مجالس عزاء ومظاهرات احتجاجاً على إعدام صدام

01-01-2007

مجالس عزاء ومظاهرات احتجاجاً على إعدام صدام

تواصلت ردود الفعل الغاضبة في العراق ودول عربية أخرى احتجاجا على إعدام الرئيس العراقي السابق صدام حسين، والذي جرى صباح السبت الماضي أول أيام عيد الأضحى.
فقد خرج مئات المسلحين في مدينة الدور قرب تكريت للتنديد بإعدام صدام، وشارك في المظاهرة نساء وشيوخ وأطفال، وحمل معظم الشباب أسلحة رشاشة وأطلقوا العيارات النارية في الهواء.
ورفع المتظاهرون صور صدام حسين، وأزاحوا الستار عن جدارية كبيرة في وسط مدينة الدور تحمل صورة لصدام حسين كتب عليها "الشهيد البطل صدام حسين".
وفي الأردن شاركت رغد أبنة صدام حسين في اعتصام نظمته النقابات المهنية، وألقت وهي متشحة بالسواد كلمة مقتضبة أشادت فيها بمناقب والدها "الرئيس القائد الشهيد" وشكرت الحضور -الذين بلغ عددهم قرابة ألف من بينهم نواب وإسلاميون هتفوا باسم صدام حسين- ونددوا بالولايات المتحدة الأميركية.
أما مدينة تكريت مسقط رأس صدام حسين والتي تمنع القوات العراقية الدخول إليها أو الخروج منها، فقد ازدحمت بعشرات خيم العزاء التي أقامها أهالي المدينة.
كما خرجت مظاهرة حاشدة في العاصمة الهندية نيودلهي رفع خلالها المتظاهرون صور صدام ورددوا شعارات مناهضة لأميركا وأحرقوا دمية تمثل الرئيس جورج بوش.
وفي جنين بالضفة الغربية نظمت حركة التحرير الوطني (فتح) جنازة رمزية شاركت فيها مختلف القوى الوطنية والإسلامية بعد تأدية صلاة الغائب في مساجد المدينة. وردد المشاركون في الجنازة هتافات تندد بما وصفوه عملية الاغتيال والجريمة التي تدعم المخطط الأميركي الإسرائيلي.
 دفن جثمان الرئيس العراقي السابق صدام حسين بمسقط رأسه في بلدة العوجة بتكريت وسط إجراءات أمنية مشددة. ويرقد صدام في قبر بقاعة المناسبات الدينية الملحقة بجامع العوجة الكبير الذي شيده في ثمانينيات القرن الماضي
وبني القبر على عجل بارتفاع 15 سنتمتراً عن مستوى أرضية القاعة وقد غُطي بالعلم العراقي، ووضع عند مقدمته مصحف وعدة صور لصدام حسين.
وبعد دفن صدام أقامت عشيرته ألبو ناصر مجلس عزاء بجامع صدام الكبير بتكريت. وتوافدت أفواج من المواطنين من محافظات عراقية عدة بينها الموصل وديالى والأنبار لتقديم التعازي متحدين حظر التجول الذي فرضته السلطات العراقية على مدينة تكريت.
وكان محافظ صلاح الدين ونائبه وشيخ عشيرة ألبو ناصر علي الندا قد تسلموا جثمان الرئيس السابق في بغداد. وقال عبد الله جبارة نائب محافظ صلاح الدين للجزيرة إن الجانب الأميركي قدم طائرة لنقل الجثمان إلى تكريت وإنه أبلغ بشكل غير مؤكد أن الموافقة على توفير هذه الطائرة تمت بعد استشارة الرئيس الأميركي جورج بوش.
وقد أجبرت القوات الأميركية تحت تهديد السلاح أقارب صدام على دفنه الساعة الثالثة فجرا، وهددتهم بأن تستعيد الجثمان وتوكل أمر دفنه للحكومة العراقية التي يترأسها نوري المالكي إن لم يدفنوه على الفور.
اصرار الحكومة العراقية على إعدام صدام قبل شروق شمس أول أيام عيد الأضحى أثار جدلا كبيرا وتساؤلات ركز بعضها على حقيقة الدور الأميركي. وقد كشفت ردود الفعل الرسمية والشعبية من الدول العربية عن مدى الاستياء الذي خلفه هذا الإعدام.
في غضون ذلك أظهر التسجيل الذي تسرب أن عملية الإعدام لم تستطع التخلص من منطق التشفي والبعد الطائفي من الحاضرين. فقد أحيط الرئيس السابق بجلادين ملثمين كانوا يرتدون سترات جلدية مدنية وليس زيا عسكريا نظاميا.
وبينما كان وثاق الحبل يشد على عنقه قال صدام "يا الله"، بينما هتف بعض الحاضرين باسم الزعيم الشيعي مقتدى الصدر والمرجع الشيعي محمد باقر الصدر الذي قتل في الثمانينيات.
ورد الرئيس السابق ساخرا والأنشوطة حول عنقه "هيه هاي المرجلة"، وبعدها يبدأ صدام حسين بتلاوة الشهادتين ويكرر تلاوتها ولكن قبل أن يكمل شطرها الثاني تنفذ عملية الإعدام.

 

المصدر: الجزيرة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...