من هو الرئيس الجديد لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية في بغداد

30-01-2007

من هو الرئيس الجديد لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية في بغداد

الجمل:    استناداً إلى الموقف البائس في بغداد والذي يحض على اليأس حالياً، فإن رئيس محطة بغداد التابعة للوكالة يتوجب ويفترض أن يكون مديراً استثنائياً من النوع الذي يستطيع تسيير قوى الوكالة ويعمل ويتعاون بشكل وثيق مع القوات الأمريكية. ولكن لسوء الحظ فقد أطلعتني مصادر عديدة وبأن وكالة المخابرات المركزية الأمريكية قد عيّنت رجلاً ظل لفترة طويلة عرضة للانتقادات داخل الوكالة، بشكل يجعله غير صالح وغير ملائم لتولي أعباء الوظيفة. وإضافة لذلك فقد تم إخباري وإطلاعي بأن رئيس المحطة الجديد مشارك ومتورط في عمليات إساءة معاملة المعتقلين، والممارسات التي ارتبطت بعمليات التسليم السري للمشتبهين بالإرهاب وعمليات استجوابهم.
بحسب القانون، فإنني لا أستطيع أن أصرّح باسم الرئيس الجديد لمحطة وكالة المخابرات المركزية الأمريكية في بغداد، ولكنني سوف أطلق عليه اسم (جيمس)، وهو ابن إحدى الشخصيات المعروفة والمشهورة والمثيرة للجدل والذي خدم في الوكالة خلال سنواتها المبكرة. والمصادر التي تحدثت معها تقول: إن (جيمس) كان يعمل في محطة وكالة المخابرات بالجزائر في مطلع حقبة تسعينيات القرن الماضي، بعد أن قام العسكريون بتنفيذ انقلابهم الذي قطع الطريق أمام الإسلاميين وحرمهم من تحقيق الفوز الكاسح بالانتخابات البرلمانية. كذلك خدم (جيمس) هذا ضمن قوة مهام استخبارية خاصة في العراق هدفت إلى القيام بزعزعة استقرار نظام صدام حسين قبل فترة الغزو.
لاحقاً تم تعيين (جيمس) في مركز مكافحة الإرهاب التابع لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية  حيث خدم في وظيفة رئيس العمليات، وعملياً كان يعمل بمثابة الرجل الرابع في المركز، وكان يشرف على وحدة أليس (الوحدة المسؤولة والمكلفة بعملية اصطياد أسامة بن لادن والتي تم تسريحها في نهاية العام الماضي وأيضاً كان مسؤولاً عن قسم المركز الذي يهتم بإعداد سيناريوهات المؤامرات. وبعد هجمات الحادي عشر من أيلول عمل (جيمس) رئيساً لمحطة وكالة المخابرات المركزية الأمريكية في العاصمة الأفغانية كابول، ثم تم نقله بعد ذلك ليترأس محطة العاصمة الباكستانية إسلام أباد.
يرتبط (جيمس) بعلاقات وثيقة مع كوفر بلاك الذي عمل مديراً لمركز مكافحة الإرهاب التابع للوكالة في الفترة من 1993 إلى 2002 الذي يعمل حالياً مديراً لشركة أمن خاصة تدعى بلاك ووتر (أي الماء الأسود).
يتميز (جيمس) وأصدقاءه في الوكالة بتفضيل اللجوء إلى الأساليب القاسية الفائقة الوحشية ويقال بأنه في الفترة التي أعقبت الحادي عشر من أيلول كان الشخص الرئيس والمركزي في الوكالة المسؤول عن ملف (ابن الشيخ الليبي) والذي كان يشتبه بقيامه بالإشراف على معسكر تدريب يتبع للقاعدة. وقد تم التقاط الليبي بواسطة قوى الأمن الباكستانية في نهاية عام 2001 بعد معركة في منطقة تورا بورا بأفغانستان، حيث تم تحويله إلى جهاز مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي للاستجواب. إلا أن (جيمس) رغب في أن تقوم وكالة المخابرات المركزية الأمريكية بمسؤولية استجواب الليبي. وبرغم اعتراضات رئيس قاعدة باغرام الجوية العسكرية ومدريه جهاز مكتب التحقيقات الفيدرالية الأمريكي روبرب مولر، فإن (جيمس) وجد سبيله في تحقيق رغبته ومن ثم قامت الوكالة بمسؤولية التحقيق مع الليبي. ويقول أحد المقربين من (جيمس) بأنه كان يعتقد بعدم قدرة مكتب التحقيقات الفيدرالي على استخراج المعلومات من الليبي.
قامت الوكالة بتحويل الليبي للمخابرات المصرية، والتي عُرفت بأساليبها الوحشية، وقد تمكّن المصريون من جعل الليبي يتحدّث، و(يحكي). ولكن كثيراً مما قاله كان تحت تأثير التعذيب وكان حديثاً لا قيمة له تضمن معلومات مفبركة حول التعاون بين القاعدة ونظام صدام حسين السابق، وهي معلومات وجدت طريقها آنذاك بكل سهولة إلى خطاب كولن باول الشهير الذي ألقاه أمام الأمم المتحدة.
لقد وجد تعيين (جيمس) في محطة بغداد تأييداً ودعماً من كبار مسؤولي وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ومن بينهم رئيس قسم الشرق الأدنى بالوكالة.
أحد المسؤولين السابقين الذين يعرفون (جيمس) جيداً قال بأنه صُدم عندما علم أن (جيمس) قد تعيينه رئيساً لمحطة الوكالة في بغداد وذلك أن سمعته سيئة وتعاونه مع العسكريين في الاعتبارات الميدانية سيئ للغاية، إضافة إلى أنه لا يتورع عن فبركة المعلومات التي يمكن أن يترتب عليها تضليل الإدارة الأمريكية والرأي العام الأمريكي بما يمكن أن يؤدي إلى كارثة أكبر من المعلومات التي سبق أن فبركها وأدت إلى كارثة خطاب كولن باول الشهير أمام الأمم المتحدة، ويقول هذا الشخص بأن تعيين (جيمس) هو تعيين الشخص غير المناسب في المكان غير المناسب.
مسؤول سابق آخر بوكالة المخابرات المركزية الأمريكية أطلق على (جيمس) تسمية (الولد الذكي) والذي استطاع أن يطور علاقات وثيقة مع حامد كرزاي وزلماي خليل زادة، وقد  أدى ذكاءه هذا إلى الكثير من المشاكل في البيت الأبيض والبنتاغون والخارجية الأمريكية وأيضاً في وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، والآن عندما قرروا إرسال هذا الولد الذكي إلى بغداد فإن عليهم هذه المرة أن يكونوا أكثر ذكاء بأن يعملوا على وضع الاحتياطات اللازمة لتفادي التأثير المضلل (للتقارير والمعلومات الذكية) التي سوف يقوم بفبركتها واختراعها عن العراق والدول المجاورة له، هذا (الولد الذكي).


الجمل: قسم الدراسات والترجمة
المصدر: هاربرز اورغ
الكاتب: كين سيلفرشتاين

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...