قصة المطبّات التي "أقلقت" راحة عطوفة محافظ طرطوس
أُبيّ حسن: سبق أن طالبنا, باسمي وباسم عدد من أبناء قريتي "ضهر مطر" الكائنة في محافظة طرطوس, الجهات المعنية في المحافظة بوضع مطبّات على الطريق العام في القرية والذي يبلغ طوله حوالي 3 كيلو متر ضمن القرية ومن الجدير ذكره أن الكثير من المنعطفات تتخلل الطريق ناهيك عن ضيقه(وهو على الرغم من أنوفنا طريق دولي! إذ يصل طرطوس بالشيخ بدر مروراً بمصياف وصولاً إلى مدينة حماه), وذلك عبر عدد من الصحف السورية كصحيفة "النور" منذ ثلاث سنوات, وصحيفة "تشرين" من خلال مقال للصديق الأستاذ حسن م يوسف.
ومن مفارقات القدر المؤلمة انه بعد كتابة الأستاذ حسن م يوسف عن حاجة قريتي الماسة للمطبّات بأسبوع وقع حادث أصاب سبعة أفراد سرعان ما انتقل ثلاثة منهم إلى رحمته تعالى, الأمر الذي استدعى كتابة مقال آخر من قبل الصديق حسن في زاوية "آفاق" بعنوان: "مأساة ضهر مطر".
الحديث سابق الذكر, كان على عهد "طيب" الذكر سليم كبول, محافظ طرطوس السابق, والذي شهد عهده "الميمون" تصرفات ولده "اللائقة" حفظه الله (ذخراً للوطن طبعاً) مع بعض معلمات ثانويته, إذ كان يلتقط لبعضهن الصور عبر جهاز الموبايل على عهدة جريدة تشرين في حينه, إضافة إلى معاكساته الأخرى.
وكان من إنجازات السيد كبول, أن "تكرّم" على أهالي قريتي المنكوبين بضحايا الإهمال الحكومي سنتذاك, فأمر بوضع مطبّات تخفف من وقوع الحوادث. وفعلاً تم وضع سبع مطبّات على امتداد الطريق داخل القرية. وبالرغم من انه كان ينقص لأكثرها مسامير عاكسة تعكس الضوء ليلاً بما من شأنه أن يعلّم السائقين (لاسيّما المتهورين منهم, وهم أكثرية في بلادنا) بوجودها, إلا انه لم يقع أي حادث طوال فترة وجودها الذي استمر قرابة العام والنصف, على نقيض السنوات السابقة, إذ كان بالكاد يمضي عام من دون وقوع حادث يذهب ضحيته شخص من القرية, وقائمة الضحايا أصعب من أن تحصر, ناهيك عن الخسائر المادية!.
منذ فترة وجيزة, قيل لي أن عطوفة محافظ طرطوس السيد الدكتور وهيب زين الدين, كان ماراً في القرية, فـ"أزعجته" تلك المطبّات! (بالمناسبة, ربما هي المرة الأولى التي يمر فيها محافظ طرطوس الجديد في منطقتي), لذا سرعان ما أمر بنزعها تاركاً ثلاثة منها فقط, اثنان عند المدرسة الابتدائية وواحد عند المدرسة الابتدائية.
طبعاً, وقبل أن نحمد الله كون "جولات" السيد محافظ طرطوس التفقدية في منطقتي شحيحة, لا بأس أن نذكّره بأن السيد الرئيس الدكتور بشار الأسد سبق له أن مرّ في قريتي الصيف الفائت هو والسيدة عقيلته, ولم يزعجه وجود تلك المطبّات بدليل أن سيادته لم يأمر أو يوعز لأحد بإزالتها!. والأهم من ذلك, إننا نسمع (على عهدة الرواة طبعاً) أن السيد وهيب زين الدين كثيراً ما يذهب إلى بلدة النقيب القريبة من مدينة طرطوس, وحال لم يكن يذهب, فهو حتماً يعلم بوجود مطبّات في أعلى تلك البلدة قبالة "فيلا" أحد القطط السمان المقربين من السيد المحافظ وسواه من كبار المسؤولين في المحافظة, من دون أن نعرف أو نفهم مبرر وجود تلك المطبّات هناك, لا سيّما انه لا يوجد سكّان في جوار الفيلا التي نعني!, ولم نسمع مطلقاً أن السيد المحافظ قد انزعج من وجودها الذي لا مبرر له, وقطعاً لم يش لنا احد أنها "أقلقت" عطوفته!. ويمكننا أن نلفت الانتباه هنا إلى أن بلدة النقيب (كلها) ليست على الطريق العام كحال قريتي!, ما يعني أنها سكّانها ليسوا معرضين لحوادث سير كتعرض أبناء بلدتي!.
ختاماً: لا ننتظر من السيد محافظ طرطوس الدكتور وهيب زين الدين أن يصلح ما أفسده الدهر في طرطوس وسواها, لكن, شخصياً كل ما ارجوه منه هو أن يعيد تلك المطبّات كما كانت, تحديداً عند مفرق الجديدة, وان يتكرّم علينا ويوعز بوضع مسامير عاكسة على جانبي تلك المطبّات كي ينتبه المتهورون من السائقين لوجودها, خاصة في الليل. وإنا له لمن الشاكرين.
إضافة تعليق جديد