موسكو ترفض ربط الدرع الصاروخي ببرنامج إيران النووي
رحب وزير خارجية روسيا بتصريحات أميركية مفادها بأن واشنطن قد تعيد النظر في خططها بشأن الدرع الصاروخي الذي تعتزم نشره في شرق أوروبا، لكنه رفض في المقابل ربط هذا الملف بالبرنامج النووي الإيراني, مؤكدا من جهة أخرى استعداد بلاده للتعاون مع الغرب في ما يتعلق بأفغانستان.
وجاءت تعليقات الوزير سيرغي لافروف في مقابلة مع محطة تلفزيونية روسية وأخرى مع مجلة دير شبيغل الألمانية -نشرت مقتطفات منها السبت- غداة تصريحات لمسؤول أميركي تحدث فيها عن استعداد إدارة الرئيس باراك أوباما لمراجعة الخطط المتعلقة بنشر أنظمة للدفاع الصاروخي في بولندا وجمهورية التشيك.
ورهن المسؤول الأميركي عملية المراجعة هذه بتحرك روسي لمنع إيران من إنتاج سلاح نووي. وتعتقد واشنطن بأن في وسع روسيا التي تربطها علاقات جيدة مع إيران، أن تضغط على طهران لحملها على وقف بعض أنشطتها النووية وعلى رأسها تخصيب اليورانيوم.
وفي مقابلة سجلت الأسبوع الماضي مع قناة تي.في سنتر الروسية وبثت السبت, نفى لافروف وجود أي علاقة بين الدرع الصاروخي وإيران. وأوضح "قلنا مرارا وبشكل معلن إن الدرع الصاروخي في رأينا المبني على الخبرة والمعرفة, وانطلاقا من قناعة عميقة, ليس له علاقة بالبرنامج النووي الإيراني".
وأضاف "أنه مرتبط بالاستقرار الإستراتيجي ويؤثر مباشرة على ترسانة الاتحاد الروسي". لكن لافروف شدد في المقابلتين على أن بلاده منفتحة على الحوار مع الولايات المتحدة.
وقال إن روسيا اقترحت التعاون مع الولايات المتحدة وأوروبا بشأن درع صاروخي قبل عام ونصف. وذكر في هذا السياق تحديدا أن بلاده اقترحت مشروعا بديلا للدرع الصاروخي تشترك فيه روسيا والولايات المتحدة وأوروبا.
وأوضح أن الاقتراح يتضمن نشر رادارات في روسيا وأذريبجان بما يسمح بمواجهة أخطار محتملة من جهة الجنوب. ونقلت المجلة الألمانية عن الوزير الروسي قوله في المقابلة التي تنشرها كاملة غدا الاثنين "لم يفت الأوان.. يمكننا الجلوس حول طاولة المفاوضات وتقييم الوضع".
وتتفق روسيا والولايات المتحدة على أن الأمن العالمي سيكون مهددا إذا حصلت إيران على أسلحة نووية. لكنهما تختلفان بشأن ما إذا كانت طهران تسعى -كما تقول الولايات المتحدة ودول غربية أخرى- لحيازة أسلحة نووية. وتنفي إيران إتهامات الغرب لها بأن برنامجها النووي مدني في الظاهر لكنه عسكري في الباطن.
وأكد مسؤول العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا الجمعة أن وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون ستلتقي قريبا نظيرها الروسي. ومن المقرر أن يجتمع الرئيسان الروسي ديمتري ميدفيديف والأميركي باراك أوباما يوم 20 مارس/آذار المقبل أثناء مشاركتهما في قمة العشرين.
وفي التصريحات نفسها, أعلن وزير الخارجية الروسي أن بلاده ترغب في تعزيز التعاون مع الغرب بسبب تدهور الوضع في أفغانستان. كما رحب بشكل خاص بالإشارات الصادرة عن إدارة أوباما بشأن إيران.
وقال سيرغي لافروف "نعرب عن سعادتنا لأن باراك أوباما وفريقه يتحدثون عن ضرورة رؤية الموقف من منظور جديد.. إنهم يقولون إن أميركا ستنظر في احتمالات إجراء محادثات مباشرة مع إيران.. هذا ما دعت إليه روسيا على مدى السنوات الأربع الماضية".
وكان الوزير الروسي أعلن في تصريحات صحفية الجمعة أن مرور الإمدادات غير العسكرية إلى قوات حلف شمال الأطلسي العاملة في أفغانستان تحت مسمى إيساف، سيبدأ عمليا خلال الأيام القليلة المقبلة تماشيا مع الاتفاقيات المبرمة بين بلاده والناتو.
ويطالب الكرملين واشنطن بتقديم تنازلات بخصوص الدرع مقابل مساعدات روسية في إمداد الحملة العسكرية التي تقودها الولايات المتحدة في أفغانستان. وتطلب واشنطن تسهيل وصول الإمدادات عبر الأراضي الروسية في ضوء الاستهداف المتكرر لطرق الإمدادات الموجهة إلى الناتو داخل باكستان.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد