موسكو تنتظر زيارة المعلم ووفود من المعارضة ولم تستبعد ازدياد تورط الـ«ناتو» في الأزمة
أكدت روسيا أنها «ستتصدى» لأي محاولة مما يسمى «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة» السورية لإيفاد مندوبين عنه إلى الأمم المتحدة، محذرة إياه من «أي تصرف أحادي الجانب من طرفه لأنه سيضر بالعمل الجدي الخاص بالتحضير للعملية السياسية»، وذلك بعد أن أعرب الائتلاف عن طموحه بالحصول على مقعد سورية في الأمم المتحدة وقراره بفتح ممثليتين في واشنطن ونيويورك، في وقت لم تستبعد موسكو ازدياد تورط حلف «الناتو» في الأزمة السورية خاصة على خلفية احتمال وقوع حوادث واستفزازات.
جاء ذلك بعد أن أعلنت موسكو أنها تنتظر قريباً زيارة وفود من القيادة السورية بينهم وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم وتيارات من المعارضة.
وفي التفاصيل، فقد قال مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين بتصريح صحفي في معرض تعليقه على أنباء تحدثت عن فتح مكاتب لائتلاف الدوحة في نيويورك وواشنطن: «إن روسيا مستعدة للدخول في حوار مع المعارضة السورية للاتصال مع مكاتبها بهدف تشجيعها على الحوار ولكنها ستتصدى لأي محاولة من هذه المعارضة لإيفاد مندوبين عنها إلى الأمم المتحدة».
وأضاف: «لا يجوز بتاتاً أن يجري الحديث عن الاستفادة من قرب هذه المكاتب من مقر الأمم المتحدة للحصول على نقاط سياسية محددة من وجهة الصفة الدولية وإن ظهرت مثل هذه المحاولات فنحن نعتزم التصدي لها».
وأعلن ائتلاف الدوحة الأسبوع الماضي أنه قرر فتح مكتبين له في واشنطن ونيويورك للاتصال بالإدارة الأميركية والمجتمع الدولي، إلا أنهما لن يتمتعا بالحصانة الدبلوماسية.
والأربعاء قال المعارض نجيب غضبان، الذي من المقرر أن يرأس مكتب نيويورك، للصحفيين: إن «هدف المعارضة الرئيسي يتمثل في تأمين وضعها في الأمم المتحدة في الأجل الطويل»، مشيراً إلى أن المعارضة ستواجه صعوبات سياسية وقانونية في تحقيق ذلك.
وأضاف: إن رئيس الائتلاف أحمد معاذ الخطيب «دعي من جانب الحكومة الأميركية للقيام بزيارة ويمكن أن يلتقي كبار مسؤولي الأمم المتحدة، من ضمنهم الأمين العام بان كي مون»، لكنه لم يشر إلى أي تواريخ محددة.
جاءت هذه التطورات بعد يوم من إعلان نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف أن موسكو تنتظر قريباً وفوداً من القيادة السورية بينهم وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم وتيارات من المعارضة.
وأعرب المسؤول الروسي في تصريحات صحفية، عن ارتياح موسكو لمبادرة الخطيب وإن كانت مثقلة بالشروط، مؤكداً «ترحيب روسيا برد الفعل الرسمي وإن كان أيضاً محملاً باشتراطات»، وذلك بعد أن قال الناطق باسم الخارجية الروسية ألكسندر لوكاشيفيتش الخميس: إن موسكو ترحب بعزم عدد من قوى المعارضة السورية على الدخول في حوار مع الحكومة، معرباً عن أمله في أن تسود الواقعية في موقف الائتلاف.
وفي وقت سابق أعلن الخطيب، قبوله الجلوس مع ممثلين عن السلطات السورية، غير أنه حدد القاهرة أو تونس أو اسطنبول كمكان للقاء.
ودعت الحكومة السورية المعارضة لإجراء حوار كما قدمت ضمانات بوقف الملاحقة لكل القوى السياسية المعارضة التي ترغب بالمشاركة في الحوار الوطني على حين ترفض أطياف من المعارضة إجراء حوار مع السلطات السورية مشترطة انتقال السلطة كأساس لبدء حوار.
وتعلن روسيا مراراً بأنها ستواصل إجراء اتصالات مكثفة مع السلطات السورية وقوى المعارضة البارزة على حد سواء للبحث عن نقاط التقاء بهدف الخروج من الأزمة، كما تدعو إلى حل سياسي عبر الحوار، بعيداً عن التدخل العسكري.
في سياق آخر أكدت الخارجية الروسية أن شعوب الشرق الأوسط وشمال إفريقية ومنطقة الصحارى قادرة ويجب أن تقرر مصيرها «بصورة مستقلة دون أي تدخل خارجي وحل قضاياها الداخلية ليس عن طريق القوة بل ضمن أطر القانون وعبر حوار وطني واسع» وهو ما ينطبق بالكامل وبصورة خاصة على سورية.
وقالت الخارجية في بيان لها أمس: «إن وزير الخارجية سيرغي لافروف سيقوم في الحادي عشر من الشهر الجاري بزيارة إلى الجزائر يجري خلالها مباحثات مع المسؤولين هناك بينهم نظيره الجزائري مراد مدلسي تتناول تبادل وجهات النظر حول الأوضاع السائدة في المنطقة».
وأشار البيان إلى أن المباحثات ستركز على الوضع في مالي وسبل إيجاد حل للنزاعات الإقليمية المزمنة ومنها الصراع العربي الإسرائيلي والنزاع في الصحراء الغربية وكذلك مناقشة الأخطار والتحديات الجديدة مثل «مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة العابرة للحدود التي اكتسبت طابعاً ملحاً جداً على ضوء الأحداث المأساوية الأخيرة في الجزائر» والمرتبطة باختطاف مسلحي تنظيم القاعدة لمئات الرهائن الجزائريين والأجانب في منشأة للغاز جنوب شرقي الجزائر.
في الأثناء اعتبر ممثل روسيا الدائم لدى حلف شمال الأطلسي الـ«ناتو» الكسندر غروشكو أن نصب الحلف صواريخ «باتريوت» في تركيا بطلب من الجانب التركي يتناقض مع منطق البحث عن سبل لحل الأزمة في سورية.
وأضاف غروشكو في تصريحات في بروكسل نشرت أمس: «إن الوضع يتطلب بإلحاح ليس استعراض عضلات القوة العسكرية بل بذل جهود حيوية لإطلاق عملية سياسية طبقاً لاتفاقات جنيف بهدف وقف العنف والكف عن العمليات القتالية وتشكيل «هيئة انتقالية» في سورية».
وأوضح غروشكو، أن موسكو تأخذ مع ذلك بعين الاعتبار تصريحات قادة الـ«ناتو» بأن منظومات باتريوت غير موجهة لإقامة منطقة حظر جوي أو ممرات إنسانية وأن المنظومات الصاروخية المذكورة قد نصبت على نحو لا تستطيع معه التأثير على المجال الجوي السوري معرباً عن الأمل في أن يتم الإيفاء بهذه التعهدات دون قيد أو شرط.
وبيّن غروشكو «أنهم مهما يقولوا في الحلف حول نشر صواريخ باتريوت في أراضي تركيا فإن نشرها هو خطوة باتجاه تدويل الأزمة في سورية»، لافتاً إلى أن موسكو لا تستبعد احتمال ازدياد تورط الحلف بالأزمة السورية.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد