قصص أمريكية عن الموت العراقي

14-04-2007

قصص أمريكية عن الموت العراقي

عائلات أبيدت وهي نائمة وأطفال قضوا برصاص طائش وحواجز شهدت مآسي: مئات الملفات لطلب تعويضات تجسد الثمن الذي دفعه المدنيون في الحرب في العراق وافغانستان.
وتمثل الملفات الادارية الـ496 التي أعلنتها وزارة الدفاع الاميركية "البنتاغون" وأوردتها الجمعية الاميركية للدفاع عن الحريات المدنية على شبكة الانترنت، جزءا من المآسي اليومية للحرب.
لكن المحاضر التي رفعها العسكريون، على شحها، تظهر عبثية عدد كبير من حالات الوفاة: في تموز 2005 في كربلاء، توجه والد وابنه الى مدرسة للحصول على "هدايا وسكاكر". وعند انصرافهما عاد الولد مسرعاً الى المدرسة لاسترجاع لعبة، لكن شاحنة صدمته وهي خارجة من المدرسة.
وقال العسكري الذي وضع التقرير إن "الجيش قام بعمل جيد" مع توصيته بدفع الف دولار "تعويضاً".
وقبل هذا الحادث بشهرين، قتل فتى في التاسعة في بغداد برصاصة طائشة اصابته في رأسه وهو يلعب امام منزله.
وأفاد التقرير ان "الجنود الاميركيين شاركوا في جنازة الطفل وقدموا اعتذارا الى عائلته ووعدوا بالاتصال بهم مجدداً لكنهم لم يفعلوا". وقضى الحكم في القضية بدفع اربعة الاف دولار تعويضاً للعائلة.
الا ان عائلة اخرى تمتهن صيد السمك لم يحالفها الحظ في قضية مماثلة، إذ ذهب ابنها لصيد السمك في احدى امسيات ايار 2005 في نهر دجلة كعادته من غير ان يواجه اية مشاكل. ولكن في تلك الليلة، رصد العسكريون الاميركيون قاذفة صواريخ على سفينة فأطلقوا النار مما ادى الى مقتله.
واشار كابتن اميركي في المحضر الذي كتبه الى ان "مقدم الشكوى وابنه من المؤيدين الشرسين للديموقراطية. ولا تزال العائلة حاليا تنظم اجتماعات لنشر الديموقراطية بين الاصدقاء". لكن كل هذه الامور لم تنفع لان العسكريين كانوا ينفذون مهمة امنية، وفي غياب اي خطأ لم يحكم للعائلة باي تعويض.
اما المآسي التي تقع قرب الحواجز او قرب القوافل الاميركية، فتمثل نحو 20 في المئة من الحالات التي نشرت ومعظمها حصل في حوادث اقرب ما تكون الى العادية.
وقال احد الشاكين انه فقد والدته وشقيقه البالغ من العمر اربع سنوات واصيبت شقيقته بجروح في ساقها عندما كانوا في سيارة اجرة.
وأوضح التقرير أنه "يبدو ان إشارات وعلامات الحاجز لم تكن قد وضعت بعد". وقضى الحكم بدفع تعويض للعائلة يبلغ 7500 دولار.
ويظهر العسكريون سخاء عندما يتعلق الامر بالوسائل المعيشية. وجاء في تقرير الجمعية الاميركية للدفاع عن الحريات المدنية أن "مدنيا من محافظة صلاح الدين في شرق العراق قال إن العسكريين الاميركيين فتحوا النار وأطلقوا اكثر من مئة رصاصة على أفراد عائلته وهم نيام مما ادى الى مقتل والدته ووالده وشقيقه.
وكانت قوة النار كبيرة الى درجة انها ادت الى نفوق 32 خروفاً تملكها العائلة. وأشار التقرير الى ان سلاح البر اعترف بمسؤوليته عن الحادث ودفع 11200 دولار تعويضاً للخسائر واكثر من 2500 دولار "دية".
وتعليقا على هذا التقرير، صرح ناطق باسم سلاح البر بوب تالمان بأنه "بكل بساطة امر مأسوي عندما يفقد شخص ما حياته وخصوصا اذا كان مدنيا وجد نفسه في قلب معركة". لكنه اكد "أننا لا نستهدف المدنيين". واضاف ان 31,6 مليون دولار دفعت تعويضات لعراقيين ونحو 730 الف دولار في افغانستان. وفي تشرين الثاني، قدرت السلطات العراقية بما بين مئة الف و150 الفاً عدد القتلى الذين سقطوا في اعمال عنف منذ الغزو في آذار 2003.

المصدر: و ص ف

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...