فواز الساجر... بصمة في الهواء يتنفسها المسرحيون
آثر أصدقاء المخرج المسرحي الراحل فواز الساجر وطلابه وزملاؤه في المسرح أن تردد الأمسية التي أقيمت في دار الفنون لمناسبة إحياء ذكراه الحادية والعشرين صدى كلماته في الحب الذي هو سر المسرح وسر الحياة.
وملأت أحاديث الذكريات وحكايا شخصية الساجر وإبداعه الفني في أمسية فواز الساجر في الذاكرة حنايا الدار الدمشقية وفضاءاتها من خلال شهادات توصل رسالة لجمهور غلبت عليه شريحة المثقفين ولاسيما المهتمين بالشأن المسرحي بأن فواز الساجر خلق للألق وأن روحه المبدعة حية رغم الغياب.
بدأت الأمسية بعرض مجموعة من الصور التي تتناول شخصية الساجر وعمله ليعرض مانويل جيجي شهادته بالساجر وقال : إن فواز موجود في كل جزء من أي عرض مسرحي إبداعي مضيفاً أن هذا التواجد له دلالة الحوار الدائم معه.
وأوضح جيجي الذي تعرف على الساجر عام 1972 في مدينة يريفان بأرمينيا أن فواز لم يغب عنا معللاً بأن المبدع يترك بصمته في الهواء الذي نتنفسه ولا يموت مشيراً إلى أنه لم يكن متمكناً من فنه فحسب بل كان صادقاً ومحل ثقة.
من جانبه اعتبر الفنان أيمن زيدان الذي كان أحد طلاب الساجر أن الحياة قاسية بقدر فجاعة رحيل معلمه وقال : إن الحديث عن فواز هو حديث عن آخر شخص حالم وعن مبدع حارب على جبهات الثقافة المتنوعة موضحاً أنه تعلم منه أن يكون مصراً على الحلم والتفاؤل.
وأشار زيدان إلى أن أيام فواز لم تكن وردية لكنها أعطت نفسا ًلحركة المسرح السوري قبل أن يدخل في أزماته معتبراً أنه بعد غياب هذا المبدع أصبحنا ندرك عمق إبداعه وأهمية الاحتفاء به وبغيره من المبدعين السوريين.
بينما وجد الكاتب حسن م يوسف ألوان قوس قزح المتنوعة والغنية في فن الساجر واصفاً إياه بالرجل الذي يشبه الحياة لا الموت.
وروى يوسف بعض القصص التي تشير إلى دماثة فواز وحسن أخلاقه متحدثاً عن الصداقات الحقيقية التي كونها فواز مع أصحاب الإبداع بحيث كانت تشكل شرف مهنة الإبداع والثقافة.
كما كانت هناك شهادة للراحل سعد الله ونوس قرأتها الفنانة ندى حمصي قال فيها: إنه بعد مجيء فواز إلى سورية بدأ تاريخ جديد للإخراج المسرحي وبدأ ظهور العرض المسرحي ذي الوحدة العضوية حيث تطابقت فيه كل العناصر من استثمار الفضاء المسرحي والتركيز على أداء الممثلين والأدوات السمعية والبصرية.
موضحاً أن فواز أرسى قواعد جديدة ومبتكرة في تدريب الممثل ليتخطى حدود طاقاته الظاهرية ويكتشف طاقاته الدفينة.
وقال : إن استفزاز فواز للجمهور على مستوى النص والنظرية جعلت أعماله تتميز بالسلاسة ولهذا يمكن وصفه بالمخرج المبدع لا المنفذ.
في حين ركزت رفيف الساجر ابنة فواز في شهادتها على أن موت والدها علمها معنى المحبة موضحة أنه رغم قساوة غياب الساجر إلا أنه علمها صدق القول لمن نحبه وقالت: لأن الحب يبقى أساس الحياة.
كما بعث جواد الأسدي بشهادة قرأتها ريم حنا عبر فيها عن المزايا التي كان يتمتع بها الساجر إلى جانب غيره من المبدعين كسعد الله ونوس وممدوح عدوان.
وتطرق الأسدي للذكريات التي جمعته بالساجر بين حارات دمشق وبيوتها وتساءل : كيف لي العودة إلى دمشق دون فواز أو سعد الله وقد كانا يشكلان جنبيها الأيمن والأيسر.
وتضمنت الأمسية عدة شهادات اندرجت في الإطار ذاته ومنها شهادة المخرج ثائر موسى الذي تحدث عن ظروف إنجاز فيلم عن الساجر تحت عنوان فواز الساجر: حياة رغم موت الآخرين والذي أنتج عام 1988 .
وتضمن الفيلم الذي يمتد نحو نصف ساعة لقاءات مع والد الساجر وسعد الله ونوس ووليد إخلاصي وابنته وغيرهم إضافة إلى مقاطع من عروض مسرحية أخرجها الساجر فضلاً عن عرض صور فوتوغرافية عن المحتفى به.
يذكر أن فواز الساجر مواليد 1948 درس المسرح في موسكو وحاز الدكتوراه في الإخراج المسرحي قبل رحيله بعامين، أسس مع سعد الله ونوس المسرح التجريبي في دمشق عام 1977 وقدما من خلاله عدة أعمال وتوفي عام 1988 إثر أزمة قلبية.
باهل قدار
المصدر: سانا
إقرأ أيضاً:
في ذكرى فواز الساجر: المبدع لا يموت بصمته كبصمة الهواء في حياتنا
اول احتفال على نطاق واسع في ذكرى رحيل المخرج السوري فواز الساجر
دار الفنون تعيد الحياة لفواز الساجر
eSyria: "الساجر".... في دار الفنون بعد 21 عاماً
العرب أون لاين: أصدقاء فواز الساجر ينعون المسرح السوري في ذكراه
إضافة تعليق جديد