عماد مصطفى: سياستنا الخارجية لم تتغير منذ عقود

23-10-2008

عماد مصطفى: سياستنا الخارجية لم تتغير منذ عقود

قال السفير السوري في واشنطن عماد مصطفى، في حديث شامل مع موقع »سوريا كومنت« رداً على أسئلة وجهها قراء من مختلف الجنسيات، إن إسرائيل تدرك أن »حزب الله« قادر على إلحاق هزيمة أخرى بها، وربط أي علاقة طويلة المدى مع الإدارة الاسرائيلية بـ»خطة إستراتيجية عربية أشمل«، معتبراً أن على الاميركيين »استثمار التقارب« السوري الإيراني من اجل »إيجاد تسويات لكثير« من المسائل الإقليمية.
وسُئل مصطفى عما إذا كان بإمكانه »طمأنة اللبنانيين بأن بلادهم لن تكون مرغمة على دفع ثمن باهظ بسبب ثقافة المقاومة التي ينتهجها حزب الله، بعد أن تبرم سوريا اتفاق سلام مع إسرائيل«. استغرب السفير السؤال وصوبه، فـ»بعض اللبنانيين« فقط هم من »قد يشعرون بالقلق« من خطابات الأمين العام لـ»حزب الله« السيد حسن نصر الله، وإليه »يجب أن يوجهوا أسئلتهم لا إلى مسؤول سوري... أو حتى إلى الأميركيين«، واصفاً بـ»السخيف« القول بأن الحزب ينفذ أوامر تأتي من الخارج.
ولأولئك اللبنانيين الذين لديهم »مشكلة مع ثقافة المقاومة«، ذكّرهم مصطفى بأن »هذه الثقافة تطورت نتيجة عقود من العنف الإسرائيلي المتواصل والمفرط ضد لبنان«. ولأولئك »الذين يصرّون على البقاء في حالة الإنكار والذين يرفضون بأن الحزب شريك في ما يسمونه لبنانهم« حذّرهم مصطفى من أنهم »يتسببون لأنفسهم وللبنانهم بأذى كبير«، وحثهم على »القبول بأن لبنان لجميع مكوناته«. ودعاهم إلى »فتح حوار وطني شامل في ما بينهم«.
وحول ما إذا كانت دمشق قد »نصحت« المقاومة بعدم الثأر من إسرائيل لاغتيالها القيادي الشهيد عماد مغنية، أجاب مصطفى »سوريا لا تقدّم نصائح للحزب... هم يعرفون ما هو الأمثل للمقاومة اللبنانية«، معرباً عن اعتقاده الراسخ بأن »الحزب، الذي نُجلّه بشدة، قادر على الدفاع عن لبنان وإلحاق هزيمة مذلّة أخرى بالآلة العسكرية الإسرائيلية، إذا ما قررت مجدداً الاعتداء على لبنان«، وهـي حقيقة »بسيطة يدركها الإسرائيليون تماماً«.
وحول مفاوضات السلام مع إسرائيل، شرح مصطفى بأن »المقاربة السورية تأتي في إطار المبادرة العربية للسلام. أي أن أي علاقة طويلة المدى مع إسرائيل تأتي حتماً في إطار خطة استراتيجية عربية أشمل«، ستساعد في تحديدها »قدرة إسرائيل على معالجة المسألتين الأكثر صعوبة (في الصراع مع العرب): القدس وحق عودة اللاجئين، إلى جانب إعادة الأراضي المحتلة«، إذاً من »غير المنطقي توقع أن يقيم العرب علاقات دافئة مع إسرائيل فيما هي تواصل احتلالها لأراضيهم وإذلال الفلسطينيين«.
واستنكر مصطفى سؤالاً تحدث عن أن »حلفاء سوريا لا يعترفون بحق إسرائيل بالوجود«، قائلاً إن »معاتبة المحتلة أرضه لعدم الاعتراف بحق المحتل أمر لا أخلاقي، ذلك أشبه بمعاتبة الضحية«، إذ قبل أن تسن إسرائيل شروطها المسبقة »عليها أن تعترف بمعاناة الفلسطينيين«، عليها هي أن تعترف بحقهم في الوجود و»بدولة لهم، مستقلة قابلة للحياة«.
أما الحديث عن أن حلفاء سوريا قد يعارضون مفاوضاتها مع إسرائيل، أو عن إمكان »تخليها« عنهم، فهو بالنسبة لمصطفى »سخيف«، لأن »حلفاءنا يدركون أن أولويتنا الوطنية هي استعادة الجولان المحتل... بأي وسيلة«. وإذا كانت »واشنطن تحتاج أن تخلق شرخاً بين سوريا وإيران مثلاً«، فهي مخطئة، إذ عليها أن »تستثمر علاقتنا القوية بطهران، وأن تدرك أن بإمكاننا إيجاد تسويات لكثير من المسائل في منطقتنا«.
وشدد على أن سياسة بلاده الخارجية »لم تتغير منذ عقود، وهي مرتبطة بشكل وثيق بالتوصل إلى سلام وفق مبدأ الأرض مقابل السلام«، بناء على حدود ٤ حزيران ،١٩٦٧ مذكّراً بأن دمشق أعلنت »مراراً وتكراراً أن خيارها الاستراتيجي هو السلام«، الذي باتت فرصه »نادرة جداً« ويجب عدم »إضاعتها«، وذلك لا يعني »أننا ننقض على أي فرصة«، فبعد ثلاث محاولات سابقة فاشلة »تعلّمنا الدرس«، ولهذا »نقوم بالمفاوضات عبر أصدقائنا الأتراك... لأننا في حال انتقلنا إلى المفاوضات المباشرة نحتاج إلى ضمان أن تكون احتمالات نجاحها أكبر (من سابقاتها). وإذا كان الإسرائيليون مهتمين بالعمـلية لا بالسلام، سيتحملون المسؤولية، معنوياً وسياسياً. والتاريخ سيكون أقسى حكم«. وعما إذا كانت إقامة شرق أوسط خالٍ من النووي أمراً محتملاً، أجاب مصطفى انه »أمر ضروري«، إذ لا يمكن لإسرائيل أن تكون طرفاً في السلام »فيما هي تواصل تخزين أكثر الأسلحة التقليدية تطوراً، إلى جانب أسلحة الدمار الشامل«، وعلى الدولة العبرية »معالجة هذا التناقض«، و»الإذعان للقوانين الدولية«.
واعتبر مصطفى أن مصطلح »متدنية المستوى« الذي استخدمته وزيرة الخارجية الأميركية كوندليسا رايس لوصف العلاقات السورية الأميركية، »لم يعد قائماً«، فرايس هي من »طلبت« لقاء نظيرها السوري وليد المعلم، الذي عقد أيضاً محادثات »معمقة« مع مساعدها ديفيد ولش، الذي تحدّث عن »مصلحة أميركية في نوع من إعادة الحوار مع سوريا«، وعن »اهتمام الأميركيين بالمفاوضات غير المباشرة مع اسرائيل، ونيتهم الانخراط فيها«، متوقعاً أن »نشهد مزيداً من هذه اللقاءات رفيعة المستوى في المستقبل القريب... إلا إذا حُظر ذلك من قبل مراكز قوى داخل إدارة بوش«.

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...