على خطى أردوغان.. قطر v.s "إسرائيل"
سرقت الجلسة الختامية لمؤتمر ميونيخ الأمني الأنظار بعد المواجهة التي حصلت يبن وزير الخارجية القطري، خالد العطية، ووزير الاستخبارات "الإسرائيلي" "يوفال شتاينتز"، والتي أعادت إلى الأذهان مواجهة مماثلة بين الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الذي كان آنذاك رئيسا لوزراء بلاده، مع الرئيس "الإسرائيلي"، "شمعون بيريز"، بمؤتمر دافوس.
المواجهة الجديدة جاءت خلال ندوة حملت عنوان "هل هذه هي نهاية الشرق الأوسط؟" حاول خلالها وزير اخارجية القطري السير على خطى سلفه "اردوغان" الذي ينتمي لحزب العدالة والتنمية التابع لجماعة "الاخوان المسلمين" والتي تعتبر قطر من اكبر الداعمين لها، في محاولة لإعادة الإمارة النفطية إلى واجهة الأحداث وتصدر الموقف عبر "البوابة الإسرائيلية".
وقال "عطية": "إذا سألت طفلة عمرها 6 سنوات في قطاع غزة، فسوف تقول لك إنها شهدت ثلاثة حروب ضروس شنتها "إسرائيل" على القطاع. فهل استطاعت "إسرائيل" أن تقضي على حركة حماس بهذه الحروب؟، بالطبع لا، لأن هذا مستحيل، إذا لا خيار أمام "اسرائيل" إلا الحوار مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس وحركة حماس".
واشتد النقاش بعدما وجه الوزير "الإسرائيلي" السؤال إلى العطية حول سبب دعم قطر للتنظيمات الإرهابية عوض التركيز على القضاء عليها، وفقا لما ذكرته صحيفة "جيروزالم بوست" العبرية.
ونفى العطية اتهامات وزير شؤون الاستخبارات "الإسرائيلي" لبلاده بدعم "حماس" لشنّ هجمات في "إسرائيل" قائلا: "حماس ليست مجموعة إرهابية، فحماس تمثل جانبين الأول سياسي والآخر اجتماعي، ولديها جانب آخر اضطراري وهو المقاومة.. إذا أنهت "إسرائيل" احتلالها لفلسطين فلن تقاتلها حماس، فحماس تسعى لتحرير وطنها فقط".
المسؤولان القطري و"الاسرائيلي" نشرا بعضاً من "غسيلهما" خلال مؤتمر ميونخ، كلاهما كان على حقّ في اتّهام الآخر، وكلاهما كان على باطلٍ في دفاعه. تقارير استخباراتية عديدة لم تدع مجالاً للشك في عمق تورّط إمارة قطر في دعم التنظيمات الإرهابية، ومحاولتها تأزيم دول المنطقة بشكلٍ عام، أما "اسرائيل" فتاريخها مع الإرهاب مستمر وليس بحاجةٍ لذكر أمثلة.
الموقف القطري كان غريباً، خصوصاً في ظل العلاقات المتينة التي تربط الإمارة بكيان الاحتلال، العلاقات المسماة بـ"السرية"، طالما تكشّفت أكثر فأكثر مع ازدياد تشابك المصالح بين الإمارة النفطية و"اسرائيل". موقف "أردوغان" الذي اتخذه قبل سنوات من صديقه "الاسرائيلي" يجعل غرابة الموقف القطري تضمحلّ. كلامٌ مجاني لتبييض صفحة قطر واسترجاع بعض الشعبية، هو كل ما في الأمر.
وكالات
إضافة تعليق جديد