة في الأرشيف الضخم الخاص بتنظيم داعش، فـ«الشمالي» يمثل «الرجل المفتاحي» في استقطاب وتجنيد آلاف العناصر وإرسالهم للالتحاق بالتنظيم، حسب الموقع.
وتعرّف الولايات المتحدة «الشمالي» بأنه «رئيس حدود الدولة الإسلامية في العراق والشام»، لكن مهمة الرجل تبدو أخطر وأهم بالنسبة لتنظيم يراهن في المقام الأول على اجتذاب مزيد من المقاتلين من مختلف الجنسيات والمناطق، ليسبغ على نفسه صفة العالمية.
ولاشك أن اختيار البغدادي لـ«طراد محمد الجربا» الملقب بـ«أبو محمد الشمالي» ليكون المسؤول عن «الإدارة العامة للحدود» لم يأت من فراغ، حيث يبدو وبدلالة الوثائق أن لدى «الشمالي» طاقات وخبرات وشبكة علاقات واسعة، تؤهله لأن يحتل هذا المنصب الحساس دون وجود منافس أو منازع له.
وتعني الأرقام التي ورد ذكرها في البداية أن «الشمالي» كان وحده مسؤولاً عن تجنيد أكثر من ثلث العناصر الذين التحقوا بالتنظيم عامي 2013 و2014، وهي الفترة التي يغطيها أرشيف التنظيم، ومثل هذه النسبة كافية للكشف عن دور ومكانة وتأثير «الشمالي» حسب «زمان الوصل».
ولد «الشمالي» في العراق أواخر سبعينات القرن الفائت، ويحمل جنسية سعودية، إذ تؤكد وثائق التنظيم بأن دوره كان يتجاوز بكثير منصبه الرسمي المعروف كمسؤول عن الحدود، ليجمع إلى هذا المنصب ما يمكن تسميته إدارة التجنيد وشؤون العلاقات والتنسيق الخارجي.
وكما أن «الشمالي» ليس له منافس في ميدان الاستقطاب والتجنيد والتنسيق العابر للحدود، فإنه الرجل يحتكر المرتبة الأولى ضمن الأسماء المذكورة في أرشيف التنظيم.
ووفقاً للوثائق أيضاً، فقد نشط «الشمالي» على طول الحدود التركية السورية الممتدة لـ850 كيلو متراً تقريباً، لكن أبرز مقرين له كانا في «إعزاز» و«جرابلس»، ومن هذين المعبرين بالذات دخل آلاف العناصر ليلتحقوا بالتنظيم، بواسطة وتوصية من «الشمالي».
ولا يتميز «الشمالي» بخبراته التجنيدية والتمويلية وعلاقاته الواسعة فحسب، بل يتميز بإصراره الشديد على العيش في الخفاء بعيداً عن أي أضواء أو أنباء، حتى ولو عبر المواقع والحسابات التابعة للتنظيم، إذ لا يكاد يؤثر عن «الشمالي» ظهوره في أي صور أو مقاطع للتنظيم، رغم أن غيره من الشخصيات المؤثرة ظهرت للعلن، وفي مقدمتهم زعيم التنظيم «أبو بكر البغدادي».
المصدر: الوطن+ وكالات
إضافة تعليق جديد