معرض فني يجسد معاناة الفلسطينيين
تحت عنوان "حاضر غائب" افتتح معرض للفن التشكيلي الفلسطيني يشمل معروضات لعشرة مبدعين من طرفي الخط الأخضر في مدينة طمرة داخل أراضي 48، وسيستمر حتى نهاية الشهر القادم.
وقد افتتح المعرض أمس في صالة العرض البلدي في مدينة طمرة الواقعة في منطقة الجليل الغربي، بحضور العديد من الشخصيات الثقافية والفنية والفنانين المشاركين فيه.
ويعتمد كل واحد من الفنانين المشاركين فكرة معينة بلورت بأشكال ومضامين مختلفة تناجي الوطن الضائع وتنطق بلسان القضية الفلسطينية بأبعادها المتنوعة.
وأوضح الفنان أحمد كنعان المشرف على المعرض أن التسمية ترتبط بالفلسطينيين المهجرين في وطنهم ممن بقوا على تراب الوطن رغم تهجيرهم من مسقط رؤوسهم، حيث اعتبرتهم إسرائيل "حاضرين غائبين".
ولفت كنعان إلى أن أغلبية الفنانين المشاركين في المعرض هم من أسر لاجئة ومهجرة في أراضي 48 والضفة وغزة موضحا أن ذلك انعكس بشكل بارز على أعمالهم.
وشمل المعرض لوحات "الرقم الذي صار اسماً" لصاحبها الفنان تيسير بركات من رام الله، الذي استلهم فكرته من رسائل الأسرى في سجون الاحتلال إلى أقاربهم، وبعضها محبوس في غرف زجاجية ضيقة فوق أعمدة سوداء.
وتجسد اللوحات قضبان السجون، ومن خلفها وجوه مكوية بالنار على الخشب، وبعضها معلق على بياض جدران المعرض بحكايات السجون والسجناء.
وكان بركات قد عايش طيلة عامين آلاف الرسائل التي كان يتبادلها الأسرى مع أقاربهم وأصدقائهم منذ الانتداب البريطاني، مروراً باحتلال 1948، فاحتلال 1967 حتى اليوم.
يشار إلى أن الفنانة رنا بشارة المشاركة في المعرض كانت قد عادت إلى البلاد من فرنسا بعد تنظيمها معرضا فنّيا بعنوان "تكريم فلسطين" يحتوي على أعمال فنية متنوعة تروي معاناة الفلسطينيين بعد ستة عقود على النكبة وأربعة عقود على النكسة.
وأشارت بشارة إلى الهجوم الذي تعرض له معرضها في فرنسا من قبل أوساط يهودية اعتبرته تحريضا وتشويها للحقائق ولفتت إلى وجود ربط بين اسمها وبين قضية الدكتور عزمي بشارة الذي تجمعهما به قرابة.
وكانت بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية المحلية قد حملت على معرض بشارة واتهمته بالتحريض على إسرائيل واتهامها بقتل الشعب الفلسطيني. وخلال افتتاح معرض "حاضر غائب" قالت بشارة إن أعمالها الفنية حقيقية ومستوحاة من واقع الاحتلال وشددت على أنها لا تخجل من القول إن شعبها الفلسطيني يتعرض لتطهير عرقي وعمليات تشريد.
وأضافت" تلقيت دعوة رسمية من قبل بلدية أركوي القريبة من العاصمة الفرنسية لإقامة المعرض لكن الجالية اليهودية في باريس تعاملت معي باحتقار وقد أبلغني منظمو المعرض أن الجالية اليهودية في فرنسا معترضة بشدة على ما أريد عرضه من أعمال حتى قبل أن يروها".
وأوضحت بشارة أن الجالية اليهودية طالبت رئيس بلدية أركوي بإلغاء المعرض وسط حملة تشهير به في وسائل الإعلام المحلية اتهمته بالتحريض والعداء للسامية.
وديع عواودة
المصدر: الجزيرة
إضافة تعليق جديد