ميليشيات الحر إلى مزيد من الإنقسام و"النصرة" تسعى لإنشاء "المجلس الجهادي الموحد"
لا تزال جبهة حوران المحتملة في الجنوب السوري تستقطب الاهتمام، فيما كشفت معلومات عن سعي "جبهة النصرة" لإقناع فصائل مسلحة تنشط في مدينة درعا، بالتوحد تحت راية مجلس واحد، من المفترض أن يطلق عليه اسم "مجلس شورى الفصائل الجهادية الكبرى في الجنوب".
كما يتخوف من أن يكون للمعركة تأثيرها المباشر على التسويات التي حصلت في مناطق متعددة في ريف دمشق، والتي لا يزال المقاتلون فيها يحملون أسلحة خفيفة جنبا إلى جنب مع عناصر من الجيش السوري و"الدفاع الشعبي".
وعلى الجبهة السياسية، لا تزال موسكو مصرّة على التمسك بمفاوضات "جنيف 2" لحل الأزمة السورية، محذرة من التحول إلى السيناريو العسكري. وعقد بعيدا عن وسائل الإعلام لقاء بين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونائب وزير الخارجية السعودي الأمير عبد العزيز بن عبدالله بن عبد العزيز، في الكويت، حيث كان لافروف يحذر دول مجلس التعاون الخليجي من "تنامي الإرهاب وتسلله إلى الدول المجاورة، بما في ذلك العراق ولبنان"، معلنا ان موسكو مستعدة للإسهام في تطبيع العلاقات بين إيران ودول المجلس.
وذكر ديفيد اغناسيوس في صحيفة "واشنطن بوست" أن وزير الداخلية السعودي الأمير محمد بن نايف خلف رئيس الاستخبارات السعودية الأمير بندر بن سلطان في عملية تسليح المقاتلين في سوريا، فيما لا تزال الإدارة الأميركية مترددة في القيام بأي تدخل قوي في سوريا خوفا أن يجرها هذا الأمر إلى حرب واسعة. وكشف رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية اللواء حسن فيروز آبادي عن نوايا سعودية لإقالة بندر، قائلاً إن "السعودية أدركت التبعات الثقيلة للسياسات الخاطئة التي اعتمدها بندر، ومن هنا قررت إقالته من منصبه بسبب هذه الأخطاء الفادحة والجسيمة للغاية التي جلبها للرياض بسبب هذه السياسة"، مشدداً على أن "لا جدوى من الخيار العسكري ضد سوريا".
وقال مصدر خاص، مقرّب من إحدى الفصائل "الجهادية" في سوريا، لـ"السفير"، إن "جبهة النصرة" تسعى جاهدةً منذ ثلاثة أسابيع لإقناع فصائل مسلحة تنشط في مدينة درعا، بالتوحد تحت راية مجلس واحد، من المفترض أن يطلق عليه اسم "مجلس شورى الفصائل الجهادية الكبرى في الجنوب".
وقال المصدر إن الحيثيات التي انطلقت منها "جبهة النصرة" لطرح الفكرة على قادة الفصائل، هي ضرورة الاتحاد بين الفصائل الكبيرة في درعا على نحو يسمح بتطبيق الشريعة الإسلامية، وأن مساعي "النصرة" لإنشاء "المجلس الجهادي الموحد" وصلت إلى مراحل متقدمة، وقد يجري الإعلان عنه خلال أيام قليلة. وتتزامن محاولة "النصرة" توحيد الفصائل المسلحة في جبهة حوران مع الحديث الغربي عن هجوم عسكري ضخم على جبهة الجنوب، فيما تزايد الانقسام داخل "الجيش الحر"، حيث رفض قادة ميدانيون لبعض مجموعاته، قرار "المجلس العسكري الأعلى" عزل "رئيس الأركان" اللواء سليم إدريس وتعيين "قائد عمليات الجيش الحر" في محافظة القنيطرة العميد عبد الإله البشير مكانه.
ورأت مصادر سورية واسعة الاطلاع، أن التركيز على جبهة الجنوب مفهوم من الناحية العسكرية، خصوصا بعد تشرذم القوى المقاتلة في الشمال الشرقي من سوريا، مركز النفوذ القطري والتركي، ولا سيما بعد تنامي نشاط الحركات "الجهادية" ونفوذها.
وتثير التوقعات الأخيرة، مخاوف ميدانية إضافية، خصوصا أن تسويات ريف دمشق ستخضع للاختبار الأول، في ظل استمرار وجود عناصر المجموعات المسلحة بأسلحتهم الخفيفة، وإن تحت ظل العلم السوري الرسمي. ويستبعد كثر ممن تابعوا ملفات المصالحة والتسويات، أن تقف المناطق التي شهدت اتفاقات على الحياد في حال تكرر سيناريو الهجوم على دمشق من محاور الغوطة الغربية والشرقية، كما يخشى من أن تتحول من جديد إلى مناطق مواجهة ساخنة.
وفي الكويت، ترأس لافروف الوفد الروسي إلى الاجتماع الوزاري المشترك الثالث للحوار الإستراتيجي بين دول مجلس التعاون الخليجي وروسيا.
وأعلن لافروف استعداد موسكو للإسهام في تطبيع العلاقات بين إيران ودول مجلس التعاون الخليجي، معتبرا أنه من غير المقبول على الإطلاق الحكم بالفشل على مؤتمر "جنيف 2" والتحول إلى السيناريو العسكري في سوريا.
وأكد لافروف أن التعاون العسكري بين موسكو ودمشق يهدف إلى تعزيز القدرة الدفاعية لسوريا لا دعم الرئيس بشار الأسد شخصيا. وقال إن "قلق موسكو يتزايد من تنامي الإرهاب وتسلله إلى الدول المجاورة، بما في ذلك العراق وكذلك لبنان الذي شهد اليوم (امس) عملا إرهابيا جديدا". وحذر من أن "تجاهل هذه الظاهرة سيجعل خطر الإرهاب واقعيا بالنسبة إلى الكثير من دول المنطقة".
وفي إشارة مبطّنة إلى الدول الخليجية التي تدعم المسلحين، دعا لافروف "كل الأطراف، التي تتوفر لديها الإمكانيات، إلى حث أطراف النزاع على مواصلة الحوار المباشر في جنيف"، مشددا على "ضرورة تحويل الأحداث في سوريا من مجرى المواجهة المسلحة إلى مجرى العملية السياسية من دون شروط مسبقة".
المصدر: السفير+ وكالات
إضافة تعليق جديد