ما هي أجندة رئيس الأركان الأمريكي في زيارته للمنطقة
الجمل: تحدثت التقارير الخافتة بعض الشيء عن زيارة رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية الأدميرال مايك مولين إلى منطقة الشرق الأوسط: فما هي حقيقة زيارة الأدميرال مولين؟ وما هي أبعادها المعلنة وغير المعلنة لجهة علاقتها بالتطورات الشرق أوسطية الجارية التي ظلت تحمل المزيد من الأخبار غير السارة لمحور واشنطن-تل أبيب وحلفاءه في المنطقة؟
* رئيس الأركان الأمريكي في الشرق الأوسط: ماذا تقول المعلومات؟
أشارت التقارير والتسريبات إلى أن رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية الأدميرال مايكل مولين قد بدأ زيارة سريعة لمنطقة الشرق الأوسط تشمل الآتي:
• المحطة الأولى: العاصمة الأردنية عمان، وقد وصلها بالفعل يوم أمس الأحد 13 شباط (فبراير) 2011، حيث عقد سلسلة من اللقاءات والاجتماعات مع كبار المسؤولين الأمنيين-العسكريين الأردنيين إضافة إلى عقد لقاء مع سمو العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني.
• المحطة الثانية: تل أبيب، والتي وصلها في ساعة متأخرة من يوم أمس الأحد بعد انتهاء زيارته للعاصمة الأردنية عمّان، وسوف تشمل فعاليات زيارته: حضور احتفالات انتهاء ولاية نظيره رئيس الأركان الإسرائيلي غابي إشكينازي وتعيين الجنرال بينيتس رئيساً جديداً لهيئة أركان الجيش الإسرائيلي إضافة إلى عقد لقاءات مع الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز و رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
هذا، وبرغم أن مصر تمثل أكبر متلقي للدعم العسكري الأمريكي في المنطقة بعد إسرائيل، وبرغم أن الجيش المصري هو الحليف الرئيس للجيش الأمريكي في المنطقة بعد الجيش الإسرائيلي، فإن جولة رئيس الأركان الأمريكية المشتركة الأدميرال مايكل مولين لم تشمل القاهرة هذه المرة.
* جدول أعمال رئيس الأركان الأمريكي في المنطقة: الأبعاد غير المعلنة
تشير المعطيات الجارية والتسريبات المرافقة بالتوازي معها إلى أن سقوط نظام الرئيس المصري حسني مبارك سوف يترتب عليه حدوث فجوة كبيرة في الإستراتيجية العسكرية الأمريكية في المنطقة القائمة على حسابات معادلة حماية أمن إسرائيل، وفي هذا الخصوص فقد سعى الأدميرال مولين إلى الآتي:
- في العاصمة الأردنية عمان. هدفت لقاءات الأدميرال مولين لجهة التأكيد على ضرورة تعزيز العلاقات العسكرية الأمريكية-الأردنية والالتزام بتقديم المزيد من الدعم العسكري وغير العسكري للأردن بما يتيح سد الفراغ والفجوات التي من المتوقع حدوثها إذا تدهورت الأوضاع في مصر أكثر فأكثر في حالة صعود نظام مصري جديد غير حريص على الالتزام بنفس بنود التعاون العسكري-الأمني المصري-الأمريكي التي كانت سائدة خلا ل فترة الرئيس السابق حسني مبارك. وفي هذا الخصوص تقول المعلومات والتسريبات بأن الأدميرال مولين قد تفاهم مع كل من الملك الأردني عبد الله الثاني ورئيس الوزراء الأردني الجديد معروف البخيت إضافة إلى كبار المسؤولين العسكريين والأمنيين الأردنيين من أجل وضع الخطوط العامة للترتيبات الجديدة والاطمئنان على مدى رغبة ومصداقية الطرف الأردني في التعاون مع محور واشنطن-تل أبيب.
- في العاصمة الإسرائيلية تل أبيب. سوف تركز لقاءات الأدميرال مولين على طمأنة كبار المسؤولين الإسرائيليين بالتزام واشنطن ليس بالعمل على إنفاذ بنود اتفاقيات السلام المصرية-الإسرائيلية (كامب ديفيد) واتفاقية السلام الأردنية-الإسرائيلية (وادي عربة) وحسب، وإنما لجهة التأكيد القاطع على رغبة واشنطن في تعزيز القدرات العسكرية الإسرائيلية بما يتيح لتل أبيب التغلب على كافة المشكلات التي يمكن أن تحدث في معادلة توازن القوى في المنطقة بسبب التغييرات السياسية الجارية في مصر تونس إضافة إلى التي يمكن أن تحدث في الأردن واليمن والجزائر.
هذا، وأشارت التسريبات إلى أن تفاهمات الأدميرال مولين في عمان الأردنية قد تطرقت إلى مدى إمكانية قيام الأردن بتوفير وتقديم المزيد من التسهيلات بما يغطي طائفة واسعة من الأنشطة العسكرية والأمنية الأمريكية بما في ذلك التسهيلات في ميناء العقبة الأردني وشواطئ البحر الأحمر الأردنية بالنسبة للقطع البحرية الأمريكية، إضافة إلى حركة القوات البرية والجوية الأمريكية عبر المطارات الأردنية وهي في طريقها من وإلى العراق وأفغانستان ومنطقة الخليج العربي، إضافة إلى مدى جدية عمان في إنفاذ وتفعيل برامج وخطط تقديم المزيد من القوات الأردنية للمساهمة في جهود الحرب ضد الإرهاب في أفغانستان وربما في العراف واليمن إن دعت الضرورة مقابل الحصول على المزيد من الدعم والمساعدات الأمريكية.
تحدثت التسريبات الأخيرة عن قيام الرئيس المصري السابق حسني مبارك المتواجد حالياً في منتجع شرم الشيخ المصري باتصال هاتفي مع صديقه الزعيم الإسرائيلي بنيامين بن أليعازر رئيس الأركان الإسرائيلي السابق، تحدث خلاله عن ملابسات سقوط نظامه السياسي. وفي هذا الخصوص أشارت التسريبات إلى أن حسني مبارك قد صب جام غضبه على الرئيس الأمريكي باراك أوباما وحمله المسئولية عن سقوط النظام، وأضافت التسريبات بأن اتهامات حسني مبارك تصب في نفس اتجاه موقف الزعماء الإسرائيليين الذين ظلوا يطالبون واشنطن بالعمل لجهة الإبقاء على نظام حسني مبارك بأي طريقة، وتأسيساً على ذلك، فقد جاءت زيارة الأدميرال مولين لجهة طمأنة الإسرائيليين بأن واشنطن عازمة على المضي قدماً في إنفاذ التزامها بحماية أمن إسرائيل وأمن حلفاءها في المنطقة إضافة إلى التأكيد على وجود المزيد من الخطط والخطط البديلة لجهة الإبقاء على مشروع أمن إسرائيل مهما حدثت التغييرات السياسية العاصفة في المنطقة!
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد