غابوا في أسبوع: انطونيوني ، برغمان ، سيرو ، بنكفست

07-08-2007

غابوا في أسبوع: انطونيوني ، برغمان ، سيرو ، بنكفست

مايكل انجلو انطونيوني، المخرج الايطالي الكبير رحل عن عالمنا بعد ساعات قليلة من رحيل عملاق الفن السابع الآخر انغمار برغمان، ومعهما الممثل الفرنسي ميشال سيرو وقبلهم المصور السينمائي السويدي سفين بنكفيست . كأنهم جميعهم على موعد ملحّ مع الموت. وإذا بدا برغمان عنيفاً في تشريحه معالم الحياة والعيش على التخوم الضائعة بين القسوة والغضب؛ وإذا جعل سيرو حضوره التمثيلي مرآة للسينمائي وأحوال تفكيره، عاملاً على اجتهاد ذهني وانفعالي كي تلتقي الشخصيةُ الصورةَ الموضوعة لها في عقل السينمائي؛ واذ مضى بنكفيست عميقا في البحث عن التعبيرات الضوئية لمعان ومفاهيم سينمائية معقدة ، فإن أنطونيوني، الذي توفي عن أربعة وتسعين عاماً، فهو ذلك الشيء النادر : مفكر يحمل كاميرا. افلامه تدور حول الانفصال بين الرفاهية المادية والفراغ العاطفي  واغلب شخصياته من الاثرياء، والناجحين والاذكياء الذين يشعرون رغم ذلك باستياء جماعي من حياتهم . فكيف اذا تحقق ذاتك؟ والى أي حد يمكنك التكيف مع المجتمع الذي تعيش فيه؟ وبالمقارنة مع كل مخرجي الستينيات كان انطونيوني أفضل من قدم الاغتراب في قالب ساحر، كما منحه شكلا مرئيا مذهلا، بتحديد اماكن الكاميرا لتجعل من كل لقطة تعليقا بليغا على التوتر بين ابطاله وبيئتهم .
أنطونيوني المولود في فيراري في ايطاليا العام 1912، كان احد نقاد مجلة "السينما" ومخرجا تسجيليا ومساعدا لكارنيه في "زوار المساء" قبل ان يقدم فيلمه الروائي الاول "قصة حب" في 1951. وقد عالج في هذا الفيلم وما تلاه من أفلام متاعب الطبقة الوسطى "المنهزمون" 1952 ذلك العمل الغريب الذي تدور احداثه في ثلاثة بلدان مختلفة، و"سيدة بلا زهور كاميليا" 1953عن افول نجم احدى كواكب السينما في محاولة انتحار، و"المحبة" الذي نال جائزة مهرجان فينيسيا 1955.
 ثم "الصرخة" 1957 وهو فيلم بارز عبر عن نبوغ انطونيوني وثبات قدمه في مجال الاخراج كواحد من فناني روما الكبار الجدد ، لقد كشفت هذه الافلام عن فهم انطونيوني الحاد لموضوع العواطف الشخصية، الا انه مع فيلم "المغامرة" 1960 فحسب اكتمل له اسلوبه المتميز والشديد التفرد، واهتمامه الخاص بهشاشة وزوال العواطف الانسانية الاساسية في العالم الحديث. هذه الاهتمامات تابعها انطونيوني في أفلام تالية، "الليل" 1961وفيه قدم احداث يوم في حياة أحد الكتاب وزوجته، في الوقت الذي يزول فيه الحب والمتعة من حياتهما معا، ازاء الرتابة اليومية ، وشعور الشفقة المتبادل بينهما. اما فيلم "الكسوف" 1962فانه يصف مولد حب أو ما قد يكون سراب حب، لايلبث ان يزول ويمحى عند أول موعد لا يحضر فيه أي من الاثنين ، و"الصحراء الحمراء" - اول فيلم له بالألوان -، الذي فاز بالاسد الذهبي في مهرجان فينيسيا 1964، ولعل الكيفية التي استخدم فيها انطونيوني الالوان على المستوى التجريبي في الفيلم ليعكس حالة القلق والاضطراب النفسي لدى البطلة ولحياتها ضمن بيئة صناعية متجهمة وساحقة، لعل هذه الكيفية أهم ما يستدعي اعجاب المشاهد، والكثير من النقاد نظروا الى تجربة انطونيوني هذه بذهول مفعم بالتقدير . هذه المواضيع المتكررة، لاديمومة الحب ، صعوبة التواصل، سهولة الخيانة، خيانة الشخص لنفسه ولغيره - تسيطر على انطونيوني الى حد الامتلاك... لقد قال : الناس قد عافوا الحب، ولابد من تقدم ما في المواقف الاخلاقية والعاطفية مقابل تقدمنا التكنولوجي.
 " واخرج فيلم " تكبير الصورة " (1966) - الذي اطلق سمعته العالمية الصورة وحاز عند مشاركته في مسابقة مهرجان كان لعام 1967 على الجائزة الذهبية. هذه الجائزة لم تكن التقدير الوحيد للفيلم، فقد نجح الفيلم نجاحا جماهيريا عندما عرض في صالات السينما في أوروبا، إضافة إلى ذلك، استخدمه الكثير من النقاد ومنظري السينما كمثال في أبحاثهم السينمائية. يمتاز الفيلم أيضا بجمال التصوير والألوان وهو أمر برع فيه المخرج أنطونيوني، وبخاصة من حيث استخدام الألوان للدلالة على المعنى. كما يمتاز الفيلم بحيويته وإيقاعه الحي، بالرغم من أن الفيلم يناقش قضية فلسفية في محصلته النهائية.
من ناحية ثانية يمكن اعتبار الفيلم نوعا من التفكير في إمكانية عكس الحقيقة الموضوعية من خلال الصورة الفوتوغرافية أو من خلال السينما نفسها، أي أن الفيلم يضع قدرة السينما على تقديم الحقيقة موضع التساؤل.
وفي السنوات التي تلت قام انطونيوني بتوسيع نطاق تأملاته للمجتمع المعاصر والوجدان المعاصر، فقدم في بريطانيا "انفجار" 1966 حيث تناول بالفحص والاختبار حالة الضجر والقلق التي يعيشها الشباب الجديد الذي فرض نفسه اجتماعيا وثقافيا. وفي 1969 قدم انطونيوني في أميركا رؤية عميقة ضخمة لتصدع .
وتحلل المجتمع الأميركي في فيلم يحمل اسم الموقع الذي جرى فيه التصوير، "زابريسكي بوينت"(1970) وفي "المسافر" 1975 عاود انطونيوني نشاطه وحيويته، من خلال قصة بوليسية عن صحفي يسافر من افريقيا عبر اوروبا لاكتشاف هوية مهرب اسلحة من العالم الثالث. والفيلم ينجح في تقديم حل لعقدة قصته بطريقة تتبدى فيها موهبة انطونيوني الرفيعة في اخراج المشهد في اكمل صوره.
لم يقف أنطونيوني مكتوف اليدين أمام ما حلّ بجسده، إثر تعرّضه لأزمة صحيّة خطرة قبل اثنين وعشرين عاماً. ففي العام 1985، أصيب بشلل نصفي أقعده عن الحركة، ودفعه إلى مزيد من التأمل والصمت والتحليل السوي، من دون أن يُبعده عن الكاميرا التي جعلها تلتقط له أدقّ التفاصيل الإنسانية المستلّة من يوميات الفرد ومأساته وآلامه وخيباته وعزلته وانكساراته. لم يستطع الشلل النصفي أن يقف حائلاً دون استكماله مشروعه السينمائي.
فبمساعدة فيم فيندرز، أنجز في العام 1995 (أي بعد عشرة أعوام على إصابته هذه) "ما وراء الغيوم"؛ وفي العام 2005، وجد أنطونيوني نفسه محاطاً بسينمائيَّين آخرَين هما ستيفن سودربيرغ وونغ كار واي، أخرجا معه فيلماً متوسط الطول بعنوان "إيروس".
كما توفي قبل عدة ايام في السويد احد كبار اساطير الاضاءة السينمائية في العالم، سفين بنكفيست، عن عمر يناهز الثالثة والثمانين. بدت نهايته على نقيض حاد مع بداياته المشرقة، إذ أصيب في آخر أيامه بعجز فادح عن استخدام معاني الكلمات ووضعها في جمل مفيدة. غريب أمر هذا الرجل الذي أمضى حياته في البحث عن التعبيرات الضوئية لمعان ومفاهيم سينمائية معقدة، ثم يفقد هذه الموهبة، فجأة، الى درجة انه خسر الاحساس العميق باللغة ودلالاتها، حياة صاخبة هي نقيض التباشير التي مهدت لموت صامت وخجول لهذا السينمائي الفذ. ومع ذلك، لا يبدو الامر كذلك، فقد خلف ينكفيست وراءه اشياء كثيرة من نفسه، زارعاً موهبته الاستثنائية في اعمال كثيرة، هي نادرة في طبيعتها واضافاتها المشرقة الى الفن السابع، من بينها الفيلم الذي صنعه ، انغمار بيرغمان، "صرخات وهمسات"، في العام 1973، ونال على اثره بنكفيست جائزة الاوسكار كأفضل مصور سينمائي وأفضل اضاءة سينمائية.
اعقب ذلك، فيلم آخر لبيرغمان هو "فاني والاسكندر" في العام 1983، تكفل فيه بنكفيست بمهمة التصوير والاضاءة. وتعزى هذه العلاقة الخاصة بين الرجلين الى العام 1953، عندما عملا معا في فيلم "سوداست وتينسل". ولم يفترقا منذ ذلك التاريخ ابدا، موهبتان فذتان انسجمتا لمصلحة الفن السينمائي واثمرتا اعمالا خالدة بكل المقاييس.
وبقي الاثنان على هذه الحال حتى وفاة انغمار بيرغمان في مطلع الثمانينيات الماضية، لقد نجح هذان المبدعان، في الواقع، في صوغ تاريخ آخر غير مألوف للسينما، خصوصا على مستوى إرساء نمط جديد من التصوير السينمائي الحميم ذي خلفية مشهدية مفعمة باضاءة هي من نسيج الشخصيات وتفاصيلها الانسانية الكبيرة والصغيرة. يقول المخرج السويدي الهام، كارل غوستاف، وهو ابن الراحل بنكفيست، بأن والده كان قادرا على استخدام الاضاءة وتوظيفها في سياق الفضاء البنيوي للسينما، ويضيف انه كان امراً مستحيلا الافادة من هذه التقنية لولا مكتشفات والده على هذا الصعيد. عمل بنكفيست مع مخرجين كبار آخرين، من امثال وودي الن ولاسي هولستروم وسواهما. يذكر ان الفيلم الاخير الذي شارك فيه هو "دعاء الستارة" في العام 1999.
"لم يمر يوم من حياتي إلا وفكرت فيه بالموت" هكذا يقول أنغمار برغمان متأملاً أثناء مقابلة طويلة تشكل العمود الفقري للفيلم الوثائقي " جزيرة برغمان" الذي يكشف بصورة استثنائية الصورة الشخصية الوثائقية لهذا المخرج السويدي في بيته عند جزيرة " فارو" المهجورة في البلطيق.
ويضيف أن رعبه المستمر من الموت تلاشى بعد التخدير لعملية جراحية جعلته يفقد الوعي عدة ساعات. يقول انه تذكر فيما بعد متفكراً إن كان هذا ما يشبه الموت فلا شيء يخاف بعده. حتى ذلك الوقت كان يضمر " خوفاً جنونياً" من الموت صوّره في فيلمه "الختم السابع" وصورة الفارس الذي يلعب الشطرنج مع الموت في هذا الفيلم استقاها من لوحة في كنيسة زارها مع أبيه في "أوبلاند» هاجس الموت كثيراً ما رافق إنغمار برغمان وطيفه يكاد يخيّم على معظم أفلام المعلّم السويدي الذي رحل ، على عتبة التسعين، محَصَّناً بعزلته الأليفة في جزيرة فارو (غوتلاند). يستذكر السيد برغمان زيارته الأولى لهذه الجزيرة النائية، المسطحة، على ضفاف بحر البلطيق عام 1960 لكي يخرج فيلم " عبر المرآة المعتمة" والتي صوّر فيها أكثر من خمسة أفلام بضمنها : "الشخص". يقول انه ومنذ انتقاله إلى هناك في كانون الثاني عام 2004 يقضي أحياناً أياماً دون أن يتكلم إلى أحد، ويضيف أنه قرر أن يمكث هناك بقية أيامه.
وقد وصفه المخرج الأمريكي الشهير وودي ألن، في ذكرى ميلاده السبعين في العام 1988، بأنه "أعظم فنان في مجال صنع الأفلام."
وكان برغمان قد أعلن بعد احتفاله بعيد ميلاده الـ 86، أنه سيتقاعد  العمل المسرحي، مشيراً إلى أن مسرحية "الشبح" لهنريك إيبسن، التي كانت تعرض على المسرح الدرامي الملكي في السويد، ستكون آخر أعماله.
وقال بيرغمان "بعد الشبح قررت ان الوقت حان للمغادرة، لا أريدهم أن يخرجوني من المسرح، سأغادر بنفسي" بحسب تصريح أدلى به لصحيفة محلية.
ويعد بيرغمان مبدعاً كبيراً من مؤسسي السينما الحديثة وتعتبر أفلامه من أجمل ما أنتج للسينما القرن العشرين، وقد أتحف ذاكرة العصر بأكثر من خمسين فيلماً سينمائياً، وتسعين مسرحية وبضعة كتب رائعة .
نجح بفرض طابع جديد على السينما وما زال أثره قائماً حتى اليوم ومميزاته أنه حول أفلامه إلى ظاهرة ثقافية اجتماعية واسعة التأثير. سينماه حملت أسئلة القلق الإنساني الوجودي الكبرى، تماماً كما حملت هموم العيش العادي للناس البسطاء.
ولد انغمار برغمان في الرابع عشر من تموز (يوليو) 1918، في المدينة الجامعية السويدية العريقة أوبسالا التي تقع على بعد 60 كلم الى الشمال من استوكهولم. في العام 1932 صار برغمان، كهاوٍ وليس كمحترف، مخرجاً في مسرح "ماستر أولوف - غاردن" وبرغمان الذي اختلط بدوامة هذه "الحياة الشبيهة بالكابوس"، كتب في العام 1942 مسرحيته "موت غاسبار"، ثم كتب في العام 1944 مجموعته القصصية القصيرة "قصص غاسبار"، التي نشرتها مجلة "40 - تال".
وسيكتب لاحقاً مسرحيات سيتولى إخراجها بنفسه: "تيفولت" (1943)، "راشل وبواب السينما" (1945)، "النهار ينتهي بسرعة" (1947)، "إنني خائف" (1947) "من دون نتيجة" (1948)، و "هواجس" (1948)، و "مقتلة في باريارنا" (1952)، و "رسم على الخشب" .
لكنه منذ العام 1944 بدأ يدخل استوديوهات السينما ليكتب سيناريو فيلم " العذاب" للمخرج الف سويبرغ ليتجه في العام التالي للاخراج بفيلم " ازمة " ثم " انها تمطر على حبنا "1946  و" سفينة الى الهند "  "وموسيقى في الظلام "1947  و"الميناء " و " السجن " 1948 و" الظمأ " 1949 و "العاب الصيف " 1950  و"انتظار النساء "1952 " و " ابتسامات ليلة صيف " 1955 الذي ينال عنه جائزتين بمهرجان كان ويطلق اسمه في السينما العالمية.
ومن أشهر أفلامه السينمائية (الختم السابع، 1957) "التوت البري" (1957)، "الصمت" (1963)، "صورة من حياة زواج" (1973)، وآخر أفلامه كان "فاني وألكسندر" الذي أخرجه عام 1982و حاز اربع جوائز اوسكار منها جائزة افضل فيلم اجنبي.. منذ البداية صاغ برغمان توجهه على الشكل الآتي "المسرح هو زوجتي والسينما هي عشيقتي" ومنذ ذلك الحين كرس نفسه للمهمتين في آن معاً.
وفي معظم أفلامه ضمّن بيرغمان حبه المفرط للسويد، كما تطرق إلى موضوعات شائكة مثل الشقاء والجنون الذي تخلفه التقنية الخلاقة المعاصرة ويغوص عميقا في الروح البشرية، يستنجد بالذكريات فهو الذي قاد التحول عندما توغلت روح لغة السينما في ثنيات المحكي والمعاش الى اللاوعي المقفل، ولم يعد من مكان لسؤال تقليدي قديم مفاده (هل وفى الفيلم للحكاية)؟
ان ذلك العالم المشبوب المغلق الذي تنطلق من (نواته) حكايات لا تحصى ما انفكت كاميرا مدير تصويره في معظم أفلامه وصديقه (نيكفست) تلاحقها بلا هوادة..
تأثير برغمان يعود الى ما يملكه من حيوية ونشاط اذ كان عنده ما يكفي من القدرة على اخراج عدة مسرحيات طيلة التسعة أشهر من السنة وفي عطلة الصيف ينجز فيلماً من روائعه وما يكفي ايضا من استهلاك خمس زيجات وعدة عشيقات، منهن ممثلات الادوار الرئيسية في افلامه وكان آخرهن الممثلة الجميلة إنغريد بيرغمان التي توفيت في العام 1982 بمرض السرطان.. علاقة في الخمسينيات، مع جارييت اندرسون الانثى التي تثير الرغبات الخامدة في (صيف مع مونيكا) و(الليلة العارية) بعدها يولع بالممثلة بيبي اندرسون الشقراء التي جسدت شخصية الفتاة المرحة التي تنير ظلامية (الختم السابع) و (الفراولة البرية).
اولمان، واحدة من هذه (الملهمات) ارتبطت به قبل اربعين سنة حينما كان يعمل على (برسونا) ومن ثم اصبحت نجمة ثمانية افلام اخرى له في السنوات اللاحقة (ابنتهم لين هي الان روائية).
لم تظهر اولمان في اعمال برغمان منذ (سوناتا الخريف) عام 1978، مع انها اخرجت اثنين من نصوص كتبها برغمان (اعترافات شخصية) و (خائن) وهذا الاخير الذي مثله جوسفسون هو الذي حفز برغمان على العمل على سارابان.
تقول اولمان (حين قمنا انا وايرلاند (جوسفسون) بعمل (خائن) جعلناه نوعا من نسخة بلهاء لـ(مشاهد من حياة زوجية فقط بدافع التفكه كي نصور ماريان وجون كيف اصبحا عجوزين وخرفين ولقد ارسلت الشريط الى برغمان فأعجب به.. لاحقا اخبرني بانه بصدد كتابة شيء عن ماريان وجون).
لقد عهد برغمان بالسيناريوهات التي كتبها، خلال مرحلة توقفه عن الاخراج، الى ليف اولمان وبيل اوغست (مخرج فيلم الاهداف النبيلة) هذه القصص تتحدث عن والدي برغمان اما سيناريو (سارابان) (الكلمة تعني رقصة قديمة ومن القرنين 17، 18) اول فيلم ينجزه برغمان بعد عشرين عاماً من اعتزاله الدراماتيكي (اعتزل بعد فيلم فاني والكسندر) والذي هو فيلم يحوي اربع شخصيات وعشرة حوارات.. استعاري عن شيء من القسوة، فهو عن برغمان نفسه وعن اولاده لهذا تعتقد اولمان ان السبب الذي دفع برغمان الى اخراجه بنفسه (لان القصة شخصية جداً بالنسبة اليه، وهو وحده الذي يمكن ان يخرجها، والسبب الاخر هو رغبته الشديدة بان يتاح له العمل مع ممثليه المفضلين والدخول الى الاستوديو مرة اخرى).
لعل حاجة برغمان ان يطلق صرخة معبراً عن خوفه وكرهه هي ايضا دليل على الطاقة السحرية الفياضة، موهبته هي ان يبحث دائماً عن المعنى الكوني في داخل صراعه الخاص وغالباً ما أخذ عليه تحويل الالام والجراح الى كلمات بليغة والكوابيس الى صور يتعذر نسيانها.
ان مزيجا من الشعور بالخطيئة والاحساس بالعظمة هو الذي جعل برغمان في سنوات الخمسينيات والستينيات رمزا حيا للفيلم كفن راق ومع انهماكه الجدي والعميق في دراسة الله والموت والحب والجنس كان يلقب بشكسبير السينما.

محمد عبيدو

المصدر: البعث

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...