مقتل زعيم "القاعدة في جزيرة العرب" بغارة أميركية
أعلن تنظيم "القاعدة في جزيرة العرب" اليوم الثلاثاء، مقتل زعيمه ناصر الوحيشي في غارة أميركية من دون طيار، وذلك في بيان على الإنترنت، مشيراً أيضاً إلى تعيين قائده العسكري السابق قاسم الريمي زعيماً جديداً له.
وقال العضو البارز في التنظيم خالد باطرفي "ننعي إلى أمتنا المسلمة الشيخ القائد أبا بصير ناصر بن عبد الكريم الوحيشي الذي قضى نحبه إثر غارة أميركية استهدفته مع اثنين من إخوانه المجاهدين."
وأضاف باطرفي أن التنظيم "اجتمع وعين قائده العسكري السابق قاسم الريمي" زعيماً له خلفاً للوحيشي.
وجاء في بيان نعي الوحيشي "على اثر هذا الحدث وبالرغم من انشغالنا في القتال ضد الحوثيين وانصار المخلوع (الرئيس السابق علي عبدالله صالح) في اكثر من 11 جبهة في مختلف انحاء اليمن وبالرغم من الظروف الامنية القائمة، الا ان الله يسر (...) اجتماع اكبر عدد ممكن من اهل الشورى في الجماعة وتم الاتفاق على ان خير خلف لخير سلف هو الشيخ الفضل ابو هريرة قاسم الريمي حفظه الله". واضاف البيان "نحن بايعناه على ذلك".
وكانت صحيفة "واشنطن بوست" أفادت مساء الاثنين أن طائرة أميركية من دون طيار استهدفت الوحيشي، الذي شغل أيضاً منصب نائب زعيم التنظيم أيمن الظواهري، في غارة جرت الأسبوع الماضي، في ذكرت شبكة "سي أن أن" الإخبارية أن هذه الغارة أدت إلى مقتله.
ونقلت "واشنطن بوست" عن مسؤولين أميركيين لم تسمهم قولهم إن "الوقت لا يزال مبكراً جداً" لمعرفة ما إذا كان زعيم "قاعدة الجهاد في جزيرة العرب" قد قتل في الغارة التي نفذت في التاسع من حزيران الحالي.
ونقلت الصحيفة الأميركية عن مسؤول في الاستخبارات الأميركية قوله "نحن نحاول التأكد من مقتله".
ولكن "سي أن أن" نقلت عن مسؤولين أمنيين يمنيين تأكيدهما أن الوحيشي قتل الجمعة في 12 حزيران في منطقة حضرموت جنوب اليمن.
واعتبرت "واشنطن بوست" أن مقتل الوحيشي قد يطلق أزمة قيادة أوسع داخل التنظيم المتطرف، معتبرة أن الوحيشي، وهو مساعد سابق لأسامة بن لادن، حارب لإبقاء تركيز التنظيم على ضرب أهداف غربية، كما أنه سمي في العام 2013 المسؤول "رقم 2" في التنظيم والخليفة المحتمل لأيمن الظواهري.
ولكن الصحيفة اعتبرت أنه "حتى من دون الوحيشي، لا يزال تنظيم القاعدة في جزيرة العرب سيبقى يشكل تهديداً إرهابياً، بحسب مسؤولين أميركيين وخبراء مكافحة الإرهاب، الذين أشاروا إلى أن هذا التنظيم قد استعاد قوة ملحوظة بعد انهيار الحكومة اليمنية المعدومة من واشنطن".
الوحيشي كتان شغل منصب السكرتير الخاص لأسامة بن لادن، غادر أفغانستان في العام 2001، وتم إعتقاله في إيران وتسليمه للسلطات اليمنية، وقضى سنتين في سجن الأمن المركزي في صنعاء وكان أحد الـ23 سجيناً هارباً من السجن في شباط 2006.
وكان الوحيشي عين في العام 2013 نائباً لزعيم تنظيم "القاعدة" أيمن الظواهري، ويعد مقتله ضربة قاسية لـ"القاعدة" عامة، وفرعه اليمني خاصة، لا سيما وان واشنطن تعتبر هذا الفرع أكثر فروع التنظيم المتطرف خطورة على الإطلاق.
وقبل أن يؤكد "القاعدة في اليمن" مقتل زعيمه، كان "المركز الأميركي لمراقبة المواقع الإسلامية المتطرفة" - "سايت"، نقل أمس الاثنين، أن ناشطين في تنظيم "القاعدة" في اليمن نشروا أنباء عن مقتل الوحيشي المكنى بـ"ابي بصير"، وتعيين القائد العسكري في التنظيم قاسم الريمي المكنىبـ" أبي هريرة" خلفاً له.
وتنظيم "قاعدة الجهاد في جزيرة العرب" مدرج على اللائحة الأميركية للمنظمات "الإرهابية الأجنبية"، وقد عرضت واشنطن 45 مليون دولار مكافأة لمن يرشدها إلى ثمانية من قادته وبينهم الوحيشي.
التنظيم تبنى عددا كبيرا من الهجمات على أهداف غربية، أبرزها محاولة تفجير طائرة مدنية أميركية كانت متجهة من أمستردام إلى ديترويت يوم عيد الميلاد في العام 2009، والهجوم الذي استهدف صحيفة "شارلي إيبدو" الفرنسية في كانون الثاني الماضي . كما تمثلت أبرز عمليات التنظيم بعد اندماج الفرعين السعودي واليمني في تنظيم واحد، في محاولة الاغتيال التي تعرض لها ولي العهد السعودي محمد بن نايف حين كان يشغل منصب مساعد وزير الداخلية السعودي في 28 آب 2009 في مدينة جدة.
وكان مسؤول يمني ذكر لوكالة "فرانس برس" الأسبوع الماضي أن طائرة من دون طيار أطلقت في 9 حزيران الحالي أربعة صواريخ على ثلاثة عناصر في تنظيم القاعدة، احدهم "قيادي" في التنظيم لم يسمه، وذلك في غارة استهدفتهم قرب مرفأ المكلا، عاصمة محافظة حضرموت، مؤكداً "مقتلهم على الفور".
وكان التنظيم المتطرف في اليمن تمكن في نيسان الماضي من السيطرة على مدينة المكلا، عاصمة محافظة حضرموت، مستغلاً الفوضى التي تعم البلاد، حيث تشن السعودية غارات مكثفة، فضلاً عن معارك يومية بين حركة "أنصار الله" والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح من جهة، والميليشيات الموالية للرئيس المتراجع عن استقالته عبد ربه منصور هادي.
ورغم انعدام الاستقرار في اليمن، أكدت الولايات المتحدة عزمها على مواصلة محاربة تنظيم "قاعدة الجهاد في جزيرة العرب".
المصدر: موقع السفير+ وكالات
إضافة تعليق جديد