كيف تتعاطى القنوات الرسمية العربية مـع ثـورات شعوبهـا؟

وفرت الثورات والانتفاضات المتنقلة في عدد من الدول العربية في وجه الأنظمة، والتي استهلت في تونس حيزا للاطلاع على إعلام هذه الدول اللصيق بالانظمة، وخصوصاً القنوات الرسمية والمتفرعة منها.
وغرقت هذه القنوات الفضائية في الدفاع المستميت عن انظمتها، وغيبت بشكل كامل صورة الاحتجاجات وسقوط عشرات الشبان برصاص الجنود والشرطة في تلك الدول.
فقناة «الشبابية» الليبية التي يديرها سيف الاسلام القذافي ابن الزعيم الليبي معمر القذافي، لم تر على مدار ساعات البث سوى أعداد قليلة من المؤيدين للرئيس القذافي المحمول على اكتاف اعضاء اللجان الثورية، وهم يهتفون «ليبيا هي معمر ومعمر هو ليبيا». بالاضافة الى كيل الانتقادات العنيفة للمنتفضين في بنغازي ومصراته والبيضاء وغيرها، واتهامهم بالعمالة للأجنبي، من دون ان ترى ما ينقل عن مجازر بحق المنتفضين.
أما قناة اليمن الفضائية التي نقلت بعض الاحتجاجات امام جامعة صنعاء، فقد عملت على تلميع صورة الرئيس علي عبد الله صالح ودعواته الى الحوار، وإبراز الديموقراطية في اليمن من خلال التظاهرات والتظاهرات المضادة، بعكس ما تنقله منظمات حقوق الإنسان والإعلام العالمي عن القمع في عدد من المدن اليمنية، من وبينها عدن وصنعاء.
وفي الأردن الذي يشهد تظاهرات احتجاجية على سياسات الفساد بعد تجرؤ أكبر العشائر في هذا البلد على اتهام عقيلة الملك عبد الله رانيا باستباحة أملاك العشائر التي تعرف «بواجهات» العشائر، حاول التلفزيون الأردني الرسمي الالتفاف على هذه المطالب من خلال بث تقارير مع اقطاب العشائر، مظهرا أحقيتهم في المطالب بهدف التخفيف من الاحتقان. ولكن هذه المحطة كغيرها من المحطات الفضائية في الدول التي تشهد ثورات حقيقية في وجه أنظمتها، لم تبرز بالشكل المطلوب التظاهرات في عمان وغيرها.
أما محطة العالم الإيرانية الناطقة باللغة العربية التي حجبت التظاهرات المعارضة، فقد أفردت مساحة كبيرة للتظاهرات المؤيدة للرئيس احمدي نجاد. وعرضت على شريط شاشتها الأسفل خبرا يقول: «ان شابا قتل برصاص «منافقي خلق»، في إشارة الى «منظمة مجاهدي خلق» المعارضة للنظام الإيراني!

حسن سعيد

المصدر: السفير