محللون: إعلان "الخلافة الاسلامية" قد يشعل منافسة خطيرة بين "الدولة الاسلامية" و"القاعدة"
يرى خبراء في الشؤون "الجهادية" أن اعلان "الخلافة الاسلامية" في أجزاء من العراق وسوريا يشكل تحديا مباشرا لتنظيم "القاعدة" ويمكن ان يطلق منافسة خطيرة على زعامة الحركة "الجهادية" العالمية.
وبحسب الخبراء، فإنه وفي مسعى يائس للاحتفاظ بدوره فإن تنظيم "القاعدة" الذي كان وراء هجمات 11 ايلول 2001 على الولايات المتحدة، قد يرى نفسه مدفوعا الى شن هجمات جديدة على اهداف غربية ليثبت انه لا يزال قويا.
ويقول شاشانك جوشي من معهد "رويال يونايتد سيرفيسيز" في لندن ان "هذه المنافسة بين الجهاديين يمكن ان تكون خطيرة جدا" محذرا من ان "القاعدة" يمكن ان تلجأ الى عرض "مذهل" للقوة.
وكان تنظيم "الدولة الاسلامية في العراق والشام" (داعش) اعلن الاحد عن اقامة "الخلافة الاسلامية" في اجزاء يسيطر عليها في العراق وسوريا.
ولطالما كانت الخلافة التي انتهت ابان الامبراطورية العثمانية، "حلما للمجاهدين المتشددين" الذين يريدون فرض رؤيتهم للشريعة الاسلامية. وأطلق تنظيم "داعش" على نفسه اسم تنظيم "الدولة الاسلامية"، واعلن زعيمه ابو بكر البغدادي "خليفة للمسلمين" في كل مكان.
و بحسب ما يرى مانغوس رانستورب الخبير في الحركات الاسلامية المتطرفة في كلية الدفاع الوطني السويدية، لا يمكن لتنظيم القاعدة ان يتجاهل ما يمكن اعتباره إعلان حرب من قبل تنظيم جديد حقق سلسلة من النجاحات.
ويقول ان "المنافسة قد بدأت بالفعل.. فقد رفض البغدادي مبايعة ايمن الظواهري (زعيم تنظيم القاعدة) والآن يستطيع ان يقول: "انظروا الى انجازاتنا.. انت في مكان ما لا نعرف أين هو، تتحدث على الانترنت".
وبالنسبة للجيل الجديد الأصغر سنا من المسلحين الإسلاميين المتشددين فان تنظيم القاعدة بزعيمه البالغ من العمر 63 عاما بلحيته البيضاء، لم يعد يجذبهم كما كان يجذبهم ايام اسامة بن لادن.
وفي نظرهم فإن الظواهري الذي يعتقد انه يختبىء في منطقة على الحدود الافغانية الباكستانية، لم يفعل الكثير في السنوات الاخيرة باستثناء اطلاق التصريحات وتسجيلات الفيديو.
اما البغدادي الذي يعتقد انه في مطلع الأربعينات من العمر، فإنه قائد عسكري محنك، كما ان تنظيم "داعش" صنع لنفسه صورة جديدة من خلال المجلات وتسجيلات الفيديو التي صدر العديد منها باللغة الانكليزية.
واعلنت مجموعات "جهادية" عدة مبايعتها لتنظيم "الدولة الاسلامية في العراق والشام"، ويتوقع الخبراء ان يزداد عدد المجموعات التي تبايعه.
يقول تشارلز ليستر من مركز بروكينغز الدوحة "يزداد تأييد الجيل الأصغر سنا من الجهاديين لتنظيم داعش لأسباب من بينها إعجابهم بقدرته على تحقيق نتائج سريعة من خلال السلوك الوحشي".
وتوقع رانستورب انضمام أعداد كبيرة الى "الدولة الإسلامية في العراق والشام" بسبب نجاحها في السيطرة على منطقة تمتد من حلب شمال سوريا الى محافظة ديالى شرق العراق.
وقال ان سيطرة التنظيم على تلك المنطقة يعزز مركزه "فهو الان يملك قطعة من الارض، وهو شيء ملموس، ومشروع بناء دولة .. وهذا هو سبب انضمام عدد كبير من الناس من مختلف انحاء العالم له".
ويرى خبراء انه "من غير المرجح ان تعلن منظمات كبيرة مثل القاعدة مبايعتها للدولة الاسلامية،ولكن كلما طالت الفترة التي يسيطر فيها التنظيم على تلك الأراضي وقاوم فيها هجوم القوات العراقية، اصبح اكثر جاذبية".
وربما لا يكون امام البعض خيار سوى الانضمام الى التنظيم وسط إجباره الجماعات الأخرى النشطة في العراق وسوريا على الانضمام إليه ، وقال ليستر ان "إعلان تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام أوضح انه سيعتبر اي جماعة لا تبايعه عدوة للاسلام".
وأوضح أنور عشقي رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات الإستراتيجية والقانونية في جدة انه من الحتمي ان تدخل جماعة عدائية مثل "داعش" في نزاع مع جماعات "جهادية" أخرى.
وقال "إن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام هو مثل باكمان في لعبة الفيديو، فهو سيأكل جميع الجماعات الارهابية التي تقف في طريقه".
وكالات
إضافة تعليق جديد