مهمة آصف زرداري في دمشق وتساؤلات حول مشاركة سورية بمؤتمر أفغانستان

07-01-2010

مهمة آصف زرداري في دمشق وتساؤلات حول مشاركة سورية بمؤتمر أفغانستان

الجمل: سوف يصل الرئيس الباكستاني آصف زرداري يوم غد الجمعة إلى العاصمة السورية دمشق, في زيارة تستغرق يومين, يلتقي من خلالها بالرئيس السوري بشار الأسد, هذا, وتعتبر هذه الزيارة بمثابة المرة الأولى للرئيس زرداري التي يزور فيها سورية, منذ لحظة توليه منصب الرئيس الباكستاني.
جدول أعمال دمشق-إسلام أباد:
تقول التقارير والمعلومات, وعلى وجه الخصوص الواردة بواسطة الصحف والمواقع الالكترونية الباكستانية, بأن الرئيس الباكستاني آصف زرداري, سوف يزور دمشق, من أجل:
•تقديم التعازي للرئيس السوري بشار الأسد في وفاة شقيقه.
•إطلاع الرئيس السوري بمجريات الأوضاع والتطورات الجارية في الساحتين الباكستانية والأفغانية.
•التفاهم مع الرئيس السوري حول أوضاع الشرق الأوسط.
•التفاهم مع الرئيس السوري حول تعزيز العلاقات السورية-الباكستانية.
هذا, وأضافت التقارير والمعلومات, بأن الرئيس الباكستاني آصف زرداري, سوف يقوم بعد زيارة سورية, بزيارة تركيا, ودبي, من أجل المزيد من التفاهم وإحراز التقدم في بعض ملفات السياسة الخارجية الباكستانية الأخرى.
أين توجد مؤشرات الزيارة؟
تكشف المعطيات والوقائع الجارية, بكل وضوح, أن سورية من أبرز البلدان الشرق أوسطية التي ظلت تعاني من الانتهاكات الإسرائيلية, وأيضا من تدخل واشنطن المتحيز لصالح إسرائيل في صراعها مع سورية, أما باكستان, فهي وإن ظلت لفترة تمثل الحليف الرئيسي لأميركا في منطقة شبه القارة الهندية, فإنها وبسبب ذلك, أصبحت الأكثر تعرضا لاحتمالات الانهيار والتفكك, من جراء استغلال واشنطن وأطماعها غير المحدودة في ابتزاز باكستان في ملف حرب أفغانستان, وفي ملف استهداف إيران, وفي ملف استهداف الصين, إضافة إلى جملة من الملفات الفرعية الأخرى.
تندرج معطيات السياسة الخارجية, أي سياسة خارجية, في بعدها السياسي الخارجي السلوكي, ضمن إطار المعاملات الخارجية, والتي تتمثل في المعاملات, وهي في حالة خط دمشق-إسلام أباد تضمن نوعين من المعاملات, هما:
•المعاملات الاقتصادية: ومن أبرزها تبادل السلع والخدمات, وتبادل فروع الشركات, وحركة الأفراد العابرة للبلدين, هذا وبرغم انخفاض ملف هذه المعاملات في علاقات خط دمشق-إسلام أباد, فإن المستقبل ما يزال واعدا, خاصة, وأن الروابط التجارية والثقافية بين البلدين تمتد إلى مئات الأعوام والسنوات, منذ أيام بلاد الشام وبلاد السند.
•المعاملات الاتصالية: وتتضمن تبادل المعلومات على المستويين الرسمي والشعبي, إضافة إلى التفاهم والحوار الشخصي المتبادل, وفي هذا الجانب تلعب أطراف صنع واتخاذ القرار الدبلوماسي السياسي والاقتصادي في سوريا وباكستان الدور الرسمي الحاسم في هذا المجال.
يمكن النظر إلى زيارة الرئيس الباكستاني آصف زرداري إلى سوريا على أساس اعتبارات أنها تندرج ضمن مجال المعلومات الاتصالية, والأمل معقود على أن تتطور أكثر فأكثر باتجاه المعاملات الاقتصادية باعتبارها الهدف الأمثل لتطوير وتعزيز الروابط بين البلدين.
زيارة زرداري والقراءة في ملفات إسلام أباد:
تقول المعلومات والتسريبات, بأن الإدارة الأميركية, ولجان العلاقات الخارجية التابعة للكونغرس الأميركي, إضافة إلى الخارجية الاميركية, قد أبدت انزعاجا لحظة سماعها بأن حليف أميركا الاستراتيجي في شبه القارة الهندية, الرئيس آصف زرداري سوف يقوم بزيارة العاصمة السورية دمشق, وسوف يلتقي بالرئيس السوري بشار الأسد, فالأميركيون مازالت تتداعى في مخيلتهم الزيارات المتبادلة السابقة بين الرئيس الأسد ورئيس الوزراء التركي رجب أردوغان, وما ترتب على ذلك من تحول في الموقف التركي, على نحو يقول الخبراء بأنه ألحق ضررا بالغا بأجندة جدول أعمال السياسة الخارجية الأميركية الشرق أوسطية, إضافة إلى إصابة الدبلوماسية الإسرائيلية بخسائر شرق أوسطية فادحة.
بادرت الإدارة الأميركية بإرسال السيناتور الجمهوري جون ماكين حليف إسرائيل والمرشح الرئاسي الجمهوري السابق, وأيضا اليهودي الأميركي الديموقراطي جو ليبرمان, حليف إسرائيل الرئيسي في الكونغرس والحزب الديموقراطي إلى العاصمة الباكستانية إسلام أباد, وتقول المعلومات والتسريبات, بأن توقيت زيارتهما قد تمت جدولته بحيث يتم عقد لقاء بين السيناتورين والرئيس الباكستاني زرداري تجري فعاليته اليوم الخميس, أي قبل يوم واحد من سفره إلى سورية, وذلك حتى يكون واقعا تحت تأثيرات الانطباع الأميركي, وهو في دمشق.
أكدت بعض المعلومات والتسريبات المتعلقة بلقاء زرداري مع السيناتور ليبرمان, والسيناتور ماكين النقاط الآتية:
•التأكيد لإسلام أباد بان واشنطن سوف تلتزم بدعم جهود باكستان في حربها ضد الإرهاب.
•التأكيد لإسلام أباد بان تطور العلاقات الأميركية-الهندية لن يؤثر على علاقات خط واشنطن-إسلام أباد.
•التأكيد لإسلام أباد بان استقرار باكستان يرتبط بمدى استقرار أفغانستان.
تقول المعلومات والتسريبات, بأن السفارة الأميركية في إسلام أباد قد رفضت بشكل قاطع تقديم أي معلومات أو إيضاحات حول طبيعة زيارة السيناتور الجمهوري جون ماكين, والسيناتور الديموقراطي جو ليبرمان, إلى باكستان, ولقاءهما مع الرئيس زرداري, ورئيس الوزراء الباكستاني جيلاني.
أكدت التسريبات الباكستانية, وأيضا بعض التسريبات الأميركية, بأن الرئيس الباكستاني زرداري ورئيس وزراءه جيلاني, قد عبرا عن استياءهما الشديد, وشعورهما المتزايد بالإحباط إزاء التوجهات الأميركية الأخيرة في منطقة شبه القارة الهندية, والتي من أبرزها:
•زيارة رئيس الوزراء الهندي إلى العاصمة الأميركية واشنطن, وموافقة الإدارة الأميركية بدعم البرنامج النووي والعسكري الهندي, إضافة إلى تزويد الهند بالأسلحة المتطورة الأميركية, وتعزيز العلاقات والراوبط الهندية-الأميركية.
•قرار إدارة أوباما بزيادة عدد القوات الأميركية في أفغانستان بحوالي 30 ألف جندي أميركي إضافي, بالإضافة إلى زيادة قوات الناتو بما أدى إلى تزايد الضغوط على المسلحين الجهاديين الأفغان, الأمر الذي ترتب عليه تسلل الآلاف من هؤلاء المسلحين إلى داخل مناطق القبائل الباكستانية, وأصبحوا يشكلون قوة عسكرية مضافة تحارب جنبا إلى جنب مع حركة طالبان الباكستانية, وقد أدى ذلك إلى تزايد المعاناة والخسائر في أوساط الجيش الباكستاني الذي بدأ عملياته ضن منطقة وزيرستان الجنوبية التي تمثل معقل حركة طالبان.
•أصبحت الأوساط العسكرية الباكستانية, تنظر إلى التصعيد العسكري الأميركي في أفغانستان باعتباره يهدف إلى دفع المسلحين إلى داخل باكستان, بما يؤدي إلى استنزاف القدرات العسكرية الباكستانية, ويجعل الجيش الباكستاني هو الوحيد الذي يقوم عمليا بخوض الحرب ضد حركة طالبان الباكستانية, وطالبان الأفغانية, إضافة إلى تنظيم القاعدة وحوالي 10 ألاف مسلح يتبعون للجبهة الإسلامية الأوزبكستانية الحليف لحركة طالبان وتنظيم القاعدة.
•أصبحت الأوساط المخابراتية الباكستانية تنظر إلى واشنطن باعتبارها المسئولة عن التفجيرات الدرامية الكبيرة التي استهدفت بعض المنشآت التابعة للمخابرات الباكستانية والجيش الباكستاني, وعلى وجه الخصوص التفجيرات الكبيرة الأخيرة, وحصول أجهزة المخابرات الباكستانية على المزيد من الدلائل والقرائن التي تشير إلى قيام الأيدي الخفية التابعة لوكالة المخابرات المركزية الأميركية بدور في هذه التفجيرات, وتعتبر شركات المتعاقدين الأميركية من أبرز هذه الأيادي الخفية الناشطة في الساحة الباكستانية.
•تزايد عمليات القصف التي ظلت تقوم بتنفيذها الطائرات بدون طيار الأميركية ضد ناطق القبائل الباكستانية, دون الحصول على موافقة السلطات الباكستانية, الأمر الذي أدى إلى إثارة الغضب الشعبي العارم ضد حكومة إسلام أباد.
•سعي واشنطن لاستغلال إقليم بلوشيستان الباكستاني لمنطقة تمركز لاستهداف إقليم بلوشستان الإيراني المجاور, وذلك بما يترتب عليه توريط باكستان في الصراع مع إيران.
سوف يأتي الرئيس زرداري غدا لزيارة دمشق ويلتقي الرئيس الأسد, وتشير التوقعات إلى أن هذه الزيارة سوف تشكل نقطة بارزة في تعزيز قوة سورية الإقليمية, وتعاظم نطاق ومجال عمل فاعلية الدبلوماسية السورية, ومن الواضح أن إسلام أباد سوف تسعى إلى إقناع سورية من أجل المشاركة في مؤتمر أفغانستان الدولي, الذي يضم دول الجوار الأفغاني والدول الغربية والكبرى الأخرى.


الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...