غول في سوريا للقاء الأسد: تمتين العلاقة بين جارين متقاربين

14-05-2009

غول في سوريا للقاء الأسد: تمتين العلاقة بين جارين متقاربين

يبدأ الرئيس التركي عبد الله غول اليوم زيارة رسمية إلى سوريا تستمر ثلاثة أيام، من اجل تمتين العلاقات بين الجارين المتقاربين سياسيا واقتصاديا.
إلى ذلك، بحث الرئيس بشار الأسد، مع وزير خارجية صربيا فوك بيريميتش في دمشق، «التطورات الأخيرة في منطقة البلقان، والتي أدت إلى انقسامات على أسس عرقية ودينية، وضرورة اتخاذ المواقف التي تصب في مصالح الشعوب وتخدم استقرارها وازدهارها». وأكد الأسد «ضرورة إيجاد حلول سياسية للنزاعات التي تعتري منطقتي البلقان والشرق الأوسط، بعيدا عن التقسيمات الطائفية والعرقية المغرضة».
وتأتي زيارة غول إلى دمشق بعد عامين تقريبا على الزيارة التي قام بها الأسد إلى تركيا، كما أنها تستتبع تنسيقا بين البلدين خلال العدوان الإسرائيلي على غزة، وتجري بعد أشهر على انهيار المحادثات السورية الإسرائيلية غير المباشرة، بوساطة تركيا.
ويرأس غول وفدا كبيرا من المسؤولين الرسميين، يضم عددا من الوزراء، أبرزهم وزير الخارجية احمد داود اوغلو، ومجموعة كبيرة من رجال الأعمال. ويظهر النشاط الاقتصادي في زيارة غول بشكل أبرز، وإن كان الجانب السياسي يبقى محورا أساسيا في علاقات الطرفين، وسط تقارب جلي في وجهات النظر، يقوم على التعاون والتنسيق خصوصا في ملفات هامة في المنطقة، بينها عملية السلام والوضع في فلسطين والعراق.
ويجري غول محادثات سياسية مع الأسد الجمعة، يتبعها في اليوم الثاني نشاطات اقتصادية، بينها افتتاح فندق ديدمان (ميريديان سابقا) في دمشق، والمشاركة في منتدى اقتصادي، إضافة إلى نشاط في مجلس الشعب السوري ولقاءات مع مسؤولين محليين اقتصاديين، ثم يغادر إلى حلب، حيث يتوقع أن يلقي محاضرة في جامعتها.
وفي حين لم يعلن عن توقيع اتفاقيات اقتصادية بين الطرفين، قالت مصادر مراقبة إن «الهيكل الاقتصادي والتجاري للتعاون بين البلدين مكتمل، وما تبقى تفاصيل تقنية»، موضحة أن الزيارة تأتي في «إطار ما هو معروف عن علاقات التعاون والتنسيق القائمة بين سوريا وتركيا، وتقوم على مبدأ تمتين العلاقات بين جارين متقاربين أصلا».
وفي هذه المناسبة، أثنى غول، في حوار مع قناة «الدنيا» الخاصة، على الطريقة التي تعاملت فيها سوريا مع المحادثات غير المباشرة مع إسرائيل. ولفت إلى استعداد تركيا لممارسة الدور ذاته في حال وجدت جدية إسرائيلية.
وبات معلوما أن الرئيس الأميركي باراك أوباما منح أنقرة، خلال زيارته إلى تركيا، ما يشبه «التفويض المدعوم منه» لإدارة هكذا عملية في حال توافرت الظروف المناسبة، وذلك في ظل الاهتمام الأميركي المباشر حاليا بالعمل على المسار الفلسطيني الإسرائيلي، وأيضا لانشغال الإدارة بالتطورات في باكستان وأفغانستان.
من جهة أخرى، قال نائب مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط ريتشارد شميرار، في مقابلة مع «يونايتد برس انترناشونال»، إن «حوارنا مع دمشق لا يزال في مراحله المبكرة، وهناك الكثير من القضايا أثرناها مع السوريين، ومن ضمنها العراق، ومن المبكر جدا توقع المدى الذي يمكن أن تصل إليه هذه العلاقات»، مضيفا «نسعى إلى هذا الحوار لكي نتمكن من تحديد وحل القضايا التي نملك وجهات نظر مختلفة حيالها مع السوريين لفائدة علاقاتنا مع دمشق، ولصالح علاقات الأخيرة مع دول أخرى في المنطقة، ضمنها العراق، ولذلك نعتقد أن الحوار الدائر مع سوريا حاليا في غاية الأهمية».
وحول تجديد العقوبات على دمشق، قال إن «فهمي للعقوبات هو أنها كانت شكلا من أشكال المقتضيات القانونية أو التقنية من أجل الحفاظ على سياسة محددة في الموضع الصحيح».

زياد حيدر

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...