قراءة في القرار الروسي بسحب بعض قواته من سورية
أحمد يوسف: فاجأ القرار الروسي بسحب يعض القوات الروسية من سورية الجميع بمن فيهم البيت الأبيض وأثار موجة من التساؤلات المتسرعة بنفس القدر من الاستياء لدى السوريين الذين لم يتفهموا الخطوة الروسية.بقراءة هادئة للخطوة الروسية بمكن ملاحظة ما يلي:ـ الخطوة تمت بالاتفاق بين الرئيسين الأسد وبوتين.ـ القرار الروسي هو تخفيض عدد القوات وليس سحبها.ـ القرار يتعلق بجزء فقط من القوات الروسية وتشمل 12 مقاتلة من طرازي سو 34 وسو 35 مع الإبقاء على القاذفات وحوامات الهجوم وبطاريات اس إس 400 والجزء الأكبر من القطع البحرية.ـ القاعدتين الروسيتين البحرية في طرطوس والجوية في حميميم ستبقيان مع القوات المكلفة بحمايتها براً وبحرً وجواً.من هذه المعلومات يمكن استنتاج ما يلي:ـ القرار الروسي سياسي أكثر ما هو عسكري وهدفه إعطاء رسائل بأن الأزمة السورية أخذت طريقها إلى الحل السياسي بتوافق الفرقاء الرئيسيين وتحديداً موسكو وواشنطن وطهران وحتى بدون أخذ رأي بني سعود وأردوغان وأن تصريحات وود أوغلو بأنه متفق مع الإيرانيين على هذه الخطوة يؤكد ذلك كما أن طريقة لتعمل مع وفد الرياض وبقية المعارضات في جنيف تصب في هذا الاتجاه.ـ التأكيد بأن الحالة الإرهابية في سورية انكسرت ولم تعد قادرة على التمدد وهي آخذة في الانحسار.ـ إعطاء رسالة بأن القوات السورية قادرة على إنجاز ما تبقى مع التأكيد أن الروس سيواصلون مهمتهم عند الحاجة.ـ إعطاء رسالة روسية لمن كان يروج بمصير مشابه لمصير الاتحاد السوفييتي في أفغانستان بأن كلامهم مجرد أوهام وأحلام لأن الحالتين مختلفتين كل الاختلاف.بقيت بعض النقاط التي تحتاج إلى معرفتها والتأكد من تفاصيلها وتتعلق بحجم التسليح الذي حصل عليه الجيش السوري قبل اتخاذ هذه الخطوة ويتوقع أن يشمل معظم الأسلحة لتي أدخلها الروس إلى سورية باستثناء الأسلحة الإستراتيجية بالتأكيد وهذ يعطي لجيش لسوري إمكنية إنجاز ما تبقى من المهمة الميدانية في سورية.ومع هذه الخلاصة للخلفية التي تقف وراء القرار الروسي بسحب بعض القوات الروسية من سورية يمكن التأكيد على الطابع السياسي للقرار الروسي أكثر مما هو عسكري أو ميداني.وبغض النظر عن القرار الروسي وخلفياته ثمة ثوابت مؤكدة تحكم العلاقات السورية الروسية وتشكل خطوطاً حمراء للموقف الروسي في سورية وهي أن سورية تقع ضمن الدائرة المباشرة للأمن القومي الروسي مثلها مثل أي منطقة روسية وتتفوق في مكانتها هذه حتى على أوكرانيا المجاورة والتي كانت تتشارك معها ضمن دولة واحدة أيام الاتحاد السوفييتي ولذلك لا يمكن أن تغامر بخسارة الورقة السورية لأن هذه الخسارة – لو تمت - تعني خنق روسيا وتحول دورها من قوة عظمى عالمية إلى مجرد قوة إقليمية ضعيفة وهذا يعني خسارة كل ما بنته وما كسبته خلال أكثر من عقد من الزمن وما سعى إليه الرئيس بوتين والذي أعاد روسيا إلى المسرح العالمي كقوة عظمى وهذا بالتأكيد من المستحيل أن يحدث.القرار بالتأكيد سيثير عاصفة من التساؤلات وللتحليلات وستتم قراءته بقراءات كثيرة لكن الشيء المؤكد أن مسار الأزمة في سورية آخذ في الانحدار وأن سورية بدأت مرحلة الخروج من الأزمة وأن سورية خرجت من هذه لحرب لشرسة منتصرة وهذا ما أكده وزير الخارجية وليد المعلم وعلى هذا ستبنى القرارات الإقليمية والدولية.
( رئاسة الجمهورية العربية السورية ):بعد النجاحات التي حقّقها الجيش العربي السوري بالتعاون مع سلاح الجو الروسي في محاربة #الإرهاب،وعودة الأمن والأمان لمناطق عديدة في #سورية، وارتفاع وتيرة ورقعة المصالحات في البلاد.. اتفق الجانبان السوري والروسي خلال اتصال هاتفي بين الرئيس #الأسد و #بوتين على تخفيض عديد القوات الجوية الروسية في سورية بما يتوافق مع المرحلة الميدانية الحالية، واستمرار وقف الأعمال القتالية ..مع استمرار دعم روسيا الاتحادية لسورية في مكافحة الإرهاب..
إضافة تعليق جديد