كيري ولافروف: الحل السوري سياسي
حذّر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الذي تركز اجتماعه مع نظيره الأميركي جون كيري في بروكسل على «أهمية العمل من أجل حل سياسي للأزمة السورية يقوم على اتفاق جنيف»، من أن المراهنة على «الحرب حتى النصر ستؤدي إلى تفاقم تأثير المتشددين» في سوريا، فيما دعا كيري دول حلف شمال الأطلسي إلى زيادة المساعدات إلى «الائتلاف » المعارض و«المجلس العسكري» من أجل زيادة الضغط على الرئيس بشار الأسد.
في هذا الوقت، تتواصل المعارك العنيفة بين المسلحين والقوات السورية في منطقة القصير قرب الحدود اللبنانية. وقال وقال مصدر عسكري سوري إن الجيش «يواصل تقدمه في ريف القصير، حيث تمت السيطرة على معظم البلدات المحيطة بمدينة القصير، التي يعتبر موضوع السيطرة عليها مسألة أيام لا أكثر». وأضاف ان العملية تهدف إلى «منع دخول المجموعات الإرهابية المتطرفة إلى حمص والمناطق المحيطة»، ولاحقا «تطهير» هذه المناطق لضمان عودة الأهالي.
وأعلن مصدر عسكري سوري لوكالة (سانا) أنه «تم تدمير آخر أوكار وتجمعات إرهابيي ومرتزقة جبهة النصرة في عدد من القرى والمزارع غرب نهر العاصي بريف القصير، وتفكيك عشرات العبوات التي زرعها الإرهابيون في الطرق العامة للقرى».
وقال مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية إن كيري ولافروف ناقشا، على هامش اجتماع روسيا ــ حلف شمال الأطلسي في بروكسل، مسألة البحث عن حل سياسي في سوريا يقوم على اتفاق جنيف في حزيران الماضي. وعقد الوزيران لقاء استمر أربعين دقيقة نصفه على انفراد. وقال كيري مخاطبا لافروف «سيرغي، شكرا، قدرت التعليقات البناءة التي قيلت خلال اجتماع» هذا المجلس.
وقال المسؤول الأميركي «خلال لقائهما المنفرد ركز كيري ولافروف محادثاتهما حول سوريا، وحول أهمية العمل من أجل حل سياسي يقوم على اتفاق جنيف».
وشن لافروف، في مؤتمر صحافي، هجوماً على بعض الدول العربية. وقال «الأقلية في المجتمع الدولي، الأقلية العدوانية، المتعطشة جداً للدماء، حاصرت جميع الجهود لعقد حوار، كما حدث حينما عطلت عمل بعثة مراقبي جامعة الدول العربية، وعمل بعثة المراقبين الأمميين، وتستمر اليوم في سعيها للحيلولة دون تنفيذ وثيقة جنيف، وكما حدث حينما عارضت فكرة إجراء الشيخ (أحمد) معاذ الخطيب المستقيل حديثاً من رئاسة الائتلاف الوطني محادثات مع السلطة.. وقتها صححوا له قائلين بأنه لن تكون هناك أية محادثات، وكي يقطعوا الشك باليقين تعاملوا مع الائتلاف الوطني كممثل شرعي ووحيد للشعب السوري ومنحوه مقعد سوريا في الجامعة العربية واتخذوا قراراً بشرعنة تسليح كتائب المعارضة المقاتلة».
وأضاف لافروف «كما نرى اليوم ليس هناك قيادة موحدة للمعارضة السورية، بينما تقاتل في صفوف المعارضة مجموعات مختلفة بجانب ما يسمى بالجيش السوري الحر والمجموعات التي تتبع للمجلس العسكري الأعلى، من بينها جبهة النصرة التي أدرجتها الولايات المتحدة مؤخراً على قائمة المنظمات الإرهابية، وهذه المجموعات تعوّل على القتال حتى النهاية الحاسمة للصراع وتحقيق النصر».
وأضاف «تشير مباحثات اليوم (أمس)، بل المباحثات التي جرت على مدار الأسابيع والأشهر الأخيرة إلى زيادة الفهم، خاصة لدى الشركاء الغربيين، بشأن تنامي المخاطر بسبب ما يحدث في سوريا». وتابع «أنا أشعر بتفهم أكبر لأهمية الانتقال من القول إلى الفعل، وإلى تصرفات واقعية، كما آمل أننا سنرى قريبا تحركات إضافية من جانب أولئك الذين كانوا يشككون في ذلك سابقا». وقال «ينمو على وجه الخصوص الفهم باستمرار الرهان على الحرب حتى النصر بواسطة تشجيع أقلية من المجتمع الدولي، لكن الغلبة ستكون للمتطرفين».
وأعلن لافروف أن تأخير إرسال بعثة الأمم المتحدة للتحقيق في مسألة استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا غير مقبول، مضيفا أن «بعض الأعضاء الغربيين في مجلس الأمن يحاولون تسييس المسألة، ووضع سوريا في نفس وضع العراق».
وكان كيري قد قال أمام أعضاء «الأطلسي» قبل اجتماعه مع لافروف، إن «الحلف أثبت أنه مصمم ومتضامن مع حليفتنا تركيا بفضل نشر صواريخ الباتريوت تحت راية الحلف الأطلسي. يجب علينا أيضا أن نولي أهمية جماعية للطريقة التي يستعد بها الحلف للرد من أجل حماية أعضائه في وجه الخطر السوري، وخصوصا من أي خطر محتمل لأسلحة كيميائية».
ودعا كيري دول الحلف إلى زيادة مساعداتها إلى المعارضة السورية من أجل الضغط على الرئيس بشار الأسد. وقال إن إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما «تنظر في كل الخيارات التي من الممكن أن توقف العنف وتؤدي إلى انتقال سياسي»، معتبرا أنه يجب وضع خطط الآن للتأكد من أنه لن يحدث فراغ في السلطة في سوريا. واعتبر أن «زيادة المساعدات إلى الائتلاف والمجلس العسكري أمر مهم جدا في هذا الإطار». وقال «أريد حث جميع حكوماتكم على زيادة المساعدات والدعم السياسي للائتلاف والمجلس العسكري، اللذين يشاركاننا رؤيتنا لمستقبل سوريا والتأكد من أن كل المساعدات تمر عبرهما».
وأعلن الأمين العام للحلف أندرس فوغ راسموسن أن الحلف «قلق من خطر امتداد الصراع إلى خارج سوريا»، موضحا «أؤكد لكم أننا نقف على أهبة الاستعداد للدفاع عن حلفائنا وحمايتهم، وفي هذه الحالة تركيا كدولة مجاورة لسوريا»، لكنه دعا إلى حل سياسي للأزمة على أساس بيان جنيف.
وقال الرئيس الاميركي باراك اوباما، خلال لقائه امير قطر حمد بن خليفة آل ثاني، «نتعاون في شكل وثيق مع قطر وبلدان أخرى في محاولة لوضع حد للمجزرة (في سوريا) والتوصل الى تنحي الرئيس الأسد الذي اظهر انه لا يعطي أي اعتبار لشعبه». وتطرق الى تطابق وجهات النظر بين واشنطن والدوحة «لتعزيز معارضة (سورية) يمكن ان تفضي إلى بناء سوريا ديموقراطية، تمثل جميع سكانها وتحترم حقوقهم مهما كان اصلهم العرقي او دينهم». واضاف «اننا سنستمر في العمل في الاشهر المقبلة لتعزيز اضافي للمعارضة السورية».
المصدر: السفير+ وكالات
إضافة تعليق جديد