معارك المنقبات في دار الهجرة

15-10-2006

معارك المنقبات في دار الهجرة

يتابع البريطانيون بـ «قلق واهتمام» الجدل السياسي الدائر في شأن وجود القوات الملكية في العراق وافغانستان بالدرجة نفسها لمتابعتهم قضية الرموز والالبسة الدينية وما جرى مع المدرسة المسلمة الآسيوية الاصل عائشة عزمي (24 عاماً) التي مُنعت من متابعة عملها طالما استمرت في ارتداء النقاب، او تعليق شركة الخطوط الجوية البريطانية (بريتيش ايرويز)منقبات تظاهرن امام منزل جاك سترو في بلاكبورن امس. خدمات موظفتها القبطية من أصل مصري، ناديا عويضة، لرفضها التزام قواعد اللباس الرسمي للشركة واخفاء اي اشارة الى دينها. 

وساند زعماء للجاليات الاسلامية، من بينهم النائب المسلم شهيد مالك، موقف المجلس البلدي لمقاطعة ويست يوركشاير الذي علق خدمات عزمي، وقالوا «كان عليها نزع النقاب اثناء القاء الدروس لتمكين تلاميذها، وهم صغار تتراوح اعمارهم بين سبع سنوات و11 سنة، من الاستماع بشكل افضل الى ما تقول».

وتضامن النائب مالك، الذي يمثل المنطقة، مع الاعضاء المسلمين في المجلس البلدي اضافة الى اعضاء «المجلس الاسلامي في بريطانيا» وقالوا «ان المرأة المسلمة غير ملزمة بتغطية رأسها او حتى فمها في حضور اطفال لم يبلغوا بعد سن المراهقة».

ووفق السلطات التعليمية للمنطقة، التي تخضع لها مدرسة كيركلس التابعة للكنيسة الانغليكانية، تتحدر غالبية الطلاب من اصول باكستانية او هندية.

ونفت المدرسة، في تصريحات الى هيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) امس ان تكون رفضت نزع نقابها اثناء تدريس الاطفال، وقالت انها اصرت على ارتداء النقاب، الذي لا يكشف الا عينيها، في حضور زملائها من الرجال غير انها قبلت نزعه امام طلابها.

واضافت: «تحديداً تمثل طلب الادارة في ان انزع نقابي في المدرسة. وأجبت بانه لا يمكنني نزعه امام زميل ذكر».

وأكدت: «لم يدر الحديث عن نزع النقاب امام الطلاب الامر الذي انا مستعدة للقيام به».

وقال متحدث باسم المدرسة ان «القضية احيلت الى محكمة لتسوية الخلافات وننتظر النتائج»، موضحاً ان عزمي لن تتمكن من التدريس قبل صدور الحكم.

وجاءت القضية في ظل تصريحات لوزير الخارجية السابق جاك سترو اثارت جدلاً في شأن ارتداء النقاب واعلانه انه لا يحبذ شخصيا ارتداء المسلمات النقاب «لأنه لا يساعد على الحوار مع المجموعات الطائفية في بريطانيا».

في المقابل اتهمت ناديا عويضة (55 سنة)، المضيفة الارضية في «البريطانية»، ادارة الشركة بالتمييز في المعاملة بمنعها من ارتداء قلادة تحمل الصليب في حين تسمح للموظفات المسلمات بارتداء الحجاب وللموظفين السيخ بارتداء العمامة (التربان).

وقال الرئيس التنفيذي للشركة ويلي والش ان «تعليق خدمات عويضة تم لعدم التزامها قواعد لباس الشركة». وقال ناطق باسم الشركة ان «المجوهرات وغيرها مما يرمز الى الاديان يجب ان يخفى تحت الثياب، وانه طلب من عويضة ان تخفي صليبها تحت ملابسها لكنها رفضت.

واعلنت عويضة، التي خدمت في الشركة سبع سنوات كانت فيها موظفة مثالية، كما تقول، انها ستقاضي الشركة بتهمة «التمييز الديني». وانبرى للدفاع عنها ممثلها في مجلس العموم نائب زعيم الحزب الليبيرالي الديموقراطي فينس كابل الذي كتب محتجاً لادارة «البريطانية» قائلاً: «انها مؤمنة ملتزمة كانت تظهر ايمانها بطريقة متواضعة ومن دون استفزاز احد». كذلك اعلن امام مسجد جنوب لندن الشيخ علي حسن بركات ومدير منظمة السيخ الدكتور اندارجيت سينغ، ادانتهما لـ «البريطانية» لتعليقها خدمات عويضة.

من جهة ثانية افادت الشرطة بأن الامام البنغالي محمد شمس الدين، الذي يؤم المصلين في مسجد بمدينة غلاسكو الاسكتلندية، تعرض لاعتداء مساء الجمعة ونقل الى المستشفى لعلاجه من جروح طفيفة. وذكر شهود عيان ان المشتبه فيه رجل ابيض، وجه الشتائم للامام قبل ان يلكمه ويرفسه ويرميه بكل ما وقعت عليه يداه بما في ذلك صندوق الامانات وكرسي. واعربت الشرطة عن اعتقادها ان الهجوم سببه عنصري.

المصدر: الحياة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...