مسلسل «أولى القبلتين»: دعيبس يسرق الخطيب والأخير يلجأ للقضاء
يبدو أن المخرج باسل الخطيب لم يجد أمامه سبيلاً إلا اللجوء إلى القضاء السوري لإيقاف تصوير مسلسل «أولى القبلتين» حيث يقدم الخطيب كل البراهين المدعمة بالوثائق التي تثبت ملكيته لمشروع هذا العمل الذي يؤرخ لمدينة القدس خلال القرن العشرين وكان المخرج الأردني أحمد دعيبس قد بدأ وبشكل مفاجئ تصوير هذا المسلسل وبنفس الأماكن التي اقترحها الخطيب للجهة المنتجة التي قدم لها المشروع كما يؤكد في صيف العام الفائت.
- وفي هذا الإطار يقول الخطيب: عرضت على أصحاب شركة «كنوز الخليج» الكويتية في العام الماضي مشروع مسلسل عن القدس على اعتبار أن الدراما العربية لم تقارب هذه المدينة بشكل جدي وعميق واقترحت إطاراً زمنياً يمتد على مدى خمسين سنة من عام 1917 بداية الانتداب البريطاني وحتى عام 1967 وسقوط المدينة بشكل كامل تحت الاحتلال وبحيث تقدم تاريخ المدينة من خلال خطوط درامية ووثائقية تتضمن أهم الشخصيات المقدسية التي كان لها دور بارز بتاريخ هذه المدينة وعلى رأسها مفتي فلسطين الحاج محمد أمين الحسيني والبطل الشهيد عبد القادر الحسيني وإبراهيم طوقان الذي ساهم في تأسيس إذاعة القدس إضافة إلى عشرات الشخصيات الدرامية والوثائقية.
- ويؤكد الخطيب أن المشروع بخطوطه الدرامية والوثائقية لاقى قبولاً ورضى من شركة «كنوز الخليج» ويضيف: بعد أن قدمت فكرة العمل مفصلة اتفقنا على تكليف الكاتب والصحفي المعروف إبراهيم العريس، كتابة السيناريو والحوار ومازلت أحتفظ بالمراسلات التي تمت مع العريس وعن طريقي وكتب العريس بالفعل حلقتين ولكننا وجدنا أنهما ليستا ضمن التوجه والرؤية التي نريدها فانتهى الاتفاق معه فاقترحت أن أقوم أنا بكتابة العمل واتفقنا على ذلك فأرسلت لي الشركة عقدين الأول كمؤلف والثاني كمخرج مازلت أحتفظ بهما ولاحقاً اختلفت مع الشركة حول البنود التنفيذية وخاصة فيما يتعلق بميزانية المسلسل حيث قدمت الشركة ميزانية لا ترقى إلى مستوى العمل وكذلك أجور العاملين المتدنية في المسلسل فوصلت مفاوضاتي مع الشركة إلى طريق مسدود فسحبت المشروع وأعلمت الشركة وبشكل خطي بذلك وأكدت لها أن المشروع ملكي بفكرته وإطاره الزمني وشخصياته وأحداثه وأن المشروع مسجل ضمن مديرية حقوق المؤلف في وزارة الثقافة السورية ويلفت الخطيب إلى أنه استمر في الكتابة ولم يتوقف «وعلمت بعد ذلك أن الشركة اتصلت بالمخرج الأردني وكلفته بالمشروع وهو كلف الكاتب الأردني بكر قباني كتابة المسلسل وانتهى من تأليفه خلال شهرين وهذا أمر لا يمكن تصديقه فمسلسل يتناول مدينة القدس والقضية الفلسطينية يحتاج إلى جهد عدة شهور من الكتابة وبعد ذلك جرى تكليف شركة «زنوبيا» السورية لتنفيذ العمل وحاولت حل المسألة بطرق ودية عن طريق صديقي عبد الهادي الصباغ مدير الشركة ويبدو أنه لم يكن قادراً على التدخل ولم أجد سبيلاً إلا القضاء وأنا أملك كل الوثائق ولدي من الشهود ما يكفي لإثبات حقي في هذا المشروع الذي أعتبره مشروع عمري وشدد الخطيب على أن القدس وفلسطين ليست ملكه وأن بإمكان أي كاتب تناولها وحسب رؤيته ولكن المسلسل الذي يجري تصويره مأخوذ بشكل شبه كامل من الأوراق التي كتبها وبالتفاصيل ولفت إلى أنه صرح للصحافة العربية وقبل أشهر عن هذا المشروع
وأن القائمين على المسلسل باشروا التصوير ودون الحصول على إذن الرقابة في التلفزيون السوري وهذا الإذن شرط لأي مسلسل يراد تصويره في سورية.
وعند سؤالنا المخرج الخطيب عن أسباب تأخره باللجوء إلى القضاء قال: لم أعرف إلا منذ أسبوع وبشكل مفاجئ بالأمر فقد كنت منشغلاً وطوال الشهور الماضية بالعديد من المشاريع وأهمها مشروع مسلسل «ناصر» وكنت دائم السفر بين دمشق والقاهرة وكانوا هم يعملون بصمت وبشكل سري كي لا تتكشف الأمور وعندما شعروا أنني علمت بالأمر باشروا التصوير ودون الحصول على الموافقات الرسمية وفي نفس الأماكن التي اقترحتها أنا للشركة أي إنهم لم يتكبدوا حتى عناء استطلاع أماكن التصوير.
وطلب الخطيب من الجهات الرسمية سرعة التحرك لحماية حقه في هذا المشروع، وحول موقف القضاء السوري أكد الخطيب احترامه لأي قرار يتخذه وأضاف: الدعوى ستحرك ضد الشركة الكويتية والشركة السورية وأتمنى من القضاء حسم المسألة وبشكل منصف وخاصة أن لدي الوثائق التي تدعم موقفي، وعند هذه النقطة انتهى الحديث عن «القدس» وانتقل إلى «ناصر» حيث أغلق الخطيب الباب أمام كل الشائعات التي طالت العمل وقد أكد أن العمل «يتعرض لمحاولات تشويش جاءت بأكثر من سياق وما أستطيع قوله وتأكيده أن التحضيرات أوشكت على الانتهاء وسوف نباشر التصوير في مطلع الشهر القادم والأمر الوحيد الذي أعاقنا من الناحية الزمنية هو اختيار الممثل الذي يلعب شخصية عبد الناصر لأن اختيار الممثل المناسب شيء مهم وعامل حاسم في نجاح المسلسل وقد وقع الاختيار على الممثل المصري مجدي كامل مع مجموعة من نجوم الدراما المصرية ومنهم صلاح عبد الله وسوسن بدر وسلوى خطاب ومحمد وفيق ومن الممكن أن يشارك النجم نور الشريف كضيف شرف ويلعب دور جد الزعيم عبد الناصر، وأكد الخطيب أن مجدي كامل قادر على تأدية الدور وخاصة أنه سبق أن قدمه أكثر من مرة في أعمال مصرية ونفى الخطيب وبشكل قاطع أن يكون «ناصر» بمنزلة الرد على مسلسل «الملك فاروق» وأكد أن الكاتب يسري الجندي «يعمل على هذا المشروع منذ عدة سنوات وقبل أن يعرض مسلسل الملك فاروق وأعتقد أن هذا العمل أكبر من ربطه بأي عمل آخر فالقضية أكبر من ذلك ولا يمكن النظر إليه ضمن هذا الإطار الضيق».
- وأكد أن أهمية هذا المسلسل «تأتي من عدة نواح ومنها أنه يتناول قصة حياة ناصر بشكل كامل لأول مرة في الدراما التلفزيونية والعمل يرصد تفاصيل لا يعرفها المشاهدون عنه وبالتالي يحمل المسلسل قيمة معرفية ويقدم العمل تاريخ مصر في تلك الفترة ومن وجهة نظر مختلفة وأنا شخصياً أحب جمال عبد الناصر مع إدراكي أنه كان إنساناً له أخطاؤه وإنجازاته وهناك اتفاق مع الكاتب ومع السيدة هدى عبد الناصر على أن نكون أمناء تجاه المرحلة بسلبياتها وإيجابياتها وهذا سيكسب العمل أهميته وأستطيع القول إن هناك جرأة وصراحة وليس هناك مجاملة تجاه شخصية الرئيس الراحل».
كما أكد الخطيب تفهمه لأسباب اعتذار الفنان جمال سليمان عن لعب شخصية «ناصر» وأضاف: أعتقد أن عوامل السن كانت وراء اعتذاره وهذا خياره وأحترمه وأتمنى له كل التوفيق في أعماله القادمة.
محمد أمين
المصدر: الوطن السورية
إضافة تعليق جديد