غـزة: تهدئة خلال أيـام ثم مفاوضات لفتـح رفـح

13-02-2009

غـزة: تهدئة خلال أيـام ثم مفاوضات لفتـح رفـح

شهدت محادثات التهدئة غير المباشرة بين حماس وإسرائيل، أمس، اختراقاًً مهماً، مع إعلان الحركة أنها سلّمت القاهرة ردها النهائي على التهدئة وأنها تنتظر الرد الإسرائيلي عليه، وسط حديث عن أجواء إيجابية سادت اللقاء بين وفد حماس ورئيس جهاز المخابرات المصرية عمر سليمان، في وقت تواصلت الاستعدادات لعقد مؤتمر المصالحة الفلسطينية، والذيورقة اقتراع لاغية كُتب عليها بالعبرية «دولة إسرائيل تريد جلعاد شاليت». كانت القاهرة وزعت ورقته التي ستطرح على اجتماع الفصائل في 22 شباط الحالي.
ونقلت وكالة «أنباء الشرق الأوسط» عن مسؤول فلسطيني شارك في اجتماعات القاهرة أن «حماس سلّمت عمر سليمان ردها النهائي حول اتفاق التهدئة»، مضيفاً أنّ «المشاورات كانت ايجابية وستعلن النتائج خلال الساعات المقبلة».
بدوره، قال مسؤول مصري رفيع المستوى للوكالة أن المشاورات التي أجراها سليمان مع وفد حماس كانت «ايجابية»، متوقعاً إعلان النتائج خلال ساعات.
وقال ممثل حركة حماس في سوريا علي بركة أنّ التهدئة تشمل وقف الأعمال الحربية من قبل الطرفين، ورفع الحصار المفروض على غزة، وفتح المعابر مع إسرائيل، لافتاً إلى أنّ مفاوضات تضم مصر وحماس والسلطة الفلسطينية ستبدأ بعد إعلان التهدئة مع تل أبيب «للتوصل إلى صيغة مؤقتة لتسيير معبر رفح».
وأضاف بركة، في تصريحات لقناة «الجزيرة» إنّ إعلان التهدئة هو عبارة عن «عناوين عامة»، وأن البحث مع المصريين يجري حول التفاصيل، مضيفا أن حماس تريد «ضمانات تلزم الكيان الصهيوني بالالتزام ببنود التهدئة وعدم إغلاق المعابر مجددا». وأوضح أنّ أفكارا يجري تداولها مع سليمان، بينها تشكيل آلية لمتابعة تنفيذ الاتفاق بإشراف مصري ومشاركة دول أخرى، مشيراً إلى أن حماس تريد أيضا تحديد المواد التي يصر الاحتلال على عدم إدخالها إلى القطاع ريثما يتم إبرام صفقة تبادل أسرى.
وتحدث ممثل حماس عن أن البحث مع الجانب المصري يشمل أيضا هوية الجهة التي ستعلن هذا الاتفاق هل هي الفلسطينيون أم الجهة الراعية، أي القاهرة، مشددا على أن وفد الحركة سيبقى في القاهرة بانتظار رد الإسرائيليين على الأسئلة.
وحول مدى ارتباط الاتفاق بتشكيل حكومة إسرائيلية جديدة، أوضح بركة «نحن معنيون، عبر الوسيط المصري، بالحكومة الحالية» مشيراً أنه «إذا رفضت الحكومة (الإسرائيلية) المقبلة الاتفاق، يتوجب عليها تحمل مسؤولية التراجع عنه وبدء دورة العنف من جديد».
ونقل موقع «فلسطين اليوم» المقرّب من حركة الجهاد الإسلامي عن مصادر في حماس إنه «من المقرر أن تصدر القاهرة إعلان تثبيت الهدنة يومي الأحد أو الاثنين المقبلين على أبعد تقدير»، مشيرة إلى أنّ «وقف إطلاق النار وتهدئة الموقف العسكري في غزة سيمهد الطريق نحو إطلاق جلسات الحوار» الفلسطيني، فيما أشار مصدر أمني مصري إلى أن «الأيام الماضية شهدت جهودا كبيرة لعقد اتفاق تهدئة»، مرجحا التوصل إلى اتفاق خلال الأيام الخمسة المقبلة.
ولفت المصدر المصري إلى أنّ إسرائيل وافقت على إطلاق سراح ألف أسير فلسطيني في مقابل الإفراج عن الجندي جلعاد شاليت، فيما اعتبر المحلل العسكري في التلفزيون الإسرائيلي آلوف بن أنّ احتمالات اتمام صفقة تبادل الأسرى «كبيرة حتى الآن»، موضحاً أنّ اختراقات عديدة تحققت خلال الأيام الماضية، لاسيما قبول حماس بإدراج هذا الملف في محادثات القاهرة، في مقابل تقديم إسرائيل «تنازلات».
وأضاف آلوف إنّ حماس «لم تتحرك ولو مليمتراً واحداً عن مواقفها ومطالبها الأصلية». وأشار إلى أنّه في حال أنجز الاتفاق فإنّ إسرائيل ستطلق سراح 350 أسيراً عندما يتم نقل شاليت إلى مصر، و100 أسير فور عودته إلى إسرائيل، وبعد ذلك تطلق سراح 500 أسير من النساء والقاصرين، لافتاً إلى أنّ إسرائيل وافقت على الإفراج عن 170 من أصل الـ350 الذين تقدمت بهم حماس.
من جهة ثانية، وزعت مصر على قادة الفصائل الورقة المقترحة لمؤتمر الحوار الفلسطيني في 22 شباط الحالي. وتشدد الورقة المصرية على ضرورة تشكيل حكومة «توافق وطني محددة المهام والمدة»، وإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية جديدة طبقاً لقانون الانتخاب الفلسطيني، وإعادة هيكلة الأجهزة الأمنية على أسس مهنية ووطنية، وتفعيل منظمة التحرير الفلسطينية طبقاً لاتفاق القاهرة (2005) ووثيقة الوفاق الوطني (2006).
كما تقترح الورقة تشكيل خمس لجان لمناقشة كافة الملفات المطروحة، أي الحكومة والانتخابات والأمن ومنظمة التحرير والمصالحات الداخلية، إضافة إلى لجنة التوجيه العليا، التي تشكل مرجعية عمل عربية.
من جهته، قال عضو المكتب السياسي للجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين صالح زيدان، في تصريحات لوكالة «رامتان»، إن جلسات الحوار الوطني ستمتد على مدى يومي 22 و23 شباط الحالي، وذلك من دون جلسة افتتاحية، مثلما كان مقرراً في السابق، على أن تنتهي بتشكيل اللجان الست.
ولفت زيدان إلى أنّ اللجان ستبدأ عملها فعليا في 28 شباط، لتنهي مهامها خلال أيام، يجري بعدها عرض ما تم التوصل إليه على مسؤولي الفصائل والجانب المصري، بحيث تكون الجلسة الاحتفالية في نهاية الحوار الوطني.
وأشار زيدان إلى أن «تداعيات الحرب الإسرائيلية على غزة وفوز المعسكر اليميني المتطرف في الانتخابات الإسرائيلية قد تلعب دوراً مهماً في إنجاح الحوار الوطني»، لكنه أضاف، إنّ الاعتقالات السياسية تشكل العثرة الرئيسية أمام المصالحة، لافتاً إلى أنّ هذا الملف سيكون جزءاً من مؤتمر الحوار، قبل بدئه وخلال انعقاده».
وفي السياق، أكد رئيس كتلة فتح البرلمانية عزام الأحمد أنّ حوار المصالحة بين حركتي فتح وحماس «بدأ بالفعل». ونقلت صحيفة «القدس العربي» عن الأحمد أنّ اللقاء بين الوفدين في القاهرة تناول «جملة من القضايا الخلافية بهدف التوصل إلى حلها قبل عقد مؤتمر المصالحة»، مشيراً إلى أنّ «هناك خطوات ستتخذ خلال الأيام المقبلة من قبل الحركتين لتذليل العقبات التي تعيق جهود تحقيق المصالحة».
من جهة ثانية، أعلن وزير الخارجية المصري احمد أبو الغيط في واشنطن أن نظيرته الأميركية هيلاري كلينتون ستشارك في المؤتمر الدولي للجهات المانحة لإعادة إعمار قطاع غزة، الذي تستضيفه القاهرة في الثاني من اذار المقبل.

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...